أعرب المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه، عن اعتقاده بأن عملية السلام في الشرق الأوسط باتت في وضع أشد صعوبة جراء قرارين اتخذتهما إسرائيل بتوسيع المستوطنات ووقف تحويل عائدات الضرائب للسلطة الوطنية الفلسطينية ردا على الانتصار الدبلوماسي والسياسي لفلسطين في الأممالمتحدة. وقال المبعوث الصيني - في تصريحات له اليوم الأربعاء تعليقا على الوضع الحالي في الشرق الأوسط - "إن الجانب الفلسطيني لن يلجأ إلى المواجهة مع إسرائيل بعد هذا الانتصار السياسي، وسيرغب بشدة في اغتنام فرصة ترحيب حركة حماس برفع تمثيل فلسطين في الأممالمتحدة لدفع تحقيق المصالحة وحل قضية فلسطين"، موضحا أن ما يزيد من أجواء وفرص تحقيق ذلك هو أن دولة كبيرة ذات ثقل وتأثير في المنطقة مثل مصر لديها رغبة شديدة في الاتطلاع بدور وساطة في هذا الصدد". وأشار إلى أن الطريق نحو المصالحة ليس سهلا، ومن ثم يتطلب الأمر تضافر الجهود حتى يصل الطرفان إلى المصالحة، وهى الغاية المنشودة. وتعليقا على قراري إسرائيل الأخيرين ببناء الدفعة الجديدة من الوحدات السكنية الاستيطانية في القدسالمحتلة، والتوقف عن تحويل عائدات الضرائب المستحقة لسلطة فلسطين، قال المبعوث الصيني "إن ذلك يتعارض مع إرادة المجتمع الدولي ويحمل في طياته تأثيرا سلبيا على أمن المنطقة بأسرها". وأوضح أن التوقف عن تحويل عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة سيولة ويتحتم عليها الوفاء بالتزاماتها، هو إجراء من شأنه أن يضع إسرائيل أمام صعوبة أكبر في التعامل مع الفلسطينيين، ويضع حكومة فلسطين أمام عجز أكبر في قدرتها المالية، ما قد يزيد من هوة الخلاف بينهما. وأضاف "أن قراري إسرائيل يمثلان بشكل عام ضربة لاستئناف المفاوضات المباشرة مع فلسطين ويشكلان عائقا كبيرا أمام إحلال السلام في الشرق الأوسط .. مضيفا أن هذين القرارين لن يعودا بالنفع على أي من الجانبين، وعلى أثرهما ستجد إسرائيل صعوبة في تحسين سمعتها الدولية، وسيجد الفلسطينيون أن شعورهم باليأس يزداد عمقا وسط ما يعيشونه من ظروف صعبة تحت الضغوط الإسرائيلية المستمرة. وأعرب المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه، عن اعتقاده أن إسرائيل، رغم الانتقادات الدولية الشديدة الموجهة لها، سوف تمضى في تنفيذ القرارين رغبة منها في مواصلة الضغوط على الجانب الفلسطيني لحمله على التخلي عن أي خطط أخرى قد تؤثر سلبا على إسرائيل، متوقعا أن تعدل إسرائيل سياساتها وفقا للمستجدات على الساحة الدولية بعد الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات". واستبعد المبعوث الصيني فى نفس الوقت إمكانية اتخاذ إسرائيل المزيد من الإجراءات الأخرى، إذ أن هاتين الخطتين أثارتا غضب المجتمع الدولي وفرضتا بالفعل ضغوطا هائلة على فلسطين .. داعيا إسرائيل أن تتحمل مسئوليتها تجاه استئناف المفاوضات، وألا تتخذ أي إجراء "عقابي" كرد فعل على رفع مكانة فلسطين في الأممالمتحدة، لأن هذا من شأنه عرقلة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وأشار إلى أن المجتمع الدولي يولي اهتماما بعملية السلام بالشرق الأوسط، ولاسيما القضية الفلسطينية التي يرى أن إيجاد حل ملائم لها سيؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وقال "إنه يتعين على إسرائيل أن تفعل شيئا من جانبها حتى يعود الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في أسرع وقت ممكن إلى طاولة المفاوضات"، لافتا إلى أن تخفيف توتر الأوضاع حاليا بين الطرفين يستلزم الاستجابة لوساطة المجتمع الدولي في هذا الصدد. وشدد المبعوث الصيني على ضرورة أن تتحلى إسرائيل ببعد النظر عند اتخاذ القرارات حتى لا يكون لها تداعيات على المدى الطويل، وتحجم عن التصرف بشكل عدواني، وتعود إلى المسار الذي يؤدي إلى تهيئة مناخ جيد للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني وتحقيق الهدف الأسمى ألا وهو السلام في الشرق الأوسط. أ ش أ