GMT 0:03 2014 الخميس 16 يناير GMT 0:54 2014 الخميس 16 يناير :آخر تحديث علي سلامة الخالدي تقول الرواية السورية الرسمية أنها تقاتل جماعات إرهابية مسلحة، تحاول تلك المجموعات ترويع المواطنين وتقويض الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى في البلاد وأنها تواجه حرباً كونية كبرى، تشارك بها القوى الاستعمارية وعناصر الاستكبار العالمي للنيل من محور المقاومة والممانعة لخدمة الأهداف الصهيونية العالمية. كما أن حزب الله المصنف عالمياً كمنظمة إرهابية هو الآخر يشارك في مواجهة الفكر التكفيري الظلاّمي الإرهابي دفاعاً عن لبنان لمنع دخول هؤلاء إلى الأراضي اللبنانية، ومساندة لمحور المقاومة لضمان الإمداد اللوجستي والعمليات من الجمهورية الإسلامية عبر مسرح العمليات السوري إلى الجنوب اللبناني الصامد في وجه إسرائيل، كما أن لواء أبو الفضل العباس يرفع رايات الإمام الشهيد دفاعاً عن مقام السيدة زينب، هؤلاء جميعاً يرتدون تلك العباءة الكربلائية المغذية لهذا النهر الجاري المتدفق حرباً طائفية عابرة للتاريخ. أما الثورة السورية التي استشهد من أجلها 160 ألف مواطن ونزح بسببها 6 ملايين وشملت دمار المدن والقرى والأرياف على مساحة الوطن هناك فلا علاقة لها بالمطالب المشروعة ولا بحقوق الإنسان المنادية بالحياة الكريمة علماً بأن هذه الثورة تشكل انعكاساً طبيعياً لاستبداد طائفي تقلّد زمام الحكم لفترة طويلة، أذاق الشعب أشكال التسلط والظلم، وأسهم في تشكيل هلال شيعي بقيادة إيران التي تتحالف وتتعاون مع القوى العظمى لإبرام اتفاق سيؤدي إلى انضمامها إلى النادي النووي، معرّضاً السكان العرب السنة إلى اضطهاد واضح، كما يحدث حالياً في مناطق الصراع في كل من سورياوالعراقولبنان. أمام هذا الواقع، كان من الطبيعي ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، هذا التنظيم الذي يعتبر عابراً للحدود استعاد قوته ونفوذه في كل من العراقوسوريا هو قادر على القيام بأعمال مزعجة يحظى بتمويل وتجنيد مزدوج، يشكّل تهديداً استراتيجياً للمنطقة، يملك إمكانية شن حرب عصابات فاعلة، يقوم بعمليات عنف متواصلة، يفرض معادلة جديدة في مناطق الصراع الساخنة مزوّد بأسلحة ومعدات متطورة، يستقطب تعاطف أهل السنّة، لوقوفه في وجه التحالف السوري الإيراني الشيعي، استطاع النظام في كل من سورياوالعراق استثمار هذا التنظيم للقضاء على التطلعات المشروعة للسكان السنّة في كل من الدولتين، يقوم هذا التنظيم بتشويه الثورات الطاهرة المطالبة بالحقوق المشروعة تستغلّها الأنظمة الاستبدادية لترويع الغرب من البديل المحتمل، علماً بأنه الابن العاق للأنظمة والإنتاج الرديء لأجهزة المخابرات. مجرد تحليل بسيط للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني في دول الإقليم يقودنا إلى استشعار التهديدات المذهبية والطائفية وما رفع شعار محاربة ومكافحة الإرهاب إلا حصان طروادة أو لغاية في نفس يعقوب. ايلاف