د. عبد العزيز حسين الصويغ كتب الإعلامي الصديق الأستاذ سليمان النمر مقالاً في صحيفة (العرب اليوم) الأردنية في 08/1/2014، بعنوان: («كره الأجانب» في السعودية) تناول فيه كيف تحولت مسألة ترحيل العمالة الأجنبية المخالفة في السعودية الى معركة، وليس هدفاً وطنياً من حق المملكة أن تسعى اليه. وانتقد تصعيد الإعلام السعودي لقضية العمالة الوافدة، وتحريضها ضد المقيمين الأجانب في إثارة «للمشاعر الشوفينية ضد كل ماهو أجنبي في المملكة»، حيث «لم يفرق (الاعلام) بين المقيمين غير الشرعيين المتسللين عبر الحدود من بقايا الحج والعمرة الذين من حق السلطات الأمنية ملاحقتهم ومحاكمتهم وطردهم، وبين المخالفين لأنظمة العمل الذين يعملون عند غير كفلائهم أو عند كفلائهم بمهن غير مهنهم الأساسية، وهؤلاء من حق وزارة العمل ملاحقة مخالفاتهم وتصحيح أوضاعهم»... الخ. *** وقد أورد الأستاذ سليمان أمثلة لبعض أبرز الصحفيين والإعلاميين الذين ساهموا في هذه الحملة الضارية واستغرب من بعضهم هذه الروح التي لم يعهدها فيهم، خاصة وأن «حالة الهياج ضد العمالة الأجنبية»، كما وصفها، «أوجدت نوعاً من «الشوفينية» عند معظم الشباب السعودي، وجعلت معظمهم ينظر للأجنبي – عربياً كان أم غير عربي – أنه جاء «لخدمته أو لسرقته أو منافسته في لقمة عيشه». هذه «الشوفينية» كما أسماها الأستاذ سليمان، «بدأت تتغلغل في عقلية الجيل الجديد جعلته ينظر نظرة فوقية للآخرين». وكنت أنا أحد من ذكرهم الأستاذ سليمان النمر ... ولكن بصورة إيجابية ساهمت، في رأيه، في تقليل حدة حالة الشوفينية التي انطلقت من خلال تعليقات بعض السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي على مسألة ازدحام الطرق بدبي ليلة رأس السنة. *** وأتفق مع الأستاذ سليمان النمر بأن التوسع في منح آلاف تأشيرات العمل دون ضوابط كان أحد الأسباب الرئيسة لتضخم أعداد العمالة الأجنبية في البلاد. لكني أختلفت معه في أن يصل شعور المواطن السعودي، أو لنقل أغلب المواطنين السعوديين، إلى درجة الحقد. فما بين العمالة الوافدة والسعوديين ليس مسألة «كُره» ولكنه مسألة أقرب إلى «الغيرة» حين يرى العاطلون من السعوديين وافداً يحتل وظيفة هو أحق بها ... خاصة لو توفرت له نفس كفاءة وقدرات العمالة الوافدة، وعندها قد يتغير شعور هذا السعودي من الغيرة إلي الحنق الذي قد يقود الى الكراهية ... وهو شعور ليس في صالح هذا ولا ذاك، كما أن لا دخل فيه للعامل الوافد ... فهذا العامل لم يدخل البلاد إلا بموافقة السلطات السعودية وبكفالة سعودي. فإذا كان هناك اتهام يوجه فهو للسعوديين أنفسهم قبل توجيهه للعمالة الوافدة. *** ورغم اتفاقي مع بعض النقاط التي أوردها الأستاذ سليمان النمر، فأنا أتحفظ على بعض العبارات والأوصاف التي حملها مقاله في وصف بعض مظاهر الحنق الطبيعية التي أبداها أغلب السعوديين وظهرت في ثنايا مقالات الإعلاميين السعوديين ... عدا بالطبع تلك الكلمات التي أثنى علي فيها .. مع إقراري الكامل بحقه في استعمال ما يشاء من عبارات الثناء. وإن كنت قد كتبت أنا شخصياً في أكثر من مناسبة عن حالة الشوفينية التي يتحدث عنها سليمان، لكن لا أدري لماذا أصابتني الحساسية عندما سمعتها منه، ربما تطبيقاً للمثل القائل: «أدعى على ولدي وأكره اللى يقول آمين!»، علماً أن الكره هنا هو كره «إيجابي» لا يحمل أذى ... وإن كان يحمل اعتراضاً على تلك الفترة التي تعاملنا فيها مع ملف العمالة الوافدة بشكل يقلل من أعراضها السلبية على البلاد .. وهو حق أعترف الصديق سليمان النمر بأنه «هدف وطني من حق المملكة أن تسعى اليه». نافذة صغيرة: [[الدبلوماسية هي أن تقول رأيك بصراحة .. دون أن تجرح الطرف الآخر]] [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة