الكويت - 27 - 6 (كونا) -- دعت الجمعية الكويتية لحماية البيئة الى تضافر جهود مختلف الوزارات والجهات المعنية بغية وضع آلية تعنى بحماية منطقة (الجديليات) والاسراع في تسويرها واعادة تأهيل المناطق المتضررة والكائنات الحية فيها نتيجة ما تعرضت له من صيد ورعي جائرين. وقال عضو فريق رصد وحماية الطيور في الجمعية راشد الحجي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الجهات المعنية وتتصدرها الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وبلدية الكويت ووزارة الاشغال العامة وغيرها مدعوة الى بحث ومعالجة الاضرار البيئية واثارها هناك. وأضاف الحجي ان الجديليات الواقعة شمال شرقي البلاد تعرضت الى انتشار ظاهرة الرعي الجائر للابل ما أدى الى تخريب مساحات واسعة من الغطاء النباتي فيها بعد أن كانت ملاذا ومصدرا غذائيا مهما للطيور وأعشاشها. وأوضح ان الجديليات من المناطق ذات الحساسية البيئية الكبيرة وتتميز بتنوع احيائي عال للغاية ما أهلها لتكون حاضنة للمئات من الكائنات الحية النباتية والحيوانية مشيرا الى أن المراجع العلمية العالمية رصدت طيورا مهاجرة من خلال موقع الجديليات المهم. ولفت في موازاة ذلك الى ما يشتهر به الغطاء النباتي في تلك المنطقة الواقعة على ضفاف الخليج العربي وتحديدا ساحلها الطيني والرمال من انتشار النباتات البرية المعمرة والنادرة ومن أبرزها (الغردق) و(العوسج). وذكر ان (العوسج) يخضر صيفا ليشكل بمنزلة خط الدفاع الاول لجميع الكائنات الحية وتكون ثماره غذاء للطيور والقوارض والسحالي وتتخذ الحيوانات بيوتها بين أشجاره مبينا ان الجديليات وبعد فتحها أمام الرعي العام الماضي "أصبحت مستباحة من بعض رعاة الابل والاغنام ولم تتبق فيها الا أغصان قليلة من شجرة (الغردق) وشهدت تدهورا للحياة البرية والطيور". وقال ان هناك مصبا للمياه المعالجة جعل المنطقة الساحلية تعمر بنبات القصب الذي ينمو على المياه قليلة الملوحة فتكونت منطقة خضراء جميلة اجتذبت أنواعا كثيرة من الطيور التي تعيش على المستنقعات وكانت المنطقة أفضل المناطق خليجيا لناحية مراقبة الطيور التي تفرخ بأعداد كبيرة صيفا أهمها دجاجة الماء والمرادم والمطارق والطنيفة. وبين الحجي ان مجرى الماء هناك تم تعميقه قبل سنوات ما حرم منطقة القصب من 90 بالمئة من الماء التي تذهب الى البحر مباشرة بعد أن كانت تتوزع على منطقة القصب ما سبب هجرة كثير من الحيوانات والطيور وأصبح المكان صغيرا بين المصب والمجرى للتفريخ وفقدت المنطقة أفضل الاماكن لذلك. وأكد ضرورة تسوير المنطقة وتحويلها الى محمية طبيعية نظرا الى خصوصيتها البيئية الكبيرة "ولتتمتع بها الاجيال المقبلة بعد أن تحولت المناطق القريبة منها الى مساكن ومدن وأرض قاحلة بسبب الرعي الجائر". وقال ان هناك بعض الحيوانات تصارع من أجل البقاء في الجديليات كالثعالب والجرابيع والافاعي والقنافذ كما يجتذب ساحلها البحري الطيني أنواعا عدة من الطيور لموقعه المهم كممر رئيس لهجرتها علاوة على ما تشهده من تعديات بحرية من الصيادين نتيجة القاء الاسماك غير المرغوب بها على شاطئها. وأشار الى ان الجديليات تعرضت كثيرا الى ضغوط بيئية شديدة "لطالما حذرت منها جمعية حماية البيئة ومن الرعي الجائر المستمر هناك فضلا عن اندلاع الحرائق كنتيجة حتمية لاهمال هذا الموقع وأيضا الصيد الجائر المستمر للطيور المهاجرة والمستوطنة البرية منها والبحرية بأعداد كبيرة".(النهاية) ز ا ك / ت ب كونا271201 جمت يون 13