في لقاءٍ مع وكالة أنباء فارس .. قيادي بالجهاد الإسلامي: استعداد عباس للقاء نتنياهو تكريس لمسار التسوية أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي أدلى بها لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، موجة استياءٍ كبيرة بين القوى والفصائل الفلسطينية. غزة (فارس) وكان أبرز ما تخلل هذه المقابلة، استعداد عباس للقاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أي وقت، فضلًا عن استعداده للذهاب إلى مقر الكنيست لإلقاء خطاب، ناهيك عن تطرقه إلى عمل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وتأكيده بأنها تعمل بالتعاون الكامل مع الأجهزة الإسرائيلية والأميركية. مراسل وكالة أنباء فارس في غزة، التقى القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، وسأله عن موقفهم من تصريحات عباس، وقضايا أخرى. وفيما يلي نص الحوار. س1/ كيف تنظرون إلى استعداد عباس للقاء نتنياهو وإلقاء خطاب في الكنيست؟ المدلل: هذا تكريس لمسار التسوية التي يحاول العدو الصهيوني فرضها على الشعب الفلسطيني، مثل هذه الخطوات لا يمكن أن تجدي نفعًا، بل إنها تعطي الشرعية للاحتلال بالاستمرار في عدوانه وبطشه. من يريد أن يخاطبهم السيد محمود عباس في الكنيست هم قادة صهاينة متطرفون، لن يستمعوا لحديثه، وسيكون مطالبة من هؤلاء للضغط عليه حتى يمرر طموحاتهم وتشبثهم بالاستيطان، ولن تتحقق أي فائدة من هذه الخطوة للشعب والقضية الفلسطينية. س2/ وماذا عن تصريحاته بشأن عمل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية؟ وحديثه عن تعاونها الكامل مع الأجهزة الأمنية الأميركية والإسرائيلية؟ المدلل: لطالما تحدثنا عن خطورة عمل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وحذرنا مرارًا من تماديها وتماهيها مع سياسات العدو الصهيوني وأهدافه اللعينة. التنسيق الأمني ثمرة خبيثة لاتفاق "أوسلو" المشؤوم، ومن خلال هذه السياسة استطاع العدو الصهيوني أن يكشف بنية المقاومة في الضفة الغربية، ويطارد أبناءها، ويمارس ضدهم الاغتيال والاعتقال. باختصار شديد الشعب الفلسطيني في الضفة يعيش اليوم بين مطرقة جيش الاحتلال، وسنيدان أجهزة أمن السلطة. س3/ تناقلت وسائل الإعلام بالأمس خبرًا يفيد، بأن عباس قرر إلغاء دائرة شؤون الوطن المحتل في منظمة التحرير الفلسطينية .. كيف تقرؤون هذا القرار؟ المدلل: هذا قرار خطير، يكرس سياسة التسوية التي تنتهجها السلطة الفلسطينية، لاسيما وأنه يطال دائرة منوطٌ بها إعداد وتنفيذ الخطط المتعلقة بصمود الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل، ومساندة مختلف أساليب نضاله لا سيما الكفاح المسلح. نعبر عن قلقنا من هذا القرار، الذي يوحي للجميع بأن القضية الفلسطينية تم حلها، وأن الاحتلال قد زال عن أرضنا فيما شعبنا يعيش ويلات الإجرام الصهيوني. س4/ هنالك هدوء حذر في غزة .. ألا ترى أن الأمور قد تنقلب في لحظات، وتنفذ "إسرائيل" تهديداتها بشن عدوان جديد على القطاع؟ المدلل: العدوان الصهيوني ضد القطاع لم يتوقف للحظة، والعدو حاول من خلال تصعيده الأخير جس نبض المقاومة الفلسطينية، واستفزازها حتى تكشف ما لديها من قدرات وإمكانيات، فيسهل عليه ضربها. قوى المقاومة تتعامل بحكمة عالية مع الأمور، وهي تقرأ المشهد بوعي كبير، ونستطيع القول إن تراكم الخبرات لديها في مواجهة العدو الصهيوني تجعلنا واثقين أن في جعبتها الكثير لدحر أي عدوان يستهدف الشعب الفلسطيني. المقاومة تتحدث عن مفاجآت إذا أقدم جيش الاحتلال على أي حماقة عدوانية ضد غزة، وباعتقادي أن الصهاينة لن يكونوا في مأمن من ضرباتها في أي مواجهة مقبلة. س5/ بم تفسرون قرار وزارة الخارجية الأميركية إدراج نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة (أبو طارق)، ضمن لائحة "الإرهاب"؟ المدلل: القرار يحاول كسر إرادة المقاومة الفلسطينية باستهداف قادتها ورموزها، وهو لن يفلح في أن يفت من عضدها، وستواصل الأمانة التي حملتها بكل ثقة وقوة. هذا القرار يكشف الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية التي لم تكن في يومٍ من الأيام طرفًا نزيهًا في واقع الصراع مع العدو الصهيوني، ل إنها تحاول بشتى السبل والأساليب على تحقيق أمن الكيان. هذا القرار يعطي العدو الصهيوني ضوءًا أخضرًا لاستهداف رموز المقاومة الفلسطينية، بالأمس كان الأمين العام الدكتور رمضان عبد الله شلَّح على هذه اللائحة، واليوم رفيق دربه زياد النخالة وغدًا سيُدرج فيها قادة آخرون، في محاولةٍ يائسة لثنيهم عن مواصلة دورهم في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، وشحن عزائم المقاتلين. /2819/ وكالة انباء فارس