الدوحة - الراية: نفذت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية مشروع وقف "مدينة راهوفيج" بكوسوفا لتحفيظ القرآن الكريم وتنفيذ برامج تثقيفية شرعية، بتكلفة تربو على نصف مليون ريال قطري (509.348 ألف). وقال علي بن خالد الهاجري، رئيس إدارة المشاريع بعيد الخيرية، إن المشروع يتضمن بناء مقرات ووقفا لتمويل حلقات تحفيظ القرآن الكريم وإقامة البرامج الشرعية في مدينة راهوفيج بكوسوفا، حيث يقع المشروع على الشارع التجاري الرئيسي للمدينة بالقرب من الجامع الكبير، ويتكون من أربعة طوابق تبلغ مساحتها الكلية 600 متر مربع، بالإضافة إلى "بدروم" تحت الطابق الأرضي يضم قاعات ومساحات للاستخدام في خدمات وبرامج تربوية وتثقيفية مختلفة لأبناء المدينة. وقال إن الأوقاف التي يعود ريعها لتشغيل حلقات تحفيظ القرآن الكريم والبرامج الشرعية والتثقيفية المتنوعة، تقع على مساحة 300 متر مربع، وتضم 4 محلات تجارية كبيرة في الطابق الأرضي (الأول)، والطابق الثاني، ، وتأتي أهميتها في الحفاظ على ديمومة العمل واستمراره في تعليم البرامج القرآنية والشرعية لسكان مدينة راهوفيج..بينما يضم الطابقان الثالث والرابع قاعات مخصصة لحلقات القرآن الكريم وإقامة البرامج الشرعية المتنوعة التي تساهم في تثقيف المجتمع وتعليمه كتاب الله وأمور الدين، بالإضافة إلى عدد من المكاتب الإدارية لإدارة المشروع وحلقات القرآن، ومكاتب لمعلمي حلقات القرآن، ومقرا للقائمين على إدارة الشؤون الدينية بالمدينة. كما يضم المشروع مسجدا لإقامة الصلوات والدروس الدينية، مكونا من مصلى للرجال ومئذنة وأماكن للوضوء وحمامات، وتم تجهيزه بالسماعات ومكبرات الصوت وفرشه. وأكد الهاجري أن الأوقاف الخيرية مصدر مهم لحيوية الأمة وفاعليتها وتجسيد حي لقيم التكافل الاجتماعي التي تنتقل من جيل إلى آخر حاملة مضامينها العميقة في إطار عملي يجسد وعي الفرد بمسؤولياته الاجتماعية ويزيد إحساسه بقضايا المسلمين من إخوانه في شتى بقاع الأرض، ولذا يعتبره كثير من الباحثين أحد الأسس المهمة للنهضة الإسلامية الشاملة بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، حيث قامت عبر التاريخ بدور حيوي بارز في مجالات الخير، وكانت رافدا حيويا لأعمال البر المتعددة، ولم تزل أيادي أهل العطاء ندية بالبذل في مجالات شتى مما حفظ للأمة الإسلامية كثيرا من مقوماتها بسبب تلك الأوقاف التي يعود ريعها على العلم والعلماء وأصحاب الحاجات والمشاريع العلمية والقرآنية ذات النفع المتعدي. وتابع: استمراراً على هذا الطريق من الخير تبنّت عيد الخيرية تنفيذ هذا المشروع بتبرع كريم من أحد المحسنين من أهل قطر، حرصاً منها على استمرار المشروع والإنفاق عليه، ولضمان استمرار العطاء والخير، من خلال تأمين الدخل المستمر من ريع هذه الأوقاف المتمثلة في المحلات التجارية التي يتم تأجيرها بقيمة عالية نظرا لوقوعها في موقع متميز وفريد على الشارع التجاري العام في قلب المدينة. وأضاف الهاجري أن الوقف تجربة رائدة في العمل الخيري والصدقة الجارية، يفتح لكل خيِّر ومحسن آفاقا جديدة لتحصيل الأجر والثواب المستمر في الحياة وبعد الممات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " (رواه مسلم). فالوقف على حلقات تعليم القرآن الكريم والبرامج الشرعية من أعظم الصدقات الجارية، كما أن الوقف حياة بعد حياة لصاحب الوقف .وبذرة طيبة تنمو لتثمر أغصانها خيراً في حياة المرء وبعد وفاته. وحث الهاجري أهل الخير والعطاء وأصحاب الأيادي البيضاء من أهل قطر على المزيد من الإنفاق والجود مما أفاض وأنعم الله به عليهم من الخير والمال وسعة الرزق والمساهمة في مشاريع الأوقاف الخيرية التي تعود عليهم بالأجر والثواب العظيم فهي من أعمال الخير الجارية والمستمرة، والإنفاق في أوجه الخير المختلفة لتحقيق الخير والفضل الجزيل لكل منفق في الدنيا والآخرة، سائلين الله جل وعلا أن يرفع بهذا العطاء والإنفاق قدر المنفقين ويعلي به شأنهم ويكتب لهم به الأجر والمثوبة والمغفرة وسعة الرزق قال تعالى "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وقال تعالى "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وقال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم "اللهم أعط منفقا خلفا". تجدر الإشارة أن مشروعات الوقف الخيري تعتبر من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تتبناها عيد الخيرية داخل قطر وخارجها، حرصاً منها على استمرار أعمال الخير، ولضمان تدفق العطاء وديمومته، من خلال تأمين دخل مستمر من ريع هذه الأوقاف لتنفيذ المشروعات الخيرية الكثيرة والكبيرة تحت إدارة المؤسسة في كافة مشاريعها وبرامجها من بناء المساجد، كفالة الأيتام، كفالة الأسر المتعففة، علاج المرضى، كفالة الدعاة وطلبة العلم، مراكز تحفيظ القرآن الكريم، مخيمات طبية، مراكز صحية،بناء المدارس والمراكز العلمية، حفر آبار، طباعة المصاحف، تنفيذ البرامج الدعوية والثقافية.... وغيرها من المشاريع الخيرية والدعوية المتنوعة. جريدة الراية القطرية