وفي المدينةالمنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين بتقوى الله وأن خير الزاد ما صحبه التقوى وخير العمل ما قارنه الإخلاص للمولى. وحث فضيلته في خطبة الجمعة اليوم جموع المسلمين على الاستجابة والانقياد لأوامر الله عز وجل, ولرسوله صلى الله عليه وسلم, مذكراً أن الله تعالى أوجد الثقلين لعبادته وأمرهم بامتثال أوامره, وكتب السعادة لأهل طاعته, وأن عبادته سبحانه هي الحصن الذي من دخله كان من الآمنين, ومن أداها كان من الناجين, وأنها خيرٌ محضٌ لا ضرر فيها لقوله تعالى "وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّه ". و قال إمام وخطيب المسجد النبوي, أن كل خير في الأرض هو بسبب طاعة الله ورسوله, قال إبن القيم رحمه الله (من تدبر العالم والشرور الواقعة فيه علم أن كل شر في العالم سببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم, والخروج عن طاعته, وكذلك الشر والألم والغم الذي يصيب العبد في نفسه فإنما هو بسبب مخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام) ، و أن من رحمة الله بعباده أن أمرهم بالاستجابة له لينالهم الخير, فقال سبحانه "اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ " وبذلك حيت قلوبهم وعلا قدرهم, قال تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ". وأضاف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم, أن من بادر إلى طاعة ربه زاده هدى إلى هداه, قال تعالى " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ " كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (وكلما كان الرجل أتبع لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم كان أعظم توحيداً لله وإخلاصاً له في الدين, وإذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك), وإذا استجاب لربه أجيب دعاؤه, فقال تعالى " وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ " كما قال عز وجل, " لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى? ". واستشهد إمام وخطيب المسجد النبوي بما ورد عن الرسل عليهم السلام ومبادرتهم إلى الإذعان والتسليم لله عز وجل, فجاء في قوله سبحانه لإبراهيم عليه السلام " إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ", كما أمره بذبح إبنه الأوحد بيده, فتله للجبين لذبحه, فقال إبنه إسماعيل له " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ", كما سارع موسى عليه السلام لإرضاء ربه, كما جاء في الآية " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ". وزاد فضيلته, كما أخذ الله ميثاق النبيين أن بعث فيهم نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به وينصروه, فقالوا أقررنا, وقال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم "قُمْ فَأَنْذِرْ" فقام إلى الناس داعياً لهم إلى التوحيد, وحواريو عيسى عليه السلام استجابوا له قال لهم عيسى " قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّه قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَار اللَّه آمَنَّا بِاَللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "، وحث الجن بعضهم بعضاً إلى إجابة دعاة الله " يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ". // يتبع // 15:39 ت م فتح سريع وكالة الانباء السعودية