الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختارات من نصوص التراث (5) بقلم:ياسين الشيخ سليمان
نشر في الجنوب ميديا يوم 21 - 01 - 2014


من نوادر الصوفية:
تقديم:
لا ريب لدي أن الصوفي الحقيقي هو البعيد عن المبالغة في الزهد في الدنيا، وهو الذي ينأى بنفسه عن المبالغة في ادعاء الكرامات مبالغة تجعلها تبدو أساطير لا يقبلها العقل، بل ولا يقبلها الدين نفسه. ومن المؤسف أن بعض كتب المتصوفة؛ خاصة تلك الكتب التي تُعنى بتراجمهم ، قد جعلت بعض المُترجم لهم أصحاب مقامات تعلو فوق مقامات الانبياء والرسل ، بل وجعلت بعضهم يتّصفون بصفة التصرف بالأكوان تصرف الخالق جل جلاله، وهذا شِرك ما بعده شرك، أعاذنا الله تعالى منه.
والكرامات قد تحصل للناس العاديين دون أن يكونوا أنبياء أو رسلا أو متصوفة خارقي التصوف مثلي ومثلك أيها القاريء الكريم. فكم منا من دعا ربه ليخلصه من مأزق وقع فيه، وكم منا من أقبل على الله بقلب خاشع مبتهلٍ متضرع؛ سائلا إياه الخلاص من ورطة سببت له ألما نفسيا لا يُطاق، أو المعافاة من مرض طال أمده، أو الستر من فعل قبيح فعله ساعة طيش واندفاع، بُعيد توبة صادقة، فإذا الله سبحانه، بكرمه وعفوه، يستجيب لدعائنا ويحقق لنا رغباتنا من حيث لا ندري ولا نحتسب! أليس الله تعالى هو القائل: " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" (سورة النمل أية62.)
هذه هي الكرامات عندي، ولا حاجة بنا إلى خوارق ومعجزات بعد رسالة النبي الأكرم، محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الانبياء والمرسلين.
ومن الملاحظ أن تلك الكرامات المزعومة لبعض المتصوفة لم يكن لها تأثير على صعيد واقع الأمة عبر تاريخها إلا التأثير الانهزامي المنبثق عن التواكل وترك العمل الجاد في سبيل إعلاء حال الأمة والنهوض بها نحو الأفضل. ولقد كان سيدنا محمد صلوات الله عليه من أكرم الناس على الله، بل هو اكرمهم على الإطلاق(*)، وكان مع ذلك يدعو ربه ويقوم له حتى تتورم قدماه؛ شكرا لله، ومن أجل إنجاح الدعوة إلى الله، والتي بذل من أجلها عمره كله، وتحمل ما تحمل من المشاق والصّعاب في سبيل تحقيقها، مع أن الله تعالى قادر على تحقيقها بطرفة عين، دون تعب من النبي الرسول ولا نصب؛ ولكنه، مع ذلك، أجرى سنته على عباده، والمتمثلة بالعمل وبذل الجهد، ثم مِن الله التوفيق والنصر جزاء الجهد المبذول. قال تعالى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ".( سورة آل عمران، أية 195).
ومن عجيب ما طالعتهُ من أخبار المتصوفة أخبار أولئك الذين يسمّوْن بالمَلامَتِيّة، أو الملاميّة. وأصل مذهب أولئك تحقير النفس إذا شعرت بالزّهْو او بالافتخار بأعمالها، ورفض المديح والإطراء ليس من الناس وحسب ، بل بين النفس وصاحبها، يعني دعوة إلى التواضع، وهذا مذهب طيب في أساسه؛ لكن أن يُبالَغ فيه حتى يُقدِم المتصوف على فعل أفعال سيئة؛ ليكتسب نقد الناس وعيبهم عليه ، وبذلك يحقر نفسه، فهذا مما لا يرضاه شرع ولا عقل.. ثم تجد من المتصوفة من يبرر تلك الأفعال القبيحة بوصفها أنها ليست على الحقيقة. فمن نوادر الصوفية في هذا المعنى ما ذكره الشعراني في " لواقح الانوار..." المعروفة بالطبقات الكبرى، عن الشيخ " علي أبو خوذة " من أنه كان " يتعاطى أسباب الإنكار عليه قصدا، فإذا أنكر أحد عليه عطبه ( أضرّ به أو أهلكه)". ومن أفعاله التي تعاطاها مما ذكره الشعراني: " وكان رضى الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه، وحسّن على مقعدته سواء كان ابن أمير أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس، ولا عليه من أحد...". وقد ذكر الشعراني عن واحد من الملامتية اسمه "علي وحيش" أخبارا يعفّ الواحد منا عن ذكرها، ثم يبررها على لسان متصوف معاصر له اسمه: " محمد بن عنان "، الذي قال: " هؤلاء يخيلون للناس هذه الأفعال ، وليس لها حقيقة ".( أسَحَرة هم إذن!). وأقول أنا كاتب هذه المقالة للشيخ أبي خوذة المذكور: ما دمت يا شيخ أبو خوذة، تتعمد فعل القبائح؛ ليتحقق لك إنكار الناس عليك ، وتستفيد من هذا الإنكار بان تزداد تواضعا وبعدا عن الرياء والنفاق، فلماذا تعطِب من ينكر عليك بدلا من أن تكافئه؟!! أأنت من الهُبّل أم ماذا تكون؟!
