تحادث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول التعاون الثنائي وقضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك التسوية الشرق أوسطية. وعبر الرئيس الفلسطيني عن أمله بأن تواصل موسكو لعب دورها المحوري في التسوية الشرق أوسطية، كما هنأ بوتين بالنجاحات التي حققتها الدبلوماسية الروسية على مسرح السياسية العالمية. ولمح مراقبون إلى أن زيارة عباس لموسكو تهدف إلى دور روسي وأممي يكسر احتكار الولاياتالمتحدة برعاية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال عباس خلال استقبال بوتين له في مقره بنوفو أوغاريوفو في ضواحي موسكو الخميس: " تغمرنا سعادة بالغة اليوم بأن نكون شهود عيان على النجاحات السياسية التي تحققها روسيا هذه الأيام، وسعداء أيضا بالثقل السياسي الذي تمتلكه روسيا وبدورها الفعال كلاعب نشط ومؤثر في المحافل الدولية". وخص عباس بالذكر الدور الفعال والإيجابي الذي لعبته روسيا في مؤتمري "جنيف1" و"جنيف2" لتسوية الأزمة السورية والملف الكيميائي السوري والاتفاق النووي الذي عقدته إيران مع دول المجموعة السداسية. دور محوري وقال عباس:" نحن ندعو لأن تلعب روسيا دورا محوريا في الشرق الأوسط كونها دولة عظمى وعضوا في اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالتسوية الشرق أوسطية، وأنتم بالنسبة لنا دولة صديقة ولديكم مصالحكم القومية في المنطقة". وأعرب عباس عن قناعته بأن "دور روسيا "مطلوب حاليا بالنسبة للعديد من الدول العربية التي تعاني في الوقت الراهن من أزمات". بدوره أعرب الرئيس بوتين عن سعادته بلقاء الرئيس عباس وبالفرصة التي سنحت له اليوم "لبحث جملة واسعة من القضايا الدولية" مع الرئيس الفلسطيني، مشددا على أن "علاقة روسيا وفلسطين تستند إلى أسس تاريخية متينة ونحن نواصل علاقاتنا على المستوى السياسي فيما يتعلق بقضية التسوية الشرق أوسطية وقضايا الإقليم بشكل عام"، مشيرا إلى أنه ينبغي بذل المزيد لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. لقاء ميدفيديف واجتمع عباس في مقر الحكومة الروسية، مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف حيث أطلعه على الأوضاع في المنطقة، وآخر تطورات العملية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما بحثا تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. وأكد رئيس الوزراء الروسي استمرار دعم بلاده للشعب الفلسطيني في سعيه إلى تعزيز أركان دولته. وكان عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الدولية لحركة (فتح) نبيل شعث. قال في مؤتمر صحفي في 21 من الشهر الحالي إن " روسيا باتت اليوم تلعب دورا أكبر في حل المشكلات الدولية الكبرى بدليل النجاح الذي حققته وتحققه الدبلوماسية الروسية في الملفين السوري والإيراني." تشاؤم وأكد شعث الذي بدا متشائما من إمكانية التوصل إلى اتفاق إطار بشأن قضايا الحل النهائي مع إسرائيل في إبريل/ نيسان المقبل برعاية أميركية، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيناقش مع المسؤولين الروس في موسكو إمكانية خلق إطار تفاوضي أوسع بين إسرائيل والدولة الفلسطينية تدخل ضمنه روسيا والدول الكبرى. ومثل اي دور روسي محتمل سيلغي ما اعتبره احتكار أميركا لرعاية هذه المفاوضات الذي أثبت عدم نجاعته في ظل استمرار إسرائيل في التنصل من تنفيذ القرارات الأممية بما فيها قرارات مدريد واتفاقات أوسلو وخارطة الطريق. وتساءل شعث في الختام: " لما لا نخلق فرصة لروسيا التي أثبتت نجاحا في الملفين السوري والإيراني كي تلعب دورا إيجابيا في مسار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وما المانع في أن يصبح التفاوض مع إسرائيل في إطار أممي؟"، مشددا في الوقت نفسه على أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ترفضان توسيع إطار التفاوض. ايلاف