قالت وسائل إعلام حكومية، أمس، إنه تمت الموافقة على الدستور الجديد لمصر بأغلبية كاسحة في الاستفتاء وهو فوز متوقع يعطي دفعة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع تجعله أقرب ما يكون إلى إعلان ترشحه للرئاسة، فيما دعا مفتي الديار المصرية شوقي علام، إلى الإسراع في تنفيذ بقية خطوات خطة خارطة المستقبل للمرحلة الانتقالية في مصر، بعد إنجاز الخطوة الأولى وهي الاستفتاء على مشروع الدستور المعدَّل. وتفصيلاً، قالت صحيفة الأهرام الحكومية إن نحو 90% من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم وافقوا على الدستور. وأضافت الصحيفة انه تمت الموافقة على مشروع الدستور «بأغلبية غير مسبوقة» استناداً إلى المؤشرات الاولى. وحاز الدستور تأييداً واسعاً بين كثير من المصريين أيدوا الجيش في عزل مرسي في يوليو ولا يوجد أثر يذكر لحملة منظمة من أجل رفض الدستور فيما تشن الدولة حملة على المعارضة. ودعت جماعة الاخوان المسلمين إلى مقاطعة الاستفتاء الذي تعتبره جزءاً من انقلاب على رئيس تم اختياره في انتخابات حرة قبل 18 شهراً، وأحيا دولة بوليسية قمعية. وقال مسؤول في وزارة الداخلية ان الاقبال على التصويت زاد على 55%. وهذه هي المرة الاولى التي يجري فيها اقتراع منذ عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة في 30 يونيو مطالبة بتنحيه. وقالت «الاهرام» ان قراراً جمهورياً سيصدر خلال أيام لتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ويتوقع ان تعلن النتيجة الرسمية للاستفتاء غداً. ويعطي هذا التصويت دفعة لخطة انتقالية كشف عنها الجيش بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي. ويتوقع ان تكون الخطوة التالية انتخابات الرئاسة التي سيكون فيها السيسي (59 عاماً) أقوى المرشحين. ويشير خصوم الإسلاميين إلى النتيجة على انها دليل على تفويض شعبي بعزل مرسي. وقالت صحيفة «اليوم السابع» في صدر صفحتها الأولى «المصريون كتبوا شهادة وفاة الإخوان». ودعت جماعة الإخوان إلى احتجاجات أثناء التصويت. وقتل تسعة أشخاص في اليوم الاول من التصويت في اشتباكات وقعت بين مؤيدي الاخوان وقوات الأمن. وقالت وزارة الداخلية إنه تم القاء القبض على 444 شخصاً أثناء عملية التصويت التي جرت على يومين. واعتبر البعض الاستفتاء تصويتا من المواطنين على الثقة بالسيسي الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أقوى شخصية في مصر، والرجل القوي الذي يحتاجون اليه لإعادة الاستقرار. وربط السيسي في ما يبدو بين ترشحه للرئاسة ونتيجة الاستفتاء، عندما قال السبت الماضي انه سيحتاج إلى تأييد الامة والجيش لخوض الانتخابات. وصعدت البورصة إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات هذا الاسبوع، لأسباب منها طموحات الناس في حكومة أكثر استقراراً. وفي كثير من مراكز الاقتراع في أنحاء مصر بدا الاستفتاء كأنه تصويت على السيسي نفسه. كانت النساء تتغنى باسمه وتزغرد وهي تقف في طابور للإدلاء بأصواتهن بينما كانت نغمات أغنية مؤيدة للجيش اكتسبت شعبية بعد عزل مرسي تنطلق من السيارات. من جانبه، شدد مفتي الديار المصرية شوقي علام، في بيان على «ضرورة الإسراع في تنفيذ بقية خطوات خارطة الطريق (خارطة المستقبل) بمجرد إقرار الدستور، مع أخذ خطوات موازية على طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي والوصول إلى صيغة تستوعب كل أطياف الشعب المصري الراغبين في بناء الوطن للمشاركة في صنع مستقبل يليق بمصر». وأضاف أنه «حان الوقت للتفكير الجدي في عمل مشروع قومي للوطن يلتف حوله كل أفراد الشعب»، مؤكداً أن التعليم والبحث العلمي يمثلان حجر الزاوية في المشروع القومي المصري. وتنص خطة «خارطة المستقبل» للمرحلة الانتقالية على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية عقب إجراء استفتاء على مشروع الدستور. الامارات اليوم