وبهذه المناسبة أذكر أني كنت أعرف واحدا حاله عندي بين الجنون والاحتيال. وكنا جماعة، فلما حانت صلاة العصر قمنا نصلي؛ مؤتمين بواحد منا، وبقي المذكور جالسا على الأرض متربّعاً وهو يدخن. فلما فرغنا من الصلاة قال له أحدنا: لم لم تصل معنا يا شيخ...؟! فقال: صليت إماماً بجنّ اليمن!
ومن نوادر الصوفية أنقل ما يلي :
يعلم الغيب المطلق:
قال الشعراني في الطبقات: " ومنهم شيخي، وأستاذي سيدي علي الخواص البرلسي...( توفي في القاهرة في آخر جمادى الآخرة سنة 949 ه) وكان لا يراه أحد قط يصلي الظهر في جماعة، ولا غيرها بل كان يردّ بابَ حانوته وقت الأذان، فيغيب ساعة، ثم يخرج. فصادفوه في الجامع الأبيض برملة لُدّ في صلاة الظهر، وأخبر الخادم أنه دائماً يصلي الظهر عندهم، وكانت مدة صحبتي له عشر سنين فكأنها كانت ساعة..."(الطبقات ج2 ص131). وذكر الشعراني أخبار الشيخ علي هذا في كتبه ومنها كتابه: "لطائف المنن والأخلاق"(ص 56،55)، قال: " من كراماته رضي الله عنه: أنه كان يُسمّى بين الأولياء النسّابة، لكونه كان يعرف نسب بني آدم، وجميع الحيوانات إلى آبائها الأوَل التي لم يتقدمها أب." أ.ه. ولست أدري الحاجة إلى معرفة أنساب الحيوانات إلى آبائها الأُوَل، إلا دحضاً أو برهنةً على نظرية (داروين) في أصل المخلوقات.
"ومنها: أنه كان إذا رأى أنف إنسان يعرف جميع زلاته السابقة واللاحقة. ومنها: انه كان يعرف مدة أعمار الخلائق، فيقول: يموت فلان في اليوم الفلاني، فلا يخطيء أبدا... ومنها: أنه كان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويخبر عنه بالأمور المستقبلة في اوقات معينة فلا يخطيء أبدا...". أستغفر الله العلي العظيم.
إحياء الموتى:
ذكر المرحوم محمد رشيد رضا في المنار (م2ص145) ما يلي:
" وفي بعض كتب مناقب الشيخ عبد القادر الجيلي(الكيلاني ، عراقي ، من مشاهير الأقطاب470 ه - 561 ه) - رحمه الله تعالى - أن مريدًا له مات، فطلبت أمه منه إحياءه، فطلب روحَه من ملك الموت ، فأجابه بأنه لا يعطيه إلا بإذن من الله تعالى. وكان ملك الموت جمع الأرواح التي قبضها يومئذ في زنبيل (قفّة كبيرة) وطار بها إلى السماء؛ ليستأذن الرب ماذا يفعل بها، فطار الشيخ عبد القادر في إثره وجذب الزنبيل منه وأخذ روح مريده؛ فتناثرت منه جميع الأرواح، فذهب كل روح إلى جسده، فحييَ جميع من مات في ذلك اليوم؛ كرامة للشيخ عبد القادر . ولا أذكر هنا ما قاله مفتري الحكاية في شكوى ملك الموت لربه تعالى من اعتداء الشيخ عليه ( في حال التلبس بأداء وظيفته ) !! كما يقال في اصطلاح أهل هذا العصر - وما افتروا على الله تعالى في جوابه - لا أذكره أدبًا مع الرب عز وجل وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ." أ.ه
خُوَيدِمُكم ( تصغير خادمكم) جاء ليسلم عليكم:
وهذا نص نادر من نوادر النصوص على موقع " الوراق"، وهذه النصوص من إعداد الأستاذ زهير ظاظا:
"من نوادر ما حكاه ابن تيمية ( دمشقي شهير جدا 661ه 726ه) عن الصوفية قوله: (..بل عند طائفة منهم أن أهل الصّفّة قاتلوا الرسول (ص) وأقرهم على ذلك، وعند آخرين أن الرسول (ص) أُمر أن يذهب ليسلم عليهم ويطلب الدعاء منهم، فلم يأذنوا له وقالوا: اذهب إلى من أُرسلت إليهم، فرجع إلى ربه فأمره أن يتواضع ويقول: خويدمكم جاء ليسلم عليكم، فجبروا قلبه وأذنوا له بالدخول. (مجموع الفتاوى ج19 ص 276)".
