تباينت آراء الخبراء والمحللين السياسيين الفلسطينيين، إزاء التسريبات والتصريحات الإسرائيلية، التي تشير إلى أن الحرب على قطاع غزة باتت وشيكة. غزة (فارس) وقال الخبير السياسي حسن عبدو إن "هذه التسريبات في الغالب تأخذ طابعًا أمنيًا"، لافتًا إلى أنها "تهدف إلى تثبيت الردع بعد عدة اهتزازات للتهدئة، وتعكس خوفا من انهيارها". ولفت عبدو إلى أنه "لا يوجد مؤشر واضح، ولا حتى رغبة عند كافة الأطراف للذهاب نحو الحرب"، رغم نقل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تأكيدات لأوساط في جيش الاحتلال بأن "العد التنازلي للحرب القادمة على غزة قد بدأ بالفعل". من جانبه، كشف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، النقاب عن أن جيش الاحتلال بدأ يدق طبول الحرب، ويمهد الرأي العام الدولي لها. وأشار الصواف – الذي يشغل منصب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية بغزة - إلى أن "بعض الوزراء الإسرائيليين يتحدثون عن رفضهم إبقاء مليون إسرائيلي تحت وقع صواريخ المقاومة الفلسطينية"، موضحًا أنهم "في كل مرة يكررون هذه العبارات، وهذا لا يعني أننا نستهتر بمثل هذه الأقوال وهذه التهديدات". ورأى أن على المقاومة "تحضير جبهتها الداخلية وتعيد خططها العسكرية، وأن تنهي الاستعدادات، وأن تكون تكتيكاتها فيها حنكة، وأن تجري تغييرات على الأرض كأن تبدل الميمنة بالميسرة والمقدمة بالمؤخرة، وتجعل من القلب أمرًا آخر، فالأمر يحتاج لأخذ الأمور على محمل الجد". من ناحيته، قال المحلل السياسي المحسوب على حماس عدنان أبو عامر إن "«إسرائيل» ترفع لهجة تهديدها ضد حماس في غزة، رغم عدم مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ الأخيرة"، مستدركًا: "لكنها تتحمل العواقب لأنها رب البيت هنا، وتحكم القطاع". ودعا أبو عامر المقاومة لشد الأحزمة (التأهب) بعد تصدر الصحافة الإسرائيلية عنوانًا: "بدء العد التنازلي لتنفيذ حملة عسكرية على غزة، لأن حماس تفقد السيطرة عليها". ولفت إلى أنه "إذا كان عدوان "إسرائيل" ضد غزة آتٍ لا محالة، فإن مهمتنا تكمن بتأجيله، وحرمان العدو من الإمساك بزمام التوقيت، كي لا نؤتى على حين غرة"، كما قال. ولم يفت أبو عامر الإشارة إلى أن "مصر عامل أساسي بحرب "إسرائيل" ضد غزة"، معللًا ذلك بالقول:" هي اليوم لا تأثير لها على حماس، بل هناك توتر يصل ذروته بينهما، ما ويعني فقدانها للظهير العربي". أما الباحث السياسي المحسوب على حركة حماس إبراهيم المدهون، فيرى أن "توالي الأخبار المنقولة من الصحف الإسرائيلية التي تتحدث عن قرب الحرب على غزة يحمل ابتزازًا وضغطًا وتحذيرًا لحركة حماس لتقوم بالتصدي للفصائل الصغيرة التي تطلق الصواريخ". وقال: حركة حماس في ظل الحصار والخنق وعزل القطاع والتضييق عليه تعتبر المواجهة أفضل الخيارات، ولا اعتقد أنها ستستجيب لضبط الساحة ما لم يرفع الحصار، كما لا اعتقد أن الاحتلال سيستعجل المواجهة المفتوحة، وسيعمل على إنهاك القطاع اقتصاديًا. وأضاف المدهون: نحن شعب لا نهدد بالموت والحرب والمواجهة، وقضيتنا تحتاج لمزيد من المواجهة والتضحيات، وإننا على استعداد كشعب ومقاومة وحكومة لأسوأ الاحتمالات وأكثرها صعوبة. وبيّن أن "الاحتلال يبث أخبارًا هي أقرب للحرب النفسية، وتحمل الكثير من التهويل المبالغ فيه، وتريد أن توحي بقرب وقوع مواجهة مفتوحة، وعدوان خطير وكبير"، ورغم ذلك يضيف:" أي حرب تبادر بها "إسرائيل" ستكون الفرصة التي تتغير فيها معادلات كثيرة على الأرض". /2336/ وكالة انباء فارس