الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الأديبة والكاتبة والشاعرة الفلسطينية كفاح عواد
نشر في الجنوب ميديا يوم 27 - 01 - 2014


حوار مع الأديبة والكاتبة والشاعرة
الفلسطينية كفاح صبري عواد
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
كفاح صبري عواد، شاعرة وكاتبة روائية فلسطينية، تكتب الشعر الوطني والوجداني، إضافة لكتابة الرواية، شخصيتها سياسية وتتمتع بروح اجتماعية عالية، لها نظرات فلسفية، متعمقة في دراسة اللاهوت العربي، المتضمن الديانة الإسلامية والمسيحية واليهودية، تحمل شهادة بكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، تمتاز الشاعرة والكاتبة كفاح بثقافتها العميقة وسعة اطلاعها، وحبها وعشقها للكتابة، كما أنها تهوى القراءة، خاصة في مجال الفلسفة وعلم النفس، وهي مع حرية المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. كعادتي مع كل من اتحاور معهن من ضيفاتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك ان وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟؟؟
إسمي كفاح صبري عواد..وأقيم في مدينة رام الله-رمون من الضفة الغربية في دولة فلسطين، اعمل مدرسة لغة عربية منذ سبعة عشر عاماً، تخللها عملي كمديرة إدارية لراديو وتلفزيون أمواج، لمدة اربع سنوات، كاتبة روائية، وقد صدرت لي رواية (ذاكرة روح) واشتركت بعدة معارض دولية، والحمد لله، لاقت استحسان لدى القراء...وفي طور إصدار رواية (رجال وظلال)، ستترجم للغة الفرنسية والانجليزية بشهر نيسان، حاصلة على شهادة بكالوريوس في اللغة العربية، ناشطة اجتماعية وسياسية، هواياتي دراسة الديانات..حيث قمت لمدة خمس سنوات بدراسة اللاهوت العربي، الذي شمل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، اكتب الشعر أيضاً، اعتبر نفسي قارئة لا باس بها في مجال الفلسفة وعلم النفس.وهذه قصيدة من أشعاري التي كتبتها:
أرواحٌ مفتوحة على الشمس
تقطنُ في خاصرة القمر
مجدولة من ندى الصبح
، لو عمدوها بالوجع. مليون عام
مخزونها من الأمل لن يجف.
======================
وهذه مقطوعة من روايتي (ظلال ورجال):
عفوكِ سيدتي فأنا مريض، ألم تكن تعلم أنك مريض سيدي، حين دعوتني لقضاء الليلة معك؟؟؟
لا...لم أكن أدرك أنني مريض فعلاً، فبعض الأمراض كالغيمات الصغيرة المختبئة في ظلال النجوم، تسقط في أرواحنا فجأة...وتصيبنا بحمى الحنينز
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
شخصيتي جريئة بما يكفي..لكن أنا ممن لا يسفه قناعات الآخرين، ولو تعارضتْ مع قناعاتي...وأقول دوماً أننا يجب أن نصل إلى مرحلة الخلاف البناء، عوضاً عما وصلنا إليه، من أن الخلاف، يجب أن يكون نقطة تقاطع وحرب عدائية، أهم مبادئي ...أن الديانة إدانة، لمن يظن انه المؤمن الوحيد في الأرض...وان خلف النفق المظلم، دوماً شعاع للشمس، ينتظر أن نرفع عيوننا كي نراه، وان المرء يجب أن يتجاوز العيش على مستوى الحياة، وان حقيقة الإنسان في الطبقة العميقة، الكامنة فيه، وان ما على السطح، إلا قشرة من جليد، تصلح للتزلج، لكنها لا تصلح للغوص في الأعماق. وهذه قصيدة من أشعاري، تتعلق بما يجري في مخيم اليرموك من جرائم بحق أبناء شعبنا هذه الأيام:
لقد عرَّانا اليرموك يا صديقي
وانكشفتْ على الملأ عورتنا
وما من ورق على الشجر يسترنا
في هذا الشتاء.
