السيد حسن (الفجيرة)- شهدت الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، مساء أمس الأول، عرضين مسرحيين الأول من تونس بعنوان «قانون الجاذبية»، من تأليف وإخراج وتمثيل ماهر دبيش عواشري، والثاني من السويد بعنوان «الآنسة جولي» تأليف أوغست ستريندبرغ، وإخراج وتمثيل آنا بيترسون. ومع هذين العرضين تعود في الظهور إشكالية المخرج المؤلف والممثل في آن واحد، لتطرح نفسها من جديد، لاسيما في العرض التونسي «قانون الجاذبية »، حيث إن النص والرؤية الإخراجية والأداء التمثيلي لشخص واحد فقط دون غيره، كما أن الأمر ينطبق على عرض «الآنسة جولي» الممثلة التي أدت العرض وأخرجته، ما جعل الفرجة في خط واحد ورؤية واحدة غاب عنها التنوع وتلاقح الأفكار بين مؤلف ومخرج وممثل على حدة. قانون الجاذبية نص «قانون الجاذبية» التونسي هو نص إنساني في المقام الأول، وقد اختفت عنه الجاذبية في مواطن كثيرة على خشبة المسرح، حيث ساد الصمت وخيم لمرات عديدة على خشبة المسرح، كما جاء الأداء رتيبا في البعض الآخر، ما كان سببا في انقطاع الجاذبية بين الممثل والمتفرج، ناهيك عن حالة التوتر التي اندست دون وعي من المخرج، فأتى ذلك على إعمال العقل وإصابته بالنفور. والنص يتناول حكاية «خميس» هذا العامل الذي يمتهن أعمال البناء، في ظل جو أسري غير مريح، حيث المشاعر الإنسانية بين زوجته وابنه الوحيد ضحلة وتتصف بالفتور، وقد أصابته مهنته الشاقة بالقسوة والشعور بالغبن والقهر والظلم من المجتمع، فجاءت الحصيلة النهائية عدائية للمجتمع، وعدائية من الأسرة تجاه هذا العامل البائس. وطوال العرض الذي تجاوزت مدته ثمانين دقيقة، ظل خميس حائرا بين حالته النفسية المنهارة، وهو يبث شكواه ويئن، ثم يستخدم رشاقته اللافتة في استقراء بعض من المعاني للمتفرج الذي استمتع بتلك اللياقة البدنية العالية، لاسيما في أكثر من موقع عندما كان يحتضن لوحا كبيرا من الخشب ويراقصه ويداعبه كما لو كان حبيبته. ... المزيد الاتحاد الاماراتية