أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي نُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضاءَني*** لمَّا تَذَكْرَتُ الحَبيبَ مُحَمَّدَا وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمِي*** وكأنَّما قَمَرُ السَمَاءِ تَعَدَّدا فَبِذِكْرهِ يحلو الوجُودُ فَنرتَقي*** يا حظَّ مَنْ باسمِ الحَبيبِ تَزوَّدا تحدثنا في مقال الأسبوع الماضي عن ذكرى مولد خير الأنام سيدنا وأسوتنا وقدوتنا رسول الله الأعظم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ووقفنا على لمحات من سيرته الفوّاحة، واليوم نكمل بوقفات سريعة على بعضٍ من القصائد المتواترة المشهورة التي وردت في محبته صلوات ربي وسلامه عليه وشيء من سيرته الفوّاحة:- وُلِد الحبيب فوجهه متورد*** والنور من خديه فيه توقدُ! جبريل نادى في محاسن وصفه*** هذا مليح اللون هذا أحمدُ! هذا كحيل العين هذا المصطفى*** هذا جميل الوجه هذا السيدُ! هذا جميل النعت هذا المرتضى*** هذا الحبيب نظيره لا يوجدُ! ياسامعين لمدح طه المفتدى*** صلوا عليه وآله كي تسعدوا الحمد لله الذي جعل محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان، وجعل سنته طريقاً لدخول الجنان: لك يارسول الله صدق محبة*** وبفيضها شهد اللسان وعبرا لك يارسول الله صدق محبة*** لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا ما أعظم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- حبيبًا محبوبًا، وما أعظمه محبًا، علم صحبه الكرام -رضوان الله عليهم- الحب بحبه لهم فأحبوه، وكان هذا الحب منهم علامة إيمانهم، وشعلة عقيدتهم، وطريقهم لرضوان ربهم، وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فحبه -صلى الله عليه وسلم- تابع لحب الله تعالى، ولازم من لوازمه؛ فهو حبيب ربه سبحانه، والمبلغ عن أمره ونهيه، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه -صلى الله عليه وسلم- وأحب أمره الذي جاء به. وجزاء محبته، أن مُحِبه سيكون معه -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وسيكون قريباً منه في المنزلة والدرجة، وهذه ثمرة محبة النبي الكريم، وثمرة محبة الحبيب وطبيب القلوب، تسعد به القلوب وترتاح إذا امتلأت بحبه وتسمو النفوس إذا أنست بحبه, وترتاح الأجساد إذا تعبت في اتباع سنته وتطبيق هديه النبوي، يقول -صلى الله عليه وسلم: (من أحبني كان معي في الجنة). وحبنا له أن يكون -صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا، فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده) فحبه من أساسيات إسلامنا وإيماننا. فشهد الكلمة والشعر في حب رسول الله لا ينفد، وقد ضربت أروع الأمثلة والمشاهد في محبته صلى الله عليه وسلم. قال حسان بن ثابت رضي الله عنه : أغرُّ عليه للنبوة خاتم .. من الله من نور يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي إلى اسمه .. إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد وشق له من اسمه ليجله.. فذو العرش محمود وهذا محمد هو النور يهدي الحائرين ضياؤه وفي الحشر ظل المرسلين لواؤه وقال الإمام ابو حنيفة النعمان: والله ياخير الخلائق إن لي*** قلباً مشوقاً لايروم سواك أنت الذي من نور البدر اكتسى*** والشمس مشرقة بنور بهاك والله ياياسين مثلك لم يكن*** في العالمين وحق نباك عن وصفك الشعراء عجزوا*** و كلوا عن صفات علاك صلى عليك الله ياعلم الهدى*** ماحنَّ مشتاق إلى لقياك وقال شرف الدين البوصيري: مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ*** والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ*** لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه*** ثمَّ اصْطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ وقال عمر الرافعي: وَحقّقتني بِالحبّ حبّ محمّدٍ*** نَبِيٍّ خَتَمت الأَنبِيا به وَالرُسلا شُغلتُ بِهِ وَاللَه عن كلّ شاغِل*** وَما زالَ شغلي في محبّته شغلا إِذا مَرَّ بي طيفُ الحَبيبِ يَزورُني*** وَلو حُلماً أَحيا وَأَهلكُ إن وَلّى أُناجيه وَالأَشواقُ ملءُ جوانِحي*** لطلعتِهِ الغَرّا أَشدُّ لها الرَحلا وقال سيدنا علي بن أبي طالب بعد وفاة الرسول الكريم: فيا خير من ضم الجوانح والحشا *** وَيا خَيرَ مَيتٍ ضَمهُ التُربُ وَالثَرى كَأَنَّ أُمورَ الناسِ بَعدَكَ ضُمِّنَت*** سَفينَةُ مَوجٍ حينَ في البَحرِ قَد سَما وَضاقَ فَضاءُ الأَرضِ عَنّا بِرَحبِهِ*** لَفَقدِ رَسولِ اللَهِ إِذ قيلَ قَد مَضى فَقَد نَزَلَت بِالمُسلِمينَ مصيبة *** كَصَدعِ الصَفا لا صَدعٍ لِلشَعبِ في الصَفا وقال أحمد شوقي: مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ*** عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً*** يُضيءُ مُلتَثِماً أَو غَيرَ مُلتَثِمِ بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ*** كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ اللهم اجعلنا من أحبابك وأحباب رسولك، اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك، اللهم اجعلنا لهديه مهتدين ولسنته مقتدين، وعلى طريقه سائرين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة