ما يقبله العقل والمنطق يكون صحيحاً، وما هو خلاف ذلك يقابل بالشك والريبة. وهذا هو الحال مع ما خرجت به منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها عن الإمارات، ولعمرنا أن ما أفرزته في التقرير ضرب من الاختلاق بافتراء لا يقبله عقل أو منطق. للمنظمة أن تكتب ما تريد، لكن من الصعب جداً أن تتجاهل الواقع الثابت في دولة كفلت، ليس حقوق مواطنيها فحسب، بل أيضاً الذين يعيشون على أرضها وينتمون لأكثر من 200 جنسية. وعمن؟ عن الإمارات دولة القانون والمؤسسات التي استطاعت إسعاد أهلها والمقيمين على أرضها على حد سواء، فتحققت أعلى درجات السعادة على المستويين الإقليمي والعالمي. ترى، سعادة من؟ بالطبع ليس المقصود بالسعادة تراب الأرض أو الأبراج الشاهقة والبنى العصرية التي تميزت بها الإمارات عن كثير من الدول التي تفوقها ثروة وموارد، وإنما الإنسان الذي تحتضنه أرضها مواطناً ومجاوراً، والذي تسخرت له بفعل التنمية الحقيقية، حياة كريمة ورفاهية. ومن أهم منطلقات هذه السعادة، التي يبدو أنها أزعجت «جماعة» التقرير، حقوق الإنسان المكفولة بالقانون، المحمية من المساس أو العبث أو النقصان، ومع كل هذا، تأتي منظمة مراقبة حقوق الإنسان ببدعة تبرر للمجرم مخالف القانون الإفلات من العقاب بما نص عليه القانون ذاته، ولكأنها ترسخ مفاهيم الفوضى وشريعة الغاب، وهي لا تستطيع مهما تحدثت عن مجتمع تسوده الأعراف مسنودة بالقوانين، أن تطعن في مسار الدولة التي قدمت نماذج حية في تنظيم حياة الناس وبلورة حقوقهم، وصيانتها من الخلل أو التعدي. ومن المضحك المبكي معاً أن التقرير أهلك حشواً ب «يبدو» و«زعم محتجزون» و«شابتها انتهاكات» و«هدد» ، وهو بهذا إنما نسف المحتوى وكذب نفسه بنفسه. المنظمة حشت تقريرها بمن سمتهم ب «الحقوقيين» المطالبين بحرية تعبير مخضبة بتخطيط تخريبي، وتناسى التقرير أن حرية التعبير لا تكون بزعزعة الأمن والاستقرار ولا بالتخطيط للإرهاب، وإلا احترقت الأرض ومن عليها. ثم إن للتنظيمات والعمل السياسي ضوابط، ومن الواضح أن التقرير جحدها ولسان حاله كأنما يدعو كل من هب ودب ليعيث باسمها فساداً. دولة الإمارات، وإن شهدت لها بكفالة حقوق الإنسان منظمات دولية عرفت بصدقيتها، فإنها أمام ما أفرزه تقرير «هيومن رايتس ووتش» لا تحتاج شهادة من أحد، وقوانينها المنظمة للحقوق مسألة سيادية غير قابلة للمساومة، ومن أراد البحث في حقوق الإنسان فالإمارات لم تغلق باباً في وجه أحد، ومن أراد التلفيق عن بعد فتقرير المنظمة الدولية شاهد على ذلك. The post السعادة .. أزعجتكم؟ appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية