-موقف الزنداني الرافض لوثيقة الحوار محل احترام وتقدير - لا أعلم أن لدينا في حاشد دبابات ومدافع - هناك دبابات من حق الدولة جاءت من صعدة إلى حاشد - الاستخبارات هي التي تتابع قضايا الاغتيالات وليس الداخلية - المشترك كان على علاقة مع الحوثيين - مشكلة الإخوان في مصر أنهم لم يعينوا وزراء دفاع وداخلية ومالية منهم أجرت صحيفة "اليمن اليوم" حواراً ضافياً مع رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح الأستاذ زيد الشامي، تناول فيه موقف حزبه من المستجدات والقضايا العالقة في المشهد السياسي.. نعيد نشره حواره /براقش نت عبدالناصر المملوح * بداية لماذا ترفضون تغيير الحكومة، هل هناك ما يشجع على استبقائها؟ - إذا كانت المقابلة هي حول الحكومة، عليك أن توجِّه أسئلتك للأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح. * أنت رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح.. ما هي مبرراتكم للإبقاء على الحكومة بوضعها الحالي.. لماذا ترفضون تغييرها؟ - ليس لديَّ فكرة حول هذا الموضوع، اسألني في نطاق اختصاصي.. هل لديك أسئلة تتعلق بالبرلمان أو بالحوار الوطني، وما دون ذلك اسأل الأمانة العامة للتجمع. * التسريبات الإعلامية من الرئاسة تحدثت عن رفض الإصلاح لتغيير الحكومة واشتراطهم بقاء باسندوة رئيساً للحكومة المقبلة التي ستكون هي نفسها مع إجراء تعديل طفيف جداً؟ - لا أدري من أوحى لكم بهذا الكلام.. هل عرفت أنت ما في نفس الرئيس عبدربه أو قيادات الإصلاح، بالنسبة لي لا علم لديَّ بما تتحدث عنه، ولهذا عليك أن تتوجه بأسئلتك إلى الأمانة العامة للإصلاح، وأنا أرى أن نقف عند هذا الحد من اللقاء. * أنا يهمني، على الأقل، معرفة رأيك الشخصي في الموقف من الحكومة؟ - واضح أنك سلَّمت على غير الضيف.. أنا لست ا لمسئول السياسي للإصلاح، ولهذا دعنا نكتفِ إلى هنا. انتصار.. وللزنداني رأيه * لنترك الحكومة وشأنها.. كيف ترى النص النهائي لوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقد تم التوقيع عليها؟ - هذا إنجاز للشعب اليمني ككل، لم ينتصر طرف أو مكون أو فصيل سياسي معين، وإنما انتصرت الحكمة والعقل بهذه الوثيقة، وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. * كنتم- الإصلاح- أول الموقعين على الوثيقة وروَّجتم لها كثيراً، وبعد الجلسة الختامية صدر عن الأمانة العامة للإصلاح بيان هنأتم من خلاله الشعب اليمني بهذا الإنجاز.. كيف تفسر الموقف الحاد والرافض للوثيقة من قبل عبدالمجيد الزنداني وهو من أبرز مؤسسي وقادة الإصلاح، حيث حذر من الوثيقة ومخرجات الحوار، ودعا الشعب إلى رفضها؟ - كل الناس ومختلف المكونات عبروا عن آرائهم وأدلوا بقناعاتهم، سواء بالتصريحات التي ملأت الصحافة الورقية والإلكترونية، والقنوات الفضائية، أو بالانسحابات ومقاطعة الجلسات، أو بالمسيرات أو بالاحتجاجات داخل الحوار وخارجه، ولكن لما تكلَّم الشيخ عبدالمجيد الزنداني قامت الدنيا ولم تقعد، ليش.. ما الذي أباح ذلك للآخرين وحرَّمه على الشيخ عبدالمجيد؟! لماذا فقط رأي الشيخ الزنداني هو المستنكَر، في حين لم يتكلم أحد عن الاعتراضات من هنا وهناك. * أنا أسأل عن موقف الزنداني، كيف تفسره ونحن أمام موقف مغاير تماماً لموقف حزبه؟ - يا أخي، الشيخ عبدالمجيد هو صاحب رأي ومن حقه أن يقول رأيه، وله اجتهاده، بل أنا أعتقد أن الاعتراض على أن يقول أحد رأيه هو حجر على الآراء، ونحن في مرحلة تتيح للجميع أن يتحدثوا وأن يعبروا عن آرائهم. * نحن نتحدث عن الموقف المتناقض داخل الإصلاح، هل هناك خلاف حقيقي، خصوصاً وأنتم دائماً ما تُخضعون مثل هذه القضايا المصيرية للمشورة، كما تقولون، ألم يُعرض الأمر ويُطرح للنقاش مع الزنداني؟ - على كلِّ حال، هذه الآراء قالها الشيخ عبدالمجيد علناً، شفاهية وكتابة، وهي محل اعتبار وتقدير.. نحن نتعامل مع مثل هذه الآراء بالاحترام والتقدير ويتم النظر إليها، ومنها ما يكون بحاجة إلى موقف ومنها ما هي اجتهادات.. وما يرى الإصلاح أنها اجتهادات يوضح لأصحابها ومن ضمنهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الفكرة التي يراها، ليس هناك قضية أو مشكلة لدينا في هذه المسألة. * أفهم أنه لا يوجد إشكال بين الزنداني وقيادة الإصلاح حول وثيقة الحوار؟ - أبداً.. هذا الخلاف في الحقيقة هو حلم راود الكثيرين، وليس وليد اللحظة، وإنما منذ نشأة الإصلاح منذ مطلع التسعينات، ونحن نسمع مثل هذا الحلم بتعبيرات مختلفة، وتضخيم للأمور البسيطة وأنه قامت القيامة، وحلَّقت وسقطت السماء على الأرض، وفي النهاية لا شيء من ذلك، وأن الأمور ليست كما يظنها البعض. * اسمح لي أستاذ زيد.. إذا لم يكن هناك خلاف في حين الزنداني يحذر من الوثيقة ويدعو الشعب إلى رفضها والتصدي لها، فيما الإصلاح يباركها، فهذا معناه أن المسألة توزيع أدوار تمارسونها داخل الإصلاح وأمام قضايا مصيرية؟ - الإصلاح لم يعتد على هذا الأسلوب، وكان بالإمكان أن يأخذ به ويمارسه لكنه- الإصلاح- لا يجيده ولا يمكنه القيام بذلك، مع أن كثيراً من المكونات أو الأحزاب الأخرى تمارس هذا بشكل علني. * إذا لم يكن هناك خلاف وأن المسألة ليست توزيع أدوار، فهذا معناه أنكم في الإصلاح وصلتم إلى قناعة بأنه لا قيمة لما ورد في رؤية الزنداني حول الوثيقة، وأنه جانبه الصواب؟ - لكم أن تقولوا وتظنون ما تشاؤون، ولكن الأمور ليست بهذا الشكل. الحرب في حاشد وصعدة * المواجهات الدائرة في أكثر من جبهة بين الحوثيين وأنصارهم من جهة، والسلفيين وأنصارهم من جهة أخرى.. هل هي حرب مذهبية؟ - نتمنى إن شاء الله أن يتوقف هذا الصراع ويتلاشى وينتهي، وأنه بإقرار وثيقة الحوار الوطني ينتقل الجميع إلى مرحلة جديدة، والسعي- إن شاء الله- سواءً الصراع في هذا المكان أو غيره، إلى إطفاء النيران وإخمادها والدعوة إلى المصالحة الوطنية، والانخراط في بناء الوطن.. الوطن الذي يتسع لكل أبنائه، وأن يتعايش الجميع، هذا هو الأصل والواجب، وهذا ما ينبغي أن تفكروا وأن نشغل أنفسنا به جميعاً. * هل هذه الحرب مذهبية (سنة وشيعة) أم أنك تراها شيئاً آخر؟ - أنا أرجو ألَّا تسير بهذا الاتجاه.. ولا يمكن أن يصل اليمنيون- إن شاء الله- إلى مثل هذه الأمور الخطيرة والكارثية على الوطن وأهله. * أفهم من كلامك أن الحرب في طريقها إلى أن تكون مذهبية؟ - أنا أقول إن الصراع والخلافات هي من شأن البشر، والحروب بين القبائل موجودة حتى من قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، لكن ما نأمله الآن أن الفترة الطويلة للصراعات تجعل اليمنيين جميعاً يصلون إلى قناعة بأنه لا مناص من التعايش، أن يقبل كلٌّ الآخر، وأن يتشارك الجميع على هذه الأرض، سواء من الناحية السياسية أو غيرها، وأن تذهب كل هذه الخلافات إلى مناظرات فكرية ورؤى ثقافية ومساجلات شعرية، وكلٌّ ينتصر لفكره. جذور قضية صعدة * في رؤيتكم المقدمة للحوار الوطني حول جذور قضية صعدة، قلتم إنها "تعود إلى السنوات الأولى من ثورة سبتمبر عندما أعاقت القوى التقليدية وصول التغيير إلى صعدة".. هل أنت شخصيا ًمقتنع بهذه الرؤية، ما مدى واقعيتها؟ - أنا أرى أن الناس دخلوا مؤتمر الحوار الوطني برؤى متعددة وخرجوا بوثيقة للحوار، ومن الخطأ أن نعود اليوم ونقول إنه قبل خمسة أو ستة أشهر أنتم قلتم كذا ونحن قلنا كذا، وهذا قال كذا.. اليوم نحن أمام وثيقة لمخرجات الحوار متفق عليها، نمضي في هذه الوثيقة التي اتفقنا عليها، ومسألة أنه كان لزيد رأي ولعمر رأي، أعتقد أن الحوار بالوصول إلى الوثيقة قد تجاوز هذا. * هل وجدت أنت في وثيقة الحوار ما يشكِّل حلاً فعلياً لقضية صعدة يمكننا أن نبني عليه آمالنا؟ - أعتقد أن قضية صعدة هي القضية التي ربما لا خلاف حولها، وأنه تم التوافق عليها في الحوار بشكل رائع وممتاز. * كيف؟ - قضية صعدة هي القضية التي اتفقت مختلف المكونات على كل مفردات الحلول، ليس هناك مشكلة ولم يعترض أحد، هل سمعت أن أحداً اعترض على مخرجات حلول صعدة، مافيش. * أنت متفائل إذاً بحل قضية صعدة من خلال وثيقة الحوار؟ - عندي أمل بحل مشكلات كل اليمنيين، وعلينا أن نصدُق جميعاً، وأن نمضي لإصلاح شئوننا ونضع حداً للصراعات التي لا طائل منها للشعب ولم يعد مجال للمزيد منها. * أهم نقطة في حلول قضية صعدة كما ورد في التقرير النهائي للفريق هي أن يسلِّم الحوثي سلاحه الثقيل، وأن تبسط الدولة نفوذها في صعدة، برأيك ما مدى إمكانية التنفيذ من قبل الحوثي؟ - أعتقد أنه أعلن بوضوح استعداده، وقال إنه في حال وُجدت الدولة ليس لديه مشكلة، وهذه بادرة طيبة منه.. وغاية المطاف أنه إذا ظل الناس متمترسين حول ما يعتقدونه لا شك أنهم يخسرون جميعاً. * عبدالملك الحوثي قدَّم، إذاً، بادرة طيبة بالنسبة لتسليم السلاح الثقيل؟ - مقاطعاً.. عبدالملك يقول إنه سيسلم السلاح، وأنا أقول إن كلَّ الناس الذين لديهم أسلحة ثقيلة يجب أن يسلموها للدولة، وهذا هو الأصل. السلاح الثقيل * هل أنتم (الإصلاح) ستسلمون ما لديكم من أسلحة ثقيلة؟ - ليس لدى الإصلاح أسلحة ثقيلة.. ما عندنا دبابات ولا مدافع. * والدبابات والمدافع المتمركزة في جبهة حاشد.. ما هي؟ - الجيش الذي يفصل بين الناس هو من لديه الدبابات، لكن لنفرض أن "س" من الناس عنده دبابة يجب أن يسلمها. * المسألة واضحة يا أستاذ.. طرفا الحرب في حاشد يتقاتلان بالسلاح الثقيل، دبابات ومدافع ساحلية وأخرى.. كيف تقول إن الإصلاح لا يمتلك شيئاً منها؟ - هذا ادعاء، وأنت يفترض أن تكون محايداً، لا تأخذ الكلام من جهة واحدة فتصبح طرفاً. * من تتبع تلك الترسانة من الأسلحة الثقيلة التي لدى مسلحي أولاد الأحمر في حاشد، أليست تابعة للإصلاح؟ - أنا لم أعلم ولم أعرف أن هناك دبابات، إذا قد لدينا دبابة ما شاء الله.. من عاد با يزيد يحاكينا. * يعني أنت لا تعلم أنهم في جبهة حاشد يقاتلون الحوثيين بدبابات ومدافع؟ - ليس لديَّ معلومات، ما أعرفه أن هناك دبابات من حق الدولة جاءت من صعدة.. لكن وبغض النظر، أي ناس لديهم أسلحة ثقيلة يجب أن يسلموها، والدولة يجب أن تقوم بواجبها. * قلت دبابات حكومية جاءت من صعدة.. تتبع من؟ - عليك أن تسأل أنت. * تقصد أن دبابات حكومية شاركت مع الحوثيين؟ - عليك أن تسأل.. أم أنك تريد أن تعطيني معلومات وتريدني أن أتبناها وأدافع عنها.. أنا يا أخي تربوي وصاحب قلم، صاحب رأي، أيش لي أنا من الدبابات والسلاح الثقيل.. نحن نريد أن تكون هذه الأسلحة ملك الدولة، وأن تضبط الدولة الجميع ولا تجامل أحداً، قريباً أو بعيداً، أكان ممن نحبهم أو ممن نختلف معهم، يجب أن يكون الجميع تحت سلطة الدولة. * مشكلتكم- دائماً- في الإصلاح أنكم لا تسمون الأشياء بمسمياتها.. تقولون، مثلاً، إن الأسلحة الثقيلة هي ملك القبائل وليس ملك الإصلاح كحزب.. ولكن الحوثي أيضاً سيقول نفس المبرر، وأن الأسلحة الثقيلة هي تابعة للقبائل؟ - على كلِّ حال، أنا عندي أميَّة في الجانب العسكري، خلفيتي تربوية، لكن لنفرض أن كلامك صحيح وأن كل الأطراف لديها دبابات ومدافع، يجب أن يسلِّم الجميع الأسلحة الثقيلة على اختلاف أنواعها، أية أسلحة ثقيلة لدى أي طرف كائناً من كان، ينبغي تسليمها للدولة. خروج السلفيين * كيف تقرأ قضية خروج السلفيين من دماج؟ - أنا حقيقة أشعر بالأسى إزاء هذا التهجير، وأتمنى أن يعود المهجَّرون، سواء المهجرين مؤخراً أو من سبقهم منذ 2004م.. من غير المقبول بقاؤهم مشردين في المخيمات، سواء في المزرق أو في عمران أو في صنعاء.. آن الأوان أن نبحث عن الأمان والاستقرار وأن يعود الناس إلى ديارهم. * وثيقة الصلح التي قضت بخروج السلفيين من دماج جاءت بناءً على مفاوضات بين الرئيس عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن الأحمر وحميد الأحمر، وبمعنى أدق بين الرئيس وقادة حزب الإصلاح، حتى أن الرئيس قال أثناء استقباله قيادة السلفيين فور وصولهم صنعاء (الإصلاح سبقني إلى هذا القرار، وأنه بات من الضرورة خروج السلفيين من دماج)؟ - لا أعتقد أن عبدربه يقول هذا الكلام، هذا أولاً، ثانياً الإصلاح لم يدخل في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، حسب معلوماتي، هل يعقل أننا نوافق على أن يخرج الناس من بلادهم، أهذا من المنطق في شيء، لا أعتقد. * لكن السلفيين وقَّعوا على الوثيقة في صعدة بعد 6 ساعات تقريباً من توقيعها في حاشد، أي بعد توقيع أولاد الشيخ عبدالله بن حسين؟ - تسألني عن حاشد وعن بكيل.. وتقول لي الإصلاح.. الإصلاح يا أخي ليس طرفاً في هذا الموضوع.. حتى اللجنة التي شكلناها من البرلمان، كان أحد أعضاؤها من الإصلاح ولكنه لم يتمكَّن من السفر معهم في حينه، ورأي الأخ رئيس المجلس، كان يظن أن المسألة يوم أو يومين، أنه ما فيش داعي للحاق بهم وقال خلاص الذين ساروا فيهم الكفاية.. يعني لم يكن الإصلاح في هذه المرة حتى ممثلاً في اللجنة التي شكلها البرلمان. * أوليس الإصلاح طرفاً في الصراع الدائر باسم السلفيين؟ -أبداً، مشكلتكم يا أخي أنه حتى إذا تضاربوا اثنين في جنوب أفريقيا أكيد واحد منهم من الإصلاح. * يعني الإصلاح لا علاقة له بحرب السلفيين والحوثيين؟ - أبداً، لكن إذا أنتم مصممين أنه ما بلَّا وإلَّا.. بالصميل، فهذا شأنكم. يا أخي، نحن الآن خرجنا بعد حوار وطني شامل إلى وثيقة يتعايش الجميع، وأنتم تبحثون كيف يتصارعون.. * على الأقل في جبهة أرحب، اللجنة التي شكَّلها المشترك من رؤساء المكاتب التنفيذية لأحزابه في العاصمة، نزلت إلى أرحب وقدَّمت تقريرها مؤخراً إلى اجتماع الهيئة التنفيذية للمشترك، وأكد التقرير صراحة أن الإصلاح طرف رئيسي في المواجهات، وحمَّله مسئولية الحرب وبقاء التوتر في أرحب؟ -أبداً.. لا أدري من أين تقرأ أنت وتستقي هذه المعلومات. * أنا أخذت تصريحاً صحفياً من عضو في اللجنة، مسئول التنظيم الناصري في صنعاء العميد عبدالله العليبي.. اتصلت به عقب انتهاء اجتماع اللجنة مع الهيئة التنفيذية للمشترك، سألته ما الذي حمله التقرير.. قال إن الإصلاح كذا وكذا.. إلخ؟ - المشترك لديه بيانات صادرة عنه أرجو أن تراجعها حتى لا يحصل عندك بعض الوهم من خلال أن فلاناً تكلم كذا وفلاناً قال كذا.. ومع ذلك أقول لك إنه يجب أن يخضع الناس جميعاً للحوار، وأن تتغلَّب لغة السِّلم على لغة السلاح.. وأن يتجه الجميع لبناء الدولة وأن يتركوا هذا الصراع المسلح الذي لا يفيد أحداً، وأن يتحوَّل الصراع إلى منافسة سياسية. مشاركة الحوثي في الحكومة * هل أنت مع مشاركة الحوثيين في الحكومة المرتقبة، بحيث يتم منحهم حقيبة وزارية على الأقل في ضوء التعديل الطفيف؟ - هذا الموضوع أعتقد أنه سيُقرّ من قبل المشترك كمكوّن، باعتبار أن المشترك كان على علاقة أثناء الثورة مع الحوثيين. * كيف سيُقرّ في المشترك؟ - يعني هذا الموضوع سيخضع للنقاش في المشترك. * أنت شخصياً مع مشاركة الحوثيين أم لا؟ - أنا مع أن تدخل البلاد في مرحلة الاستقرار والانتخابات، وتشكَّل حكومة مسنودة شعبياً وتشارك فيها كل القوى، وأنا أعتقد أن الحوثي اليوم أصبح لديه وجود في كل المدن وأنه لم يعد بحاجة لأن يظل جماعة مسلحة، ويستطيع أن يتحول إلى حزب سياسي ويكون له برنامجه السياسي ويكون له مرشحوه في مختلف الدوائر الانتخابية. * أفهم من كلامك أنه على الحوثي أولاً ترك السلاح والتحول إلى حزب إذا أراد أن يكون له حصة في الحكومة؟ - والله أنت أفهم ما تريد، أنت تعرف قواعد العمل السياسي أكثر مما أعرفه أنا. * ممثلكم في هيئة رئاسة الحوار (محمد قحطان) قالها مرات في اجتماعات هيئة الرئاسة وفي لجنة التوفيق.. قال إنه لا يحق للحوثيين المشاركة في الحكومة لأنهم جماعة مسلحة وليسوا حزباً سياسياً؟ - ليش تتعب نفسك ومحمد قحطان قال وفلان قال.. ليش تتعب نفسك. يا أخي أنا رجل تربوي كلِّمني عن التربية، هذه القضايا السياسية اطرحها للسياسيين. الحوثي والأحزاب * أثناء الأزمة استقبلتم الحوثيين ورحبتم بهم (حيا بهم حيا بهم)، وأفسحتم المجال لخيامهم؟ - مقاطعاً.. ولا زلت أدعو إلى التعايش مع الجميع، مؤتمر، إصلاح، اشتراكي، حوثي، ناصري، بعثي.. كل القوى والتيارات يجب أن تقبل التعايش مع الآخر.. خلقنا الله على هذه الأرض ولا مجال لدينا إلا القبول بالتعايش. * المهم، الإصلاح هو من رحَّب بدخول الحوثيين إلى صنعاء وتنظيم فعالياتهم بهذا الشكل؟ - أنت مشغول بدخول الحوثيين ليش. * لأنكم– الإصلاح- فور التوقيع على المبادرة الخليجية رجعتم تتقاتلون معهم؟ - أنت مصمم أننا نتقاتل مع الحوثيين!! سيخيب هذا الظن، وسترى أننا سنعيش جميعاً على هذه الأرض متآخين متحابين، والخلافات التي تحدث يجب تجاوزها، وأن تكون الرسالة الإعلامية داعمة إلى إطفاء الخلافات، لا تكونوا تفرحوا بأي صراع وأي خلاف، وكأن هذا منجز.. البلد لا تحتمل المزيد من الصراعات، يجب أن تعُوا ذلك، البلاد تحتاج إلى الوئام والمحبة والسلام، وأعتقد أن عشرة أشهر من الحوار كانت كافية لأن يقول كلٌّ ما لديه، وآن الأوان للبدء في عملية الحصاد، وبناء الدولة اليمنية الجديدة التي تستوعب كل الناس ويطبَّق فيها العدل والمساواة على الجميع. * يعني ليس لدى الإصلاح مشكلة مع الحوثيين؟ - أنت تشتي تقول إنه يا إما لديكم مشكلة وإما مافيش مشكلة، يا أخي العمل السياسي يوم يختلفوا الناس ويوم يتفقوا.. نختلف مع المؤتمر ونتفق، وكذا مع الحوثي وغير الحوثي، هذا شيء طبيعي في العمل السياسي. * أشرت إلى أن الحوثي أصبح لديه وجود في مختلف المدن، ألا ترى أنه استطاع أن يخترق مختلف أحزاب المشترك باستثناء الإصلاح، حيث أصبح لديه تيار داخل كل حزب، بدءاً من القواعد حتى أعلى هرم؟ - في العمل السياسي، كلّ واحد هو وإمكاناته وقدراته على التأثير، والمفروض ما أحد يزعل من أحد، كلّ واحد يشتغل. * يعني أنت توافقني الرأي بأن الحوثي استطاع أن يخترق الأحزاب؟ - قلت لك لا تشغل نفسك بالحوثي، الحوثي طلع الحوثي نزل.. الحوثي عنده عمل ومشروع ويمشي في مشروعه، والآخرون لديهم مشاريعهم، المهم هو أن نتفق جميعاً على قواعد عامة للعمل السياسي، وتنفيذ ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني، وفي النهاية الساحة موجودة للجميع، والقانون والدستور يجب أن يتقيد به الجميع. اغتيال الدكتور شرف الدين * اغتيل أستاذ القانون وعضو الحوار عن الحوثيين الدكتور أحمد شرف الدين.. كيف تقرأ تداعيات مثل هذه الاغتيالات؟ -أولاً من المستفيد منها، المستفيد من هذه الاغتيالات هو الذي لا يريد الحوار ولا يريد الاستقرار، ولا يريد أن يصل اليمنيون إلى كلمة سواء.. وإلا فهذا الرجل صاحب رؤى سياسية وليس من حملة السلاح لماذا يتم اغتياله! * الخطاب الإعلامي لحزبكم، يوم الحادثة، ركز على توجيه أصابع الاتهام لجماعة الحوثي نفسها وأنها من قتلت كادرها.. عندما قلتم إن الدكتور أحمد شرف الدين كان في طريقه إلى توقيع وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار التي ترفض الجماعة التوقيع عليها؟ - أبداً.. الذي قال هذا الكلام هو الدكتور عبدالملك المخلافي، وذلك عندما أعلن الأخ عبدالكريم الخيواني انسحابهم من مؤتمر الحوار، وأن أحمد شرف الدين كان رافض التوقيع رد عليه المخلافي، وقال بالعكس كان الأخ أحمد شرف الدين معنا إلى وقت متأخر من الليل واحتاج بعض الوقت ليرتاح، وقال سآتي وأوقِّع في الصباح. الإصلاح كان أول من أدانوا الجريمة، وبغض النظر من أدان ومن لم يُدن.. هذه أعمال إجرامية يجب أن تكون مدانة. * اللافت أنكم من خلال وسائلكم الإعلامية تسعون إلى التشويش على الخبر، سواء أمام قضية اغتيال جدبان أو شرف الدين.. ففي حادثة اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان سارعتم إلى نشر أخبار مفبركة عن محاولة اغتيال اللواء علي محسن؟ - أين تقرأ هذه الأخبار، أما أنني لا أفهم أو أنك لا تقرأ صح.. عندما اغتيل جدبان الإصلاح أدان واستنكر، وأنا شخصياً كتبتُ على صفحتي في الفيسبوك مقالاً قرأه آلاف. . يا أستاذ، ما فيش ربع ساعة من خبر اغتيال جدبان حتى طلعت وسائلكم الإعلامية بخبر "نجاة اللواء علي محسن من محاولة اغتيال في مكتبه"، مع أنه يوم جمعة.. وما هي إلا نص ساعة أخرى حتى طلعت وسائلكم بخبر آخر مفبرك "موكب جمال بنعمر يتعرض لإطلاق نار".. - على كلِّ حال، أنتم الإعلاميون ربما تتابعون بعض القضايا، ولكن المهم هو تحرِّي المصداقية.. وسواء نُشر أم لم ينشر، في الأخير لا يصح إلا الصحيح. الجناة * الخميس الفائت نظم أنصار الحوثيين مسيرة حاشدة في صنعاء، وكان الغضب واضحاً على المشاركين، والكثيرون كانوا يتهمون الإصلاح في قضية اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين؟ - هم يشعرون بالألم ونحن نشعر معهم بالألم.. والإنسان عندما يكون متألماً ربما لا يستطيع أن يتحكَّم في عاطفته، لكن في النهاية يجب أن يحقَّ الحق ويبطل الباطل، وأنا أرجو وأتمنى وأتوقع أنه سيأتي اليوم الذي يُكشف فيه المجرمون المتورطون بهذه الأعمال. * وزارة الداخلية تشكل لجاناً ولكن لم تطالعنا بتقرير واحد حول أية قضية؟ - أنت تعلم، وأنا أعلم، أن المسئول عن متابعة مثل هذه القضايا هي الأجهزة الاستخباراتية، وهذه الأجهزة هي مركزية ولا تتبع وزارة الداخلية، لكن هذا لا يعفي الداخلية من أن تقوم بواجبها.. وأنا أعتقد أن هناك حصيلة لا بأس بها لدى الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية، ونتمنى أن يستكملوا هذا التحقيق ويُكشف الأمر للرأي العام، بإذن الله. * في قضية الدكتور أحمد شرف الدين؟ - الدكتور وغير الدكتور.. ولا بد أن تتعاون الأجهزة الأمنية الأخرى وأن تقوم بواجباتها. إخوان مصر * إلى أين تذهب جماعة الإخوان في مصر؟ - والله أنتم حامين عليهم من أول يوم، بعيداً عن القواعد الإنسانية والديمقراطية.. الحرية يجب أن لا تُعطى لناس ويُحرم منها ناس.. الإخوان المسلمون مشكلتهم أنهم فازوا في 5 استحقاقات انتخابية فعوقبوا على هذا الفوز، وما يحدث لهم هو حالة طارئة لا يمكنها أن تستمر، لأنه ليس منطقياً بقاء الوضع على هذا النحو. * مشكلة الإخوان أنهم استعجلوا وأقصوا كل القوى حتى شركاءهم؟ - هذا ادعاء.. والدليل أن وزير الدفاع مدبِّر الانقلاب حقهم، ووزير الداخلية حقهم هو الذي قتل المتظاهرين بالآلاف.. الإخوان أخطأوا أنهم لم يعينوا وزير داخلية منهم أو ممن يثقون بهم، وكذلك الحال مع وزيري الدفاع والمالية، كان معهم 4 وزراء، وظنوا أن هذا التسامح مع الآخرين يعطي فكرة عن مبدأ قبولهم بالآخر، لكن جاء الآخرون وأقصوا الجميع. * كان اختيارهم (السيسي) وزيراً للدفاع عندما رؤي أنه يحفظ القرآن ويحافظ على الصلاة وأن زوجته محجبة.. قالوا هذا هو الأقرب إلينا كخطوة أولى؟ - أنت تعرف التنظيمات.. هل تعتقد أن التنظيم إلى درجة من السذاجة أنه يشوف واحد يصلي يقول هذا إخوان.. أنت تعرف أنه قد يجلس الواحد يصلي جنبك والغرض نقل الأخبار، وما قصة العنسي الذي جلس يصلي الفجر جنب المؤيد 6 أشهر حتى أقنعه أنه "أنت مريض ولازم تروح تتعالج". * بالنسبة للسيسي، هي كانت خطوة أولى.. الإخوان أقصوا المجلس العسكري وعيَّنوا من يرون أنه أقرب إليهم كخطوة أولى حتى يتم التهيئة والترتيب لكوادر عسكرية من الإخوان، لأنه ليس لديهم كوادر عسكرية جاهزة تصلح لمنصب وزير الدفاع؟ - أنت الآن تقرأ ما في نفوسهم، وتتنبأ بما كانوا يفكرون فيه في قلوبهم، يا أخي هذه كانت مطالب الثوار 25 يناير، أنه لا بد من إبعاد المجلس العسكري من الحكم، هذه كانت مطالب الثوار وليس مطالب الإخوان. لكن الاجتهاد الذي اجتهده الإخوان في أنهم يثقون بالجميع.. حتى المسيحيين يمكن أنهم لم يحصلوا على مواقع ومناصب طوال حياتهم مثلما حصلوا عليها في نظام الإخوان. * لكن هناك أخطاء كبيرة وفادحة ارتكبها مرسي ونظام الجماعة خلال عام من الحكم.. منها الإعلان الدستوري، والانهيار الاقتصادي، والكثير الكثير من المواقف التي خلقت أزمات كبيرة؟ - هل تريد أن يصلح الاقتصاد في 6 أشهر، كيف؟.. وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. والمهم أن إسرائيل هي الرابح الأكبر. * أمريكا وإسرائيل ظلتا متمسكتين بمرسي حتى وهو في السجن؟ - وبعد، كيف انقلبت. * الشعب المصري فرض عليها سياسة الأمر الواقع؟ - لا، الصميل.. هل أنتم مع سياسة القوة أم مع الديمقراطية.. ألم تقولوا إنكم تريدون حرية وديمقراطية. * الآن صوَّت الشعب المصري ب(نعم) للدستور؟ - صحيح ب(99%).. هل سمعت أن هناك نسبة كهذه في الديمقراطية؟ * شاركت مختلف القوى السياسية والتيارات والنقابات في عملية الاستفتاء، عدا جماعة الإخوان!! - ما فيش.. على كل حال يا أخي، المسرور الأكبر والمبسوط أولاً هي إسرائيل، التي تنام الآن ملء جفونها، ومع الأسف بعض العرب يخدم إسرائيل من حيث لا يدري. براقش نت