ونص أخر من نوادر النصوص على موقع الوراق:
" ومن هذا القبيل ما يروى عن ابن دقيق العيد (وهو معاصر لابن تيمية) أنه اجتمع بالسيد البدوي فقال له: (يا أحمد، هذا الحال الذي أنت فيه ما هو مشكور، فإنه مخالف للشرع الشريف، إنك لا تصلي ولا تحضر الجماعة، وما هذا طريق الصالحين. وعندما سمع السيد البدوي كلام ابن دقيق العيد صاح به: (اسكت وإلا طيرتُ دقيقك) (أحمد البدوي) سلسلة أعلام العرب (ص130) ولم أعثر في الوراق على هذه القصة، إلا أن في (الضوء اللامع) للسخاوي، في ترجمة محمد بن محمد الغماري تلميذ أبي حيان النحوي ما هو قريب من هذا، قال: (وحدث المقريزي في عقوده عن شيخه أبي حيان قال ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا( طنطا اليوم)، فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال، عليه ثوب جوخ عال، وعمامة صوف رفيع، والناس يأتونه أفواجاً، فمنهم من يقول: يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول: مع بقري، وآخر: مع زرعي، إلى أن حان وقت الصلاة، فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة، فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه، وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة ولم يصلّ نفعنا الله بالصالحين! ". انتهى النقل من " موقع الوراق".
وقصة ابن دقيق العيد( مصري من مشاهير الفقهاء وعلماء الحديث،625ه 702ه) مع المتصوف أحمد البدوي ( مغربي استقر في مصر، من أقطاب المتصوفة،596ه 675ه) طالعتها في مجلة "الرسالة" بزيادة عما ذكر في "الوراق " وهي الآتي:
" ونقل من كرامات السيد البدوي أن ابن دقيق العيد اجتمع به فقال له إنك لا تصلي، ما هذا سَنَن الصالحين. فقال له اسكت وإلا طيرت دقيقك، ودفعه فإذا هو بجزيرة متسعة جداً، فضاق ذرعه حتى كاد يهلك، فرآه الخضر فقال له لا بأس عليك، إن مثل البدوي لا يُعترض عليه. اذهب إلى هذه القبة وقف ببابها فإنه سيأتيك العصر يصلي بالناس فتعلّقْ بأذياله لعل أن يعفو عنك، ففعل فدفعه فإذا هو ببابه".(مجلة الرسالة، العدد 438 - بتاريخ: 24 - 11 – 1941).
من كرامات الشيخ أحمد بن علي الرفاعي( قطب من مشاهير أقطاب المتصوفة، عراقي، 512ه 578ه):
من كتاب: ( قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر، طبعة بيروت 1301ه) لأبي الهدى الرفاعي الصيادي أنقل ما يلي:
" روى أبو حفص ، عمر الفاروثي رحمه الله، قال: كنا في مجلس الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي وحوله جماعة من فحول الأبطال، وأكابر الرجال، وهم يتحادثون في حضرة الشيخ بعلوم غريبة وأسرار عجيبة، وهو جالس بينهم يرد جوابهم، فبينما هم كذلك إذ قام الشيخ الكبير، السيد أحمد على قدميه؛ كاشفا رأسه وقال: الله أكبر الله أكبر! ظهر الحق وبان الصدق. نوديتُ من الحضرة العلية (الحضرة الإلهية) أن يا أحمد، قم وزر بيت الله الحرام، وزر النبي عليه السلام، فإن هناك دعوة من الرسول يوصلها إليك ، فقال كل من في المجلس: سمعاً وطاعة. وأنشد بعضهم يقول في حضرة الشيخ:
مُرنا بأمرٍ فإنا لا نخالفهُ وحُدَّ حدّاً فإنا عنده نقفُ
فتأهب للسفر، فطلع معه جم غفير، ومحفل كبير، وساروا طالبين مكة المشرفة، والمدينة المنورة. فلما وصلوا المدينة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وأنشد:
في حالة البُعد روحي كنت أرسلها تقبّلُ الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامددْ يديك لكي تحظى بها شفتي
ثم قال: السلام عليك يا جداه، فقال له من داخل الحجرة: وعليك السلام يا ولدي، وانشقّ تابوت الرسالة، ومد يده الشريفة صلى الله عليه وسلم فقبّلها وبايعه بيعة كلية وأمره بلبس الشاش الأسود وأن يصعد على المنبر وأن يعظ الناس. وقال له ثانيا: لقد نفع الله بك أهل السماء وأهل الأرض وهذه البيعة متصلة بك وبذريتك إلى يوم القيامة والحاضرون يشهدون بأبصارهم ويسمعونه بأسماعهم رضوان الله عليهم أجمعين. وكان ممن حضر في تلك السنة من الحجاج وشاهد ذلك بعينه من فحول الرجال سيدي حيوة بن قيس الحراني وسيدي علي بن خميس وسيدي عدي بن مسافر الشامي وسيدي عبد القادر الجيلاني وسيدي عقيل المنبجي وسيدي أحمد الزعفراني وسيدي عتيق وغيرهم قدس الله أسرارهم وكان بقية من حضر من الناس تسعين ألفا انتهى".
