قوات دولية في غزة لماذا.. وهل ستستمد شرعيتها من مجلس الأمن ؟!    هل جاء اعتراف إسرائيل بدويلة "ارض الصومال" اول تطبيق رسمي لمخطط التفتيت للدول العربية؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    وسط غياب الدفاع المدني وإهمال السائقين.. احتراق شاحنة نقل على طريق مأرب    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    قوات النجدة بأمانة العاصمة تستعيد 3 دراجات نارية مسروقة    وكيل وزارة الخارجية يشيد بدورالصليب الأحمر في ملف الأسرى    فلسطين الوطن البشارة    العرادة يدشن حزمة مشاريع خدمية وتنموية لتعزيز البنية التحتية في مأرب    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    تشييع جثمان الشهيد المقدم توفيق العسيقي في التعزية    تجدد الاشتباكات بين الفصائل التابعة لتحالف العدوان بحضرموت    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    اغتيال جار الله عمر.. اللحظة التي دخل فيها ملف الإرهاب في اليمن دائرة التوظيف السياسي    جوائز غلوب سوكر: باريس والبرتغال ويامال الأفضل    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    عاجل: أهم نقاط البيان.. سيئون تجدد العهد لاستعادة دولة الجنوب وتفوض الانتقالي خيارًا نهائيًا بلا تراجع أو مساومة    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    الصين: تأسيس أكثر من مليون شركة جديدة في 11 شهرا    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    بعد 15 شهرا من الاختطاف.. محكمة حوثية تأمر بالإفراج عن الصحفي المياحي    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    هروب    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    القوات المسلحة الجنوبية تضبط مصفاة غير قانونية لنهب النفط داخل مزرعة متنفذ شمالي في الخشعة    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون: الراحل أرسى أسساً ثابتة للتعليم وفتح أبواباً لأقلام المثقفين - الإتحاد الاماراتية - دبي
نشر في الجنوب ميديا يوم 30 - 01 - 2014


دبي
رحل رجل الدولة؛ رحل أحد أبرز الوجوه في الإعلام الإماراتي.. رحل الدكتور عبد الله عمران الذي أرسى للتعليم في الإمارات دعائم أساسية ما زالت فاعلة في الاستراتيجية العامة للتربية والتعليم في الدولة، وقد ترك موقعه الخير رئيساً لمجلس إدارة الزميلة «الخليج» شاغراً إلى حين.
دونما توقّع من العائلة أو من أحد، فقُضي الأمر بحسب مشيئته عزّ وجلّ فاختاره صبيحة أمس إلى جواره، الأمر الذي ترك لدى المثقفين الذين عرفوه أو عملوا معه ومن أجيال مختلفة من إماراتيين وعرب ووافدين في المساحات الثقافية للخليج، وعلى امتداد عمرها إحساسا عميقا بالألم والحزن معا.
لقد أعطى الراحل لكل واحد منهم المساحة التي يعبّر بها عن إبداعه وفتح صفحات الخليج أمام أقلام إماراتية مبشرة باتت الآن تشير إلى أسماء لامعة في الأدب والثقافة الإماراتيين، مثلما فتح أبواب الجريدة للكتّاب العرب من مختلف أنحاء الوطن العربي فامتدت الخسارة برحيله لتطالهم بالألم أيضا.
لقد ظلّ سلوكه اليومي مع الصحفيين والمثقفين هو ذاته سلوك رجل الدولة المحب الذي يسعى دوما إلى تطوير الأداء نحو الأفضل؛ غيورا على بلده ودولته وشعبه وناسه.