=========================
اشتقت لضجيج الصغار في المخيم
للكلمات المبعثرة على أبواب الجارات المفتوحة
صباح الخير يا يرموك
حين تعود سنفتقد رائحة من رحلوا فيك
وستبدو كامرأة ثكلى
تحتاج لعمر كي تنسى
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
بلا شك، أنا مع حرية المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً...لكن أريد التنويه، أن ما نظنه الآن حرية للمرأة، حسب قناعاتي، ما هو إلا مقلب كبير، شربته المرأة، فوجدتْ نفسها تحمل أعباء كثيرة...حرية المرأة باعتقادي لا تعني فقط، أن تذهب للعمل خارج البيت...حريتها هي أن تحافظ على أنوثتها، ببهائها، ورونقها..حريتها أن تقدر على اتخاذ قرارها، ويكون لديها الجرأة، أن تتحمل تبعاته.
إن المرأة التي تمتلك حريتها كما قلت، هي التي تمتلك الجرأة على اتخاذ قرارها وتحمل تبعاته....ثم ان الحرية نفسها تحتاج لنضوج فكري وتوازن داخلي..ان إضفاء هالة كبيرة على الأسماء أفقدتها قيمتها...وأنا باعتقادي إن اضعف النساء تلك التي تظن حريتها هو خروج عن المألوف، وتمرد غير مبرر في علاقتها مع الرجل، تحت أي مسمى، سواء كان زوج او أخ او أب او سواه من المسميات...إن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تكاملية، الرجولة بدون الأنوثة تجبر..والأنوثة بدون الرجولة عقم ....وتصيرها إلى علاقة عدائية يفقدها توازنها، الذي هو سر وجود الإنسان واستمرارية الخلق. حواء معناها أم الأحياء وهي القادرة على خلق من تحبهم ولا تستطيع أن تكون ذاتها إلا بقدر ما تهب الحياة للآخرين. المرأة دوما بحاجة لوجود الرجل بجانبها، ليس من باب الضعف، ولا قلة الحيلة، بل لأنها مخلوق جبل يمتلك مخزون كبير من الحنان...إن الكون لا يكتمل بطرف دون الآخر، ومن هنا جاءت دعوتي إلى الخروج من قضية العدائية بين مكونين أساسين في الوجود.
الحب وحده والإيمان بالآخر هو من يحمي تلك العلاقة الأزلية من التشوهات الدخيلة.
وهذا المزمار الخامس من كتاباتي:
وبينما الهدهد يداعب عنبة، تدلتْ من كرمتها، يجوب هضابها الملساء، ويلعقْ نبيذها الوردي، إذ سمع في الكرمة صوت غناء، فقال: سبحان الله، ما ظننت يوماً على الأرض أجمل من عزفي، من هذا الذي من هواه انطلق بتغريد غناه ؟! فلما دنا، وجد امرأة تلُّم بدموعها حزمة من السنابل ، فوقف فوق الحزمة ورتل لها: يا بلقيس ...
قولي لسليمان عليك السلام....أرواحنا ليست مقابر.
@هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟
الصوت النابع من القناعات، هو بوابة للبشر، على الآتي من العمر...أن تشعر انك موجود خارج مستوى الحواس، هو إقرار داخلي انك تعيش...صرخة مدوية في مدى العمر، إننا لسنا مجرد ظلال لأناس ينتظروا أن يمضوا...بلا شك، أنا مع سياسة التسامح المجتمعي...لكن هذا يتطلب ثقافة تتبلور فينا جميعاً...المسالة باعتقادي ليست في المصطلحات الكبيرة، بل في النفوس الأكبر...ونحتاج لذلك أن نسمو بذواتنا من ثقافة المصطلحات الخصبة، إلى ثقافة الأرواح الخصبة، وذلك يتطلب تمرينا روحياً.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات ومنشورة او مطبوعة ؟؟؟ كيف كانت بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟
بدأت القراءة منذ طفولتي، واعتبرها عشق حقيقي...كانت بدايتي في القراءة للكتاب العرب أمثال مي زيادة وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي والرافعي، ثم بدأت اتجه للأدب العالمي، لكني كنت وما زلت اعشق ما يكتب باللغة العربية، لأني أحس أني أغوص في بحور كلمات، كأنما كتبت لي وعي نهجي وتنبض بنبضي، بدأت الكتابة بعمر متقدم أيضا، لكن لم تكن كتابة هادفة، كانت مجرد خربشات حسب اعتقادي، حتى بدأت أحوز في كل عام على جائزة أحسن كاتب في المدارس، فبدأت اهتم أكثر.
