مراكش - 17 - 1 (كونا) -- اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هنا اليوم إنه لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين. وأضاف عباس في افتتاح اعمال الدورة ال20 للجنة القدس أن الشعب الفلسطيني يرفض رفضا حاسما محاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول أعمال المفاوضات كما يرفض أن تكون المفاوضات غطاء لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرض فلسطين. وأكد الحرص على تحقيق سلام عادل يقوم على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالمحتلة وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا على أساس القرار 194 كما نصت مبادرة السلام العربية. وجدد عباس تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته الوطنية لاسيما في هذه المرحلة التي وصفها ب"الدقيقة" التي تخوض فيها السلطة الفلسطينية مفاوضات صعبة برعاية الإدارة الأمريكية بهدف التوصل إلى السلام العادل المنشود. وأبرز هذه الثوابت التي تتجلى في سيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على كل ذرة من ترابها وحدودها وثرواتها الطبيعية وأجوائها ورفض أي وجود عسكري إسرائيلي على أراضيها ورفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. كما تتجلى في رفض محاولة شطب الرواية التاريخية للفلسطينيين في ارضهم ومحو ذاكرتهم الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ ورفض المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. وشدد عباس على أن فلسطين الدولة المراقب في الأممالمتحدة ستلجأ للوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية إضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة كل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة للمساس أو النيل من الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني. وأعرب عن الأمل في ما ستسفر عنه اعمال اجتماع لجنة القدس من نتائج ستسهم بقوة في الدفاع عن القدس والأقصى من خلال جعل "القدس العنوان المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم". وأبرز أهمية الظرف الذي تنعقد فيه لجنة القدس والذي تواجهه تحديات وأخطار جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال. وأشاد عباس بالدور الذي تضطلع به المملكة المغربية والملك محمد السادس رئيس لجنة القدس دفاعا عن القدس الشريف وعن هويتها العربية الإسلامية. كما أشاد بجهود المملكة العربية السعودية والملك عبدالله بن عبد العزيز لدعم صمود الشعب الفلسطيني في سبيل نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية منوها بدور المملكة الأردنية الهاشمية وعاهلها الملك عبدالله الثاني لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها. كما أثنى عباس على جهود وكالة بيت مال القدس شاكرا المغرب والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لمساهمتهم في ميزانيتها داعيا إياهم للاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوكالة لتمكينها من أداء دورها النبيل في القيام بالمزيد من المشاريع والبرامج وفق ما تقرره الدول الأعضاء. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس وفي كلمة افتتاحية سابقة أكد كذلك أن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية وأنه لا سلام دون تحديد الوضع النهائي للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وتتواصل أعمال الدورة ال20 للجنة القدس في جلسات مغلقة على مدى اليوم وغد برئاسة الملك محمد السادس وحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ومشاركة وزراء خارجية 15 دولة عضوا في اللجنة إضافة الى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني. ويشارك في أعمال الدورة مبعوثون من مستوى رفيع يمثلون البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهيئة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحاضرة الفاتيكان وجامعة الدول العربية. يشار الى أن الملك محمد السادس ورئيس السلطة الفلسطينية أجريا في وقت سابق قبيل الجلسة الافتتاحية للجنة القدس مباحثات على انفراد. كما استقبل العاهل المغربي في اعقاب الجلسة الافتتاحية وزير الشؤون الخارجية المصري نبيل فهمي. وأنشئت لجنة القدس بموجب قرار صادر عن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الخارجية المنعقد بجدة في يوليو عام 1975 وأسندت رئاستها لملك المغرب. وكانت اللجنة عقدت اجتماعها الأول برئاسة الملك الراحل الحسن الثاني وذلك بمدينة فاس (180 كم شمالي شرق الرباط) في يوليو 1979 . (النهاية) ع د ط / ب ش ر كونا172212 جمت ينا 14 وكالة الانباء الكويتية