صنعاء | ريتاج نيوز | خاص : نعى الحزب الإسلامى العراقى اليوم الاثنين الداعية الكبير علامة العراق الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان الذى وافته المنية فى العاصمة اليمنيةصنعاء عن عمر ناهز ال97 عامًا قضاها فى الدعوة والتربية والتعليم. وذكر الحزب فى نعيه، بقلوب مؤمنة برضا الله وقضائه تلقينا نبأ وفاة أستاذنا الكبير الدكتور عبد الكريم زيدان الذى قدم للأمة الإسلامية وللعراق عصارة فكره وجهده، وكان له تاريخ مشرف طويل فى تولى قيادة الحركة الإسلامية فى أحلك الظروف وترك بعد رحيله مئات العلماء والتلاميذ ممن نهلوا على يديه ومؤلفاته التى لا يستغنى عنها اليوم أحد. وأضاف الحزب، أن فقدان الشيخ زيدان خسارة كبرى لعالم يمتلك من أفق المعرفة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الكثير ولا سيما والأمة تمر اليوم بمنعطفات خطيرة تحتاج فيها إلى من ينير الطريق بفقه واسع كالذى امتلكه الفقيد. ويعد الدكتور عبد الكريم زيدان من أعلام الأمة الإسلامية ومن بقية جيل من الرواد الكبار حيث قضى هذا الرجل المجاهد الكبير عمره في العمل الإسلامي والدعوة إلى الله في مجال التدريس والتأليف والتربية وعرف بجهوده الفقهية وإسهاماته العلمية الكبيرة والمعروفة ورده على أعداء الإسلام . وقد أنتقل الدكتور الدكتور عبد الكريم زيدان لليمن هربا من ظلم وبطش القيادة البعثية في العراق الذي أختلف معها وعاش منذ الثمانينات في اليمن وعمل في التدريس بجامعة صنعاء في كلية الشريعة ثم عمل فيها عميدا لكلية الشريعة ثم درس في جامعة الإيمان وعمل فيها أستاذ لأصول الفقه حتى وفاته رحمه الله . . سيرته الذاتية : هو عبد الكريم زيدان بهيج العاني المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في العراق، وأحد علماء أهل السنة في العراق، وأحد علماء أصول الفقه والشريعة الإسلامية. ولد ببغداد سنة 1921م ونشأ فيها وتدرج. تعلم قراءة القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية. رحل إلى العمل في اليمن وعمل في العديد من جامعاتها. . دراسته: أكمل دراسة الأولية في بغداد. دخل دار المعلمين الابتدائية وبعد تخرجه فيها أصبح معلما في المدارس الابتدائية دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها. عين بعدها مديرا لثانوية النجيبية الدينية. التحق بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ونال الماجستير بتقدير ممتاز وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1962 بمرتبة الشرف الأولى. المناصب حيث تقلد عددا من الأعمال الأكاديمية الهامة منها : 1 أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا 2 وأستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا 3 أستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا 4 أستاذ متمرس في جامعة بغداد 5 أستاذ الشريعة بجامعة صنعاء 6 أستاذ أصول الفقه بجامعة الإيمان حتى وفاته .. . شهادة أحد تلاميذه عنه : يقول الدكتور سامي الجنابي أحد تلاميذه عنه " لقد حبا الله شيخنا العلامة الدكتور عبد الكريم زيدان بذاكرة حديدية يستحضر المعاني والأقوال الفقهية مهما بعد زمانها واذكر انه أملى علي في مقدمة البحث بعض العبارات فكتبتها ثم أعدت صياغة البحث وعدلت في العبارة بحسب اجتهادي وبعد مدة طويلة لما قرأت البحث عليه قال أين العبارة التي أمليتها عليك قلت قد صغتها صياغة جديدة فقال لا اكتبها مرة أخرى وأعادها كما هي من حفظه دون زيادة أو نقصان . وله همة عالية في متابعة شؤون الدعوة الإسلامية في العراق فلا يكاد يمر عليه يوم إلا ويسال عن البلد وأخباره والدعاة وأحوالهم ويتفقدهم ويوجه وينصح هذا وهو قد ناف على التسعين من عمره المبارك . لم يكن حريصا على المناصب ورأيته من أزهد الناس في الشهرة والتقرب إلى الأمراء والرؤساء وأبعدهم عن التكلف والرياء . وقته مقسم بين تلاوة القران آو مطالعة