إعتبر إئتلاف متحدون للإصلاح اعتقال السلطات العراقية اليوم، الشيخ محمود عبد العزيز العاني، رئيس مجلس علماء العراق، والشيخ عبد الستار عبد الجبار، عضو المجمع الفقهي السنيين إذكاءا خطيرا للنهج الطائفي، فيما رفض رئيس الوزراء نوري المالكي أي تفاوض مع المسلحين، وقال إن من يطالب بالتفاوض مع الإرهابيين لا يعد شريكًا في العملية السياسية. لندن: رفض ائتلاف "متحدون للإصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ما وصفه بالتصرف غير المسؤول الذي قامت به الأجهزة الأمنية باعتقال الشيخين، وأكد انه يشكل تصعيدًا غير مقبول نهائيًا للرغبة الطائشة في الاعتماد على الأساليب القسرية، والعنف في التعامل مع رموز دينية واجتماعية، تمثل ثقلا كبيرًا في المكون الذي تنتمي إليه فضلا عن كونها شخصيات عراقية مرموقة في علمها ومواقفها. وشدد ائتلاف متحدون للإصلاح في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الجمعة، على أن اعتقال الشيخ محمود عبد العزيز العاني، رئيس مجلس علماء العراق، والشيخ عبد الستار عبد الجبار عضو المجمع الفقهي اذكاء للمنهج الطائفي، ودعا إلى إطلاق سراح الشيخين فورًا ومحاسبة من امر بمثل هذا الفعل الذي لا يهدف سوى إلى إذكاء المنهج الطائفي والأساليب القسرية في التعامل مع أبناء الشعب. وأكد على "ضرورة تحكيم العقل والتصرف السليم المحسوب بدقة في التعامل مع الرموز وضرورة لجم الجهات التي لا تعترف الا بمنهج القوة والعدوان". وحذر من خطورة استمرار عمليات الاعتقال العشوائية لانها تؤدي إلى تفاقم المشاكل بدل حلها . وكانت قوة أمنية قامت اليوم باعتقال الشيخين العاني وعبد الجبار بعد خروجهما من جامع ابي حنيفة في الاعظمية بضواحي بغداد الشمالية عقب صلاة الجمعة . ومن جهته، اعتبر الحزب الاسلامي العراقي اعتقال الشيخين العاني وعبد الجبار تصعيداً خطيراً وطالب باطلاق سراحهما فوراً. وقال الحزب في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه إن الاعتداء على رموز المكون السنّي أمر مقصود، تلجأ له الحكومة كل حين من أجل محاولة خلط الأوراق واثارة الفوضى على الساحة العراقية الملتهبة أصلاً . وأضاف أن أزمة الأنبار وتصاعد عمليات الاعتقال لرموز أهل السنة وتزايد عمليات الاعدامات بشكل مثير للقلق والتلاعب بالخرائط الادارية للمحافظات، كل ذلك نذير خطير لمخطط خبيث يريد اشعال الاوضاع واشاعة الفوضى في ارجاء العراق. واضاف الحزب أن قيام القوات الامنية باعتقال الشيخين تصرف مرفوض وسلوك يؤزم الاوضاع وطالب بالافراج الفوري عنهما والاعتذار الرسمي عن هذا الفعل . واكد ان سلوك الاقصاء والاعتداء لن يكون في صالح احد وسيعود على العراق بالشر الجسيم موضحا ان هذا ما يجب ان يتداركه العقلاء بشكل سريع حفاظاً على بلدنا مما يحيكه له البعض من خصومه ". وتأتي عملية اعتقال الشيخين فيما تواصلت اليوم المواجهات بين قوات العراقية ومسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" في محافظة الانبار الغربية ما دفع اكثر من 140 الف شخص للفرار في اسوأ موجة نزوح منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008 بحسب الاممالمتحدة. وتنفذ هذه العمليات بمساندة قوات الصحوة وابناء العشائر منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ضد مقاتلي التنظيم المرتبط بالقاعدة ومسلحين مناهضين للحكومة يسيطرون على مناطق في المحافظة . وأكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن "هذا أعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008" التي شهدها العراق. وشار إلى ان هذه الاعداد مثبته لدى الحكومة العراقية موضحا ان اكثر من 65 الف شخص قد فروا من محافظة الانبار خلال الأسبوع الماضي فقط. وأضاف أن "كثيرا من المدنيين غير قادرين على مغادرة مناطق تشهد اشتباكات وتعاني نقص في الغذاء والوقود الان". وأكد المتحدث ان "الناس لا يتوفر لديهم المال لشراء الغذاء وهناك نقص في ملابس مناسبة لظروف الأمطار والاطفال بدون مدارس والظروف الصحية، خصوصا للنساء مثيرة للقلق". المالكي يرفض أي تفاوض مع مسلحي الانبار مؤكدا العزم لانهائهم رفض رئيس الوزراء نوري المالكي اي تفاوض مع المسلحين وقال ان من يطالب بالتفاوض مع الارهابيين لا يعد شريكا في العملية السياسية. واكد المالكي خلال احتفال خيري في بغداد، رفضه التفاوض مع التنظيمات الارهابية بما فيها القاعدة وداعش .. وقال "ان كسر شوكة الارهاب هو في مقدمة اولوياتنا حالياً". وقال "البعض يريدوننا ان نتفاوض ويتحدثون باستمرار عن المفاوضات" متسائلاً "هل يريدوننا ان نتفاوض مع الإرهابيين وداعش؟". وأشار إلى ان "من لم يكن لديه موقف صالح وقوي ضد الإرهاب او من يمثل الارهابيين ليس شريكاً في العملية السياسية". وأضاف المالكي أن من لم يكن لديه موقفاً صالحاً وقوياً ضد الإرهاب، او من يمثل الإرهابيين فهو ليس شريكاً في العملية السياسية". وقال ان الذي يمر به العراق من ازمة امنية امتداد لما يمر به محيطة ولما تتعرض له الدول في المنطقة مبينا ان الجهات التي لم تدن الارهاب ولم تدعم القوات الامنية ليست شريكة ولاتنتمي إلى العملية السياسية . واضاف ان الارهاب والعصابات ظهرت في مناطق تفتقر للثقافة وتعادي المثقفين كما كان في زمن النظام السابق الذي عادى الثقافة والمثقفين واستهدف العلماء . وأشار إلى ان المراكز الثقافية هي "من تقدم لنا الخبرة في كل انشطاتها وترعى المواطنين وتعطينا مواطن صالح الذي يمكن ان نعتمده في عملية البناء". وشدد على انه من الضروري تعزيز الوعي القانوني والغاء عدائية البعض للقانون والدولة .. محذرا من انه " اذا ماساد الجهل والابتعاد عن مؤسسات الدولة سنبقى في ظاهرة القتل والتكفير وتصدي الجهلة للمواقع المهمة ". وخلال اليومين الماضيين دعا مسؤولون دوليون بينهم الرئيس الأميركي باراك اوباما و الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات العراقية إلى البحث في حلول سياسية لقطع الدعم عن المتمردين لكن المالكي اتخذ اجراءات مشددة تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 30 من نيسان (أبريل) المقبل. ومازال مسلحون يسيطرون على احياء في وسط وجنوب الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية فيما تواصل قوات من الجيش والشرطة والصحوات والعشائر سيطرتها على باقي المدينة. كما لاتزال مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة القوات العراقية وينتشر فيها مسلحون من تنظيم داعش فيما يتواجد اخرون من ابناء العشائر حول المدينة. ايلاف