أقول أنا ياسين: أطلتُ في نقل الحكاية الأخيرة لأخلُصَ إلى القول بأن اتْباع الطرق الصوفية كانوا يجتهدون في تعظيم مشائخهم ،كما يبدو لي، بذكر كثير من القصص المخترعة ليسموَ كل فريق على الفرق الأخرى، وإلا فما بال الشيخ عبد القادر الكيلاني لا يحظى بتقبيل يد جده جهارا نهارا مثله مثل الرفاعي، وهو الشيخ الذي طار حتى لحق بملك الموت فأحيا مريده بعد موته! وهو أكبر سنا من الرفاعي بأربعة عقود، وأكثر معاناة وممارسة للتصوف وأحواله بحكم الأسبقية! ولماذا النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الرفاعي وحده ولا يبايع الجيلاني وهو حاضر!
طالعت مرة مقالا على الشبكة يذهب فيه كاتبه إلى معنى أن من أسباب انتشار التصوف( وليس هو السبب الوحيد) هو هروب الناس من واقعهم الحافل بالقهر والاستبداد، من الحكام ومن باقي المتنفذين... إلى واقع يُحترم فيه الصوفي ويُهاب جنابه؛ اعتقادا من الناس بأنه ربما يضر أو ينفع. ولم لا! فالاستبداد مضاره لا تحصى. بل إن من السلاطين من كان يحترم ويهاب المتصوفة؛ اعتقادا منه بأنهم ربما يضرونه. ومن أولئك السلاطين قانصوه الغوري أخر سلطان من المماليك قبل مجيء بني عثمان. وقد ظهر لي ذلك أثناء مطالعتي لطبقات الشعراني. وللسلطان الغوري قصة أخرى سوف أذكرها في القادم من المقالات إن شاء الله.
ملحوظة: تواريخ الميلاد والوفاة للشخصيات الواردة في المقالة نقلتها من على الشبكة.
وإلى لقاء أخر بعون الله.
(*) فائدة مهمة: كان موقع الوراق قد أعد مسابقة لمرتاديه، ومفادها معنى السؤال التالي: ما هو الدليل القاطع بأن محمدا صلوات الله عليه أفضل الخلق على الإطلاق؟ وكان موقع الوراق حينها لا يمكّن أحدا من مطالعة مكتبته والبحث فيها إلا باشتراك مالي( الآن يمكن لأي كان من التسجيل بالموقع والبحث فيه دون مقابل) . وكان السؤال صعبا ويتطلب البحث في نصوص الكتب التي على الموقع . وقد عرف الجواب أحد مرتادي الوراق وفاز بالجائزة وقدرها خمسة آلاف درهم إماراتي، حيث بحث ذلك الفائز بذكاء فتبين له أن كتابا من كتب الوراق اسمه التذكرة الحمدونية لابن حمدون ذكرت فيه أية كريمة جوابا على سؤال المسابقة. والأية هي : " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" . قال ابن حمدون في تذكرته: " إلى الرسول صلى الله عليه وسلم متهى الفخار، يدلنا على ذلك قوله تعالى "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" "الأنبياء: 34" فبين أنه الغاية ولم يخلد، فكيف يخلد غيره" .
متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله.
ما هذا ؟
Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت
للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية
دنيا الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.