ما يكتبه تلاميذه من الرسائل ومناقشتهم في منزله أو التأليف أو استقبال العلماء والتلاميذ أو التدريس، ولا تمر عليه لحظة بفضل الله من دون عمل صالح . وله من المكاشفات الربانية والتنوير الإلهي أشياء احتفظ بها الآن . وكان يحذر من الخطر الشيعي ويقول يجب على كل داعية ان يقرا منهاج السنة لابن تيمية وهو في عموم فتاواه وأبحاثه لا يخرج عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ويكاد يحفظ أقواله . وكان يوصي بكتب شيخ الإسلام ويثني عليها ثناء العالم المحقق ويؤكد في مجالسه على عقيدة السلف وما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية سيما العقيدة الواسطية والتدمرية وكتاب العبودية والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وغير ذلك من الكتب التقى أول شبابه ببعض أربب الطرق (الصوفية )ولم يعجبه مسلكهم ثم اطلع في الأربعينيات على بعض ما كتبه ابن تيمية فتأثر به ومنذ ذلك الحين لم يدع شيخ الإسلام ابن تيمية وكنت سألته عن هذا سبب تأثره بشيخ الإسلام فذكر لي ذلك وذكر انه من ذلك الحين ومن شدة حبه لشيخ الإسلام كان يتمذهب بمذهب الحنابلة وكان يكتب على كتبه عبارة (عبد الكريم زيدان سلفي العقيدة حنبلي المذهب ) فقلت له يا أستاذ الحنابلة كلهم على منهج السلف إلا القليل فلماذا أعدت العبارة وكان يكفيك ان تقول حنبلي المذهب فقال هذا للتأكيد . اختصر العقيدة الطحاوية وقررها على جماعة الإخوان في العراق ولذلك تجد الإخوان العراقيين والكويتيين سلفيين في العقيدة . أسس شيخنا الدكتور عبد الكريم زيدان كلية الدراسات الإسلامية نهاية الستينيات ليتيح العلم الشرعي على منهاج السلف فتخرج من الكلية عشرات الطلاب ولما جاء حزب البعث أغلقها وحاصر الإسلاميين وألغى المدارس الدينية وبقي الشيخ في شبه إقامة جبرية. . لم يعرفوا قدره لم يعرف العراقيون قدره فضيعوه سيما الحكومة البعثية فحاصره البعثيون وضيقوا عليه فاضطر للهجرة أوائل التسعينيات . ولو كان في البلاد التي تكرم العلماء كالحجاز والأزهر لما تجرا احد في التقدم عليه علما ومرتبة . وهو ليس معصوما وقد خالفته في مسالة الإقليم وأنا لا أبلغ شأوه دينا وعلما ، ولكني لم أر أحدا من أقرانه في معناه أو في مرتبته علما أو عملا أو زهدا أسال الله السميع المجيب ان يحسن خاتمتنا وإياه على شهادة التوحيد وعلى أفضل عمل نلقى الله به انه ولي ذلك والقادر عليه . من مؤلفاته : 1 أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام. 2 المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية. 3 الكفالة والحوالة في الفقه المقارن. 4 أصول الدعوة. 5 الفرد والدولة في الشريعة. 6 المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا. 7 الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية. 8الشرح العراقي للأصول العشرين. 9 نظرات في الشريعة الإسلامية أبحاث: 1أثر القصود في التصرفات والعقود. 2 اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية. 3 أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية. 4 حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية. 5 الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام. 6 الاختلاف في الشريعة الإسلامية. 7 عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد. 8 العقوبة في الشريعة الإسلامية. 9حقوق الأفراد في دار الإسلام. 10 القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية 11 نظام القضاء في الشريعة الإسلامية. 12 موقف الشريعة الإسلامية من الرق. 13 النية المجردة في الشريعة الإسلامية. 14 مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية. . جوائز حصل عليها : جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية سنة 1417 ه / 1997م عن كتابه " المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا " ريتاج نيوز