لي رواية (ذاكرة روح) مطبوعة وكما قلت عرضت بعدة معارض دولية للكتاب، مثل معرض مسقط والشارقة ودبي والقاهرة وتونس في عام 2013م، ولي رواية بصدد الإصدار باللغتين الفرنسية والانجليزية، إضافة للعربية إن شاء الله شهر نيسان القادم. اكتب الشعر الوطني والوجداني، ولكن دوما أجد نفسي مربوطة بسنبلة تنمو في الروح تسمى الإنسان.وهذه قصيدة من أشعاري:
أنا أول النخلات التي ستغرس في القدس
محمولة من بغداد الجريحة
تتنفس رائحة ياسمينك يا دمشق
أنا أول النخلات التي ستكسر الحدود بين المدائن
وتغزل جديلة الشمس في سماء يافا
وتعقدها ما بين مصر وحمص
أنا اول النخلات التي سيكون لها طعم الثرى
حين يعانقه منتشياً ندى الصبح
@ما هي المشاكل التي يعاني منها الكاتب والأديب الفلسطيني بعامة في رأيك الشخصي، ومن هم أهم الكتاب والأدباء الفلسطينيين في رأيك من كلا الجنسين؟؟؟
أهم المشاكل التي يعاني منها الأديب الفلسطيني، أننا في مجتمع يدين للأسماء الكبيرة، وليس للمضامين الكبيرة، فلا تجد حاضنه له، ويجب عليه أن يناضل لوحده حتى يستطيع الوقوف على قدميه..ليس هناك حاضنة حقيقية للإبداعات، أحب جداً القراءة لمحمود درويش وسميح القاسم وغسان كنفاني وسميرة عزام، كما أنني تأثرت بالنهج الثائر للشاعر مظفر النواب، والشيخ إمام منذ طفولتي.
إن تحول دور النشر إلى مشاريع استثمارية بحته، حرم الكثير من الأدباء الصاعدين من فرصهم في التواجد..إن الواسطة والمحسوبية، لغة تطغى بقوة على الشارع الثقافي، فمثلاً وزارة الثقافة وهي المكان الأول المعني بالأدباء، تجده يكدس عشرات الاعمال الأدبية في مخازنه، ولا يقوم بالطباعة والنشر إلا لأسماء محدودة، رغم وجود من هم أحق من تلك الأسماء إبداعيا...مما دفع الأدباء والمثقفين إلى التجمع بكانتونات خاصة بهم، كل حسب موقعه وكأنه معزول عمن سواه....ثم إن الكتابات الهابطة الرخيصة الثمن ورواجها بشكل كبير، كان له التأثير السلبي في عدم إبراز إبداعات واقعية وأدبية ملتزمة.
@هل تعتقدي بوجود أزمة ثقافية في المجتمع الفلسطيني، وما هي مشكلة القاريء العربي بعامة والفلسطيني بخاصة، بمعنى لماذا يتهرب القاريء العربي عامة من القراءة؟؟؟
اعتقد فعلاً يوجد أزمة ثقافية بسبب تغريب اللغة العربية، فلم تعد تقدم اللغة بهذا الشكل الجذاب، ولا المضامين التي قد تجذب القاريء، إن خلو الأدب من مضامين يحترمها القاريء، ويحس انه جزء منها، كان احد أسباب عزوفه عن القراءة..كما أن هناك سبب رئيس لا نستطيع تجاهله، إن الظروف المعيشية للإنسان العربي عامة والفلسطيني خاصة، كانت وراء ابتعاده تدريجياً عن القراءة...القراءة هي استمتاع ولا تستطيع أن تطلب من شخص لا يلاقي قوت يومه، أن يستمتع...الظروف السياسية الضاغطة أيضا كانت سبب كبير، فالإنسان العربي مشحون بأنواع عدة من الوجع، لذا فلو قرأ أيضا لن يكون بتلك النشوة التي تجعل الكلمات تفتح افقه على المراد منها.
@ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟
عادة أتطرق إلى قضية وطنية من وجهة نظري كإنسانة...بعيداً عن كل المزايدات ..فمثلا في تأبين الشهيد عرفات جردات وسط كل ما قيل، كتبت ما يلي :
الرحيل يبقى هو الرحيل، وان اختلفت الأسماء، كلنا غداً سنمشي خلف الجنازة، ونصيح بملء الحناجر، عاش الشهيد..مات الشهيد، لكن امرأة فقط ستفتقد رائحة ثيابه، ستشرب قهوتها على ذكرى صوته، وملمس وجهه، امرأة فقط، ستنظر للثياب الليلة، وتغلق عليها بحسرة.
باعتقادي إن الأدب ألذكوري يتميز عن الأدب الأنثوي بجموحه أكثر للواقعية...نعم الأدب النسوي يمتاز بنوع من الوجدان والعاطفة، التي يمكن أن تشمها عبر الكلمات، أنا كاتبة روائية أكثر، هناك أفكار بيننا مشتركة، ذكوراً وإناثا.
لا تترك دمشق يا صديقي، فكل المنافي مساكن، لكنها بلا أرواح، أنا أدري كيف يجتاز الحنين جغرافيا الحدود، ليغفو في تضاريس الروح، وأدري أن غنج ياسمينة تتسلق جدار دمشقي، لوحة لن تراها في كل المنافي، لا تترك دمشق يا صديقي، كي لا تذبل روحك في الطرقات، ونختلف بأشياء أخرى نتيجة للثقافة والبيئة التي نعايشها كم جميل أن تكون كزخة المطر، تبدد يباس الوجع ضحكة جنونية، توقع العقل في شرك الذهول، ثم تغلق معطفك الكاكي على صدر الليل.
هذه قصيدة بلقيس: أم ترثي ابنتها التي قتلت على خلفية شبهة قضية شرف: بلقيس لما رثى نزار بلقيس أنجبتها إجلالا لدمعه الذي أبكى الحجر، بلقيس أسميتها ولم يدر بخلدي أن لكل من اسمه نصيب، ذبحوك يا بلقيس، ذبحوك، يا زهرة تفتحت صباح الندى. تبسمت للحياة لم تدري يا صغيرتي أن الرجال في مدينتي خارج أيقونة الحياة، لا يعرفوا من إلههم إلا أن له ملائكة غلاظ، لم يحفظوا من أسماءه الكثيرة إلا انه شديد العقاب، لم يدروا ا ن الود شرعه، وان الحب دينه، وأن صفحه يسبق العذاب، من قتلوك يا حبيبتي، لم يكونوا قديسين، ولم تكوني آثمة، لم يكونوا مؤمنين ولم تكوني كافرة، كانوا محض أنبياء كذابين، وكنت آية منزلة، من قتلوك رجال من مدينتي لا يعرفون محرماً في السر، ويرجمون البسمة في العلن، رجال تقتلهم كل ليلة ازدواجية القيم، رجال لهم ثياب فضفاضة، من الشرف، وتحتها الخواء والعدم، ما فعلت بلقيس؟؟؟؟ قولوا، تبسمت للشمس، فكت ضفيرة سمراء في حضرة المساء، مدَّتْ أصابعاً صغيرة نحو السماء، لتقطف وعد ونجمة، ما فعلت بلقيس؟؟؟ أكثر مما تفعل النساء؟ بلقيس يا حبيبتي يا ثمرة الروح التي قصفتها مناجل بلهاء، نامي قريرة العين في لحدك الدامي، يا حبيبتي، فبعدك الرب نوّس الشمس، وأعلن للقيامة المساء.
أنا يا صديقي امرأة مفتوحة على الشمس، أحس بداخل روحي غجرية، تريد أن ترقص على حبل الحياة، حتى تصل لخيمتها في عمق الصحراء، هناك جداريات على الروح تكتب وتنقش، كيف يمكن أن أقنع الغياب، أن يغيب قليلاًَ كي اشرب قهوتي هذا المساء معك، هذه من أحب المقطوعات التي كتبتها لروحي، أنا اكتب مزامير ...محاكاة لمزامير داوود، كتبت حتى الآن عشرين مزمار.
@ ما هي أهم معاناة المرأة الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني الغاشم من وجهة نظرك كفلسطينية؟؟؟
سيبدو مضحكاً أن أقول أن المرأة الفلسطينية تجد نفسها أمام الاحتلال، تتخلى عن مساحة من أنوثتها لتكون بوجهه كرجل...نحن دوماً نثبت أننا لا نخاف، آملين أن يدركوا أنهم أمامنا أشباح، فقدت وزن الزمان، وظل المكان، كما أن المرأة الفلسطينية أيضا تجد نفسها تحمل أعباء أسرتها كاملة، في حال اعتقال الزوج او استشهاده .....وكما قلت قبل يا سيدي في خالة الفراق تشيخ القلوب وتبقى الأحلام.
@كيف تصفي لنا وضع المرأة الفلسطينية من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية بشكل عام ؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل الفلسيمي لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟
استطاعت المرأة الفلسطينية وبجدارة، أن تثبت مكانتها من الناحية التعليمية، فهي استطاعت أن تكون مدرسة وطبيبة، بالإضافة لكونها ام وربة أسرة، وأظن أنها اجتازت بنجاح ملحوظ، قضية المسلمات المجتمعية، فهي فعلاً سيدة واعية، تبحث عن المعلومة بشتى الطرق، وأظن أن الرجل أيضا تجاوز عقدة الضلع القاصر، وأصبح يتعامل معها كشيء فاعل حقيقي، في محيطه الأسري والعائلي، والمجتمعي، لم يعد تجاوز المرأة الفلسطينية ممكنا أبدا.
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???
هذه أقاويل غير مثبتة شرعاً، وأظن أنها أقاويل بيئة معينة، كانت المرأة فيه في قمة اضطهادها، الأنوثة سر الحياة، وهي الوجه الآخر لما هو خصوصي، وإنساني، الشرقي دوماً يتردد كثيراً، أمام هذه الكلمة، لأنها مرادف للضعف والدونية والشهوة، ..وينسى أنها قبل كل شي، قيمة إنسانية من الطراز الأول، ومرتبطة بالخلق...لا يحسن أن يكون الرجل وحده...من هنا جاءت دهشة ادم أمام هذا المخلوق، الذي وجده بجانبه، لأنه عرف فيه ذاته الأخرى...ذاته المختلفة عنه، والمكملة له...في أسطورة جلجامش،" انكيدو " المتوحش، أصبح إنساناً بفعل المرأة ،الرجل دوماً يسال نفسه لماذا أعيش ؟ أما المرأة فتسال: لمن أعيش ؟ حواء معناها أم الأحياء...الأنوثة مرتبطة بإعطاء الحياة والحب.
@ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها وكذلك ما هي أحلام وطموحات المرأة الفلسطينية بشكل عام التي تتمنى ان تحققها لنفسها؟؟؟
حلمي الذي أتشارك به مع كل سيدة فلسطينية، أن نصحو ذات نهار، بمعجزة كبرى نكون نحن أسياد وطننا، وان نعيش بأمان وسلام حقيقي...سلام داخلي وسلام وطني حلمي الخاص، أن يوفقني الله تعالى أن أصل بحرفي إلى كل القلوب، وان اقرأ في أرواح خصبة، وليس في عيون كسلى. هذه قصيدة من أشعاري:
ماذا لو تنشق أول ساعات الفجر في العام الجديد، عن معجزة كبرى، تتمايل فيه المآذن والكنائس في القدس فرحاً، ويعرش ياسمين دمشق على نهد القمر، ونتوسد نخل بغداد، ونقيم عرساً عربياً، على شاطيء دجلة، تنشد فيه منصورة المعز " موطني ".
إنتهى موضوع:حوار مع الأديبة والكاتبة والشاعرة
الفلسطينية كفاح صبري عواد
دنيا الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.