القاهرة (الاتحاد) -قونية واحدة من أقدم مدن هضبة الأناضول وأوسعها شهرة، وتجسد بآثارها حقيقة التراتب التاريخي الذي مرت به هذه المدينة العتيقة. فقد خضعت المدينة لمملكة ليديا إحدى أشهر الممالك اليونانية في آسيا الصغرى في القرن السادس قبل الميلاد، قبل أن يتمكن الساسانيون الفرس من الاستيلاء عليها في القرن الرابع قبل الميلاد. كما خضعت المنطقة بأسرها لسيطرة الإسكندر المقدوني فحكمت من قبل الجيوش المقدونية، ثم سيطرت عليها الدولة السلجوقية ودولة برجاما، وانتهى بها المطاف إلى الدخول تحت حكم الرومان ثم الفرع الشرقي من الدولة الرومانية وظلت تحت سيطرة البيزنطيين إلى القرن الرابع الهجري «10م»، رغم اجتياح معاوية بن أبي سفيان لها في بدايات الفتوحات الإسلامية. ومع نجاح السلاجقة في هزيمة البيزنطيين في موقعة ملاذكرد الشهيرة، خضعت قونية للسلاجقة وصمدت أمام هجمات الحملات الصليبية وتحولت تحت حكم سلاجقة الروم إلى أهم مدن آسيا الوسطى وأغناها بالعمائر والمنشآت العامة. وبعد سقوط دولة سلاجقة الروم واصلت المدينة ازدهارها المعماري تحت حكم القرامانيين الأتراك، إلى أن استولى عليها الأتراك العثمانيون في عام 1467م. وتحتفظ قونية بآثار يونانية وكنائس بيزنطية قديمة، وكذلك بعدد كبير من المساجد والمدارس والخانات والحمامات التي شيدت بها خلال العصور الإسلامية. ولا تعدم المدينة أيضاً المعالم الطبيعية الرائعة التي تتميز بها المناطق الجبلية بالأناضول، فالخضرة تغطي المرتفعات كما تنساب المياه في فصل الصيف من قممها الشاهقة، لتصب في البحيرات بالمناطق المنخفضة ومن أجمل هذه البحيرات بحيرة مكا الواقعة بوسط الصحراء، ويبلغ عمقها نحو 12 متراً وهناك أيضاً بحيرة ميرام الشهيرة خارج المدينة مباشرة. منتجات فنية وكانت قونية موضعاً لأهم المنتجات الفنية التي ازدهرت في عصر السلاجقة، وخاصة السجاد والتحف المعدنية كالشماعد والمرايا المعدنية. ... المزيد الاتحاد الاماراتية