«الاتحاد» ومع هذا الفقدان الأليم استطلعت آراء وشهادات عدد من المثقفين حول الدور الفعال والمؤثر للراحل على صعيد الحركة الثقافية والعلمية في الدولة، وكان التالي:
وعبر ناجي الحاي الوكيل المساعد بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والفنان المسرحي عن صدمته بغياب أحد المؤسسين الأوائل للصحافة في الإمارات وقال الحاي: «عبدالله عمران تريم هو من رجالات وقامات هذا البلد الذين بذلوا الكثير من التضحيات والجهود الحثيثة والمتواصلة في المجال التربوي والتعليمي أثناء قيام دولة الاتحاد ودخول عجلة التطور في التسارع على كافة الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية». ويضيف: «لقد كان الراحل صاحب حلم إعلامي وطموح ثقافي لم يعرف الركون لليأس أو الاستسلام للظروف المعاكسة، وشاركه هذا الحلم شقيقه الراحل تريم عمران من خلال عملهما المشترك في تأسيس وولادة صرح إعلامي كبير متمثل في صحيفة الخليج وفي دورها الواضح والملموس إلى اليوم في انتشار الإعلام المقروء، وعلو كعب الصحافة الإماراتية مقارنة بالدول المجاورة».
من جانبه أوضح علي النعيمي عضو المجلس الوطني بأن غياب الدكتور عبدالله عمران تريم لا يمكن تعويضه خصوصا وأن الظروف الصعبة التي عايشها الراحل خلال تكوين الملامح الأولى لدولة الاتحاد كانت ظروفا تتطلب وجود رجال من نوعية خاصة وقادرة على تخطي هذه الصعاب من خلال إرادة صلبة وإصرار حقيقي على ترجمة الأمل الداخلي المتوهج إلى فعل ملموس على أرض الواقع».
وأضاف النعيمي: «أملنا الآن ينصب على الجيل الجديد الذي تربى وتخرج من مدرسة عبدالله عمران التربوية والثقافية والإعلامية حتى يستلموا منه الراية ويكملوا المسيرة المضيئة بالوعود والتي تركها الراحل ميراثا ثقافيا خصبا لمحبي الكلمة الصادقة والقارئة للواقع المحلي والعربي بعمق وتحليل جريء وبرؤية متفائلة للمستقبل أيضا».
فقدنا رجل دولة
قال الدكتور راشد أحمد المزروعي مدير مركز زايد للدراسات والبحوث: «إن فقد رجل إعلامي وتربوي مثل الدكتور عبد الله عمران تريم، يشكل خسارة كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد كان رجل دولة بحق، ومن أوائل من ساهموا وشاركوا في مفاوضات مسيرة الاتحاد، كما كانت له أياد بيضاء على مسيرة التعليم في الدولة، بدءا من تولّيه حرفة التعليم والتدريس في الشارقة، مرورا بتأسيسه لوزارة التربية والتعليم، وتولّيه شؤونها وتطويرها، منطلقا في الفضاء التربوي، معززا مكانته، على مستوى وضع المناهج المدرسية والارتقاء بها، وعلى مستوى طرق التدريس، وجلب الخبرات لوضع الاستراتيجية الصحيحة للتعليم في الإمارات وتقديم نموذج مثالي للمناهج الوطنية لخدمة النشء، فضلا عما قدمه لبلده من خلال توليه منصب وزير العدل، لقد كان الراحل متعدد المواهب والخبرات والمبادرات الوطنية، بعد أن أسس مع شقيقه تريم عمران تريم جريدة الخليج عام 1970، ليقدم بذلك خدمة إعلامية رائدة لوطنه وشعبه ولثقافة الإعلام على وجه الخصوص؛ ويتابع المزورعي قائلا: «وإنني بهذه المناسبة المؤلمة أقدم أشد التعازي لكل التربويين والاعلاميين، لأنه كان يمثلهم خير تمثيل، كما كان يمثل بلده كشخصية وطنية ورجل دولة سيترك مكانه فارغا».
رجل قومي
من ناحيتها وصفت الدكتورة فاطمة الصايغ الاستاذة بقسم التاريخ بجامعة الإمارات، فقيد الوطن بأنه رجل قومي بكل المقاييس، وقالت: «لا استطيع أن أنسى