GMT 0:05 2014 الثلائاء 21 يناير GMT 0:16 2014 الثلائاء 21 يناير :آخر تحديث فاتح عبدالسلام جميع دول العالم المعنية بالأزمة السورية تقر محاربة جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام وتعدهما تنظيمين إرهابيين يقاتلان في سوريا، وهي النتيجة التي يسعد بها النظام السوري ويعدها قسم من المعارضة وإن لم تصرح بذلك محاولة لإنقاص قوتها النارية والقتالية. لكن ذلك القسم من المعارضة مخطيء في ذلك، حيث إن بنادق داعش والنصرة في تصادم دموي الآن، والمشكلة ليست في الدول التي تعادي الثورة السورية ورايات الإسلام المرفوعة وإنما المشكلة في تنظيمين كل منهما يحتكر تفسير بند الجهاد لنفسه حصرياً. ميدانياً تكفلت الجبهة الإسلامية المدعومة من السعودية بمقاتلة هذين التنظيمين أينما استطاعوا الى ذلك سبيلاً وهم يفعلون ذلك لمصالحهم المستقبلية لكن الأسد يسعد بهذه النتيجة في الوقت الحاضر، حيث تنشغل قواته باستعادة مناطق أخرى. وقد باشرت المنابر في المساجد بالسعودية وكلها موجهة من الحكومة بمهاجمة الذين يعملون على التغرير بالشباب للقتال في سوريا، وهي الدولة التي يصفها الرئيس السوري بشار الأسد بمنبع الفكر الوهابي الذي يهدد العالم كله. وهذه نتيجة يستخلصها السعوديون لصالح الأسد بعلم منهم أو بدونه، لافرق. الأممالمتحدة تتبنى دعوة إيران الى مؤتمر جنيف الثاني ضاربة عرض الحائط رأي الائتلاف المعارض ، وهي النتيجة التي انتظرها الأسد طويلاً ليصب جنيف الثاني في صالح نظامه، وهي فرصة ذهبية لتعزيز موقفه دولياً. العالم يدين المقاتلين الوافدين في سياق عناوين داعش والنصرة، ولا يأتي على ذكر مقاتلين يشتركون بارتكاب الفظائع كسواهم ويعملون تحت عناوين مليشيات قادمة من خارج سوريا، وذات تمويل ودعم من إيران هي لواء أبي الفضل العباس وكتائب عصائب أهل الحق وحزب الله بشقيه اللبناني والعراقي وكتائب سيد الشهداء. كل ذلك يصب في صالح الأسد ، فلِمَ يريدون من الأسد أن يتراخى والعالم يعمل لصالحه؟. لعلها فرصة الأسد الوحيدة للتشدد الآن في جنيف الثاني أو سواه، ومن ثم سحب تنازلاته الشكلية القليلة التي بذلها سابقاً، بعد أن نجح في إدارة الصراع على جبهة حلفاء ثابتة في حين إن أعداءه مجموعة من منتظري ردود الأفعال ليتحركوا بعدها ببطء وسذاجة أحياناً. ايلاف