الكويت - "الخليج": بدأت في الكويت، أمس، أعمال المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي الذي يناقش بنوداً عدة من بينها انتخاب رئيس الاتحاد البرلماني العربي وتقرير الأمين العام عن أنشطة الاتحاد، إضافة إلى مناقشة أعمال الدورة الثالثة عشرة للجنة التنفيذية للاتحاد، والمصادقة على قراراتها، وكذلك موضوع "مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين" . وترأس وفد الدولة محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وضم الوفد كل من الدكتور عبدالرحيم عبداللطيف الشاهين والدكتور يعقوب علي النقبي وأحمد رحمة الشامسي أعضاء المجلس والدكتور محمد سالم المزروعي أمين عام المجلس . وحذر أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي أمس في افتتاح أعمال المؤتمر المنعقد برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أن الأمور تتطور بشكل كبير نحو الأسوأ في القدسالمحتلة في ظل سعي العدو الصهيوني المحمومئلتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك وفي القدس على العموم، من خلال الإجراءات التهويدية للثقافة والتعليم والصحة ولكل مناحي الحياة في القدس . وأوضح الجروان، الذي يشارك في أعمال المؤتمر برفقة د . عبدالناصر محمد جناحي العباسي أمين عام البرلمان العربي، إن البرلمان العربي اتخذ من شعار "فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية" شعاراً لدورته الحالية، ليس لمجرد شعار للبرلمان أو مقولة، وإنما للتأكيد على أن القضية في قلب كل مسلم وعربي، وأن دعم صمود أهلنا في القدس واجباً قومياً ودينياً لاسيما وأنئعام 2013 شهد تصعيداً غير مسبوق للاستيطان والتهويد والمسّ بالأماكن المقدسة . ومن ناحية ثانية، التقى الجروان، على هامش مشاركته في المؤتمر، العديد من رؤساء البرلمانات العربيه في مقدمتهم كل من مرزوق علي الغانم رئيس الاتحاد البرلماني العربي- رئيس مجلس الأمة الكويتي، وخليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب البحريني، ومحمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، والدكتور الفاتح عزالدين المنصور رئيس المجلس الوطني في جمهورية السودان . وتناولت اللقاءات مع رؤساء البرلمانات العربية سبل دعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تمكينه من حقوقه الوطنية وكذا قضية القدس والهجمة الشرسة التي تتعرض لها من طرف الكيان الصهيوني لتهويدها وسبل دعم صمود الفلسطينيين ضد هذه الهجمة . كما تناولت الدور الذي يقوم به البرلمان العربي كرافد أساسي من روافد العمل العربي المشترك ضمن منظومة الجامعة العربية وسبل تفعيل هذا الدور . وقد أهدى محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري درع المجلس لرئيس البرلمان العربي احمد محمد الجروان، تقديراً للدور الذي يقوم به البرلمان لخدمة القضايا العربية . وأكد محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في كلمته أمام اجتماعات المؤتمر، أهمية تفعيل دور البرلمانيين العرب واتحادهم البرلماني العربي في القضايا والأزمات التي تحيط بأمتنا العربية . وأوضح أنه على الرغم من كثرة الجهود العربية والإقليمية والدولية التي بذلت لوضع حد لمأساة الشعب السوري إلا أن الدماء السورية البريئة ما زالت تراق يومياً صادمة الضمير الإنساني . وقال "وإنه ليراودنا الأمل في أن يعيد مؤتمر "جنيف 2" الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا الشقيقة" . وأشار إلى أن أي حل سلمي وعادل ودائم مع "إسرائيل" لن يتحقق من دون عودة القدسالمحتلة إلى السيادة الفلسطينية العربية كونها عاصمة الدولة الفلسطينية، إلا أن استمرار "إسرائيل" في العمل على تهويد القدس وفرض سياسة الأمر الواقع من خلال المستوطنات "الإسرائيلية" المتزايدة يدعونا لإعادة التفكير في تحركاتنا البرلمانية العربية تجاه موضوع القدس الذي يعد من أكثر القضايا الصادر بشأنه قرارات دولية من الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات . . إلا أن كل هذه القرارات كانت محل استخفاف وتجاهل من "إسرائيل" . ورحب بالتطورات الإيجابية في الملف النووي الإيراني وما يمكن أن يعكسه ذلك على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، إلا أنه ما زال لدينا الإصرار الكامل على إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالوسائل السلمية المتعارف عليها دولياً وأن تمتنع الحكومة الإيرانية عن القيام بأي أعمال من شأنها تكريس هذا الاحتلال . وكان رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، حذر في كلمة افتتاحية خلال المؤتمر، من محاولات "إسرائيل" إضرام نار التفرقة، وتمزيق وحدة الصف العربي، مؤكداً أهمية التضامن العربي باعتباره الشرط الأساسي لتغيير الصورة بكاملها في الواقع العربي . وقال الغانم "إن غياب نظام أمن عربي مشترك أوجد فراغاً كبيراً يعمل الآخرون على ملئه بالأسلوب الذي يضمن مصالحهم ويعمق جراحنا"، لافتاً إلى خطورة نتائج الانقسام الحاد في الصف الوطني الفلسطيني الذي يتحمل طرفاه جريمة ضياع دماء الشهداء هدراً . وأضاف: "إن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك تعيش في ضمير الإنسان العربي، وفي وجدان الإنسان المسلم كجرح مفتوح لكرامته ومعتقده، وكتهديد حقيقي لكيانه ووجوده"، معرباً عن ثقته بالارتباط العضوي الوثيق بين الصراع العربي - "الإسرائيلي" من جهة، وبين كل من غياب الإصلاح وانتشار العنف بالعالم العربي والإسلامي . وأكد أن القضية الفلسطينية تأتي في طليعة العوامل التي أسهمت في تشكيل العلاقات العربية البينية والعلاقات العربية - الدولية طوال العقود السبعة الماضية، مشيراً إلى أنه رغم عنف الأحداث وعمق التحولات التي تمر بها الأمة العربية تبقى القضية الفلسطينية هي الساحة الأساسية التي تعكس أحداثها كل قضايا العرب وأحوالهم وكافة مواقع قوتهم ومواضع ضعفهم . ودعا رئيس الاتحاد البرلمان العربي إلى الإسراع في معالجة هموم ومشاكل الأمة العربية دون الخوف من الخطأ أو الحذر من سوء التفسير بحيث يتعذر على أي منا أن يتطرق لها جميعاً . وعن الأزمة السورية، أعرب الغانم عن أسفه لهذه الأزمة الدامية التي راح ضحيتها حتى الآن اكثر من 150 ألف شخص، إضافة إلى نزوح وتشريد نحو تسعة ملايين سوري داخل سوريا وخارجها، مناشداً جميع الدول المبادرة إلى دعم الشعب السوري دون ربط أي عمل إنساني بشروط سياسية، ودون الاقتصار على طرف من دون آخر أو تمييز بين فئة وغيرها لكي لا يكون الدور الإنساني رهين السياسة . المر يبحث العلاقات البرلمانية مع الكويت التقى محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أمس، مرزوق علي الغانم رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي وذلك على هامش أعمال المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه الكويت حالياً . وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين مجلس الأمة الكويتي والمجلس الوطني الاتحادي وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وتبادل الخبرات على المستوى البرلماني والاستفادة من تجارب كلا البلدين في العمل البرلماني . واستعرض مرزوق علي الغانم البنود المدرجة على جدول أعمال المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي وآلية العمل والتنسيق المشترك . (وام) الخليج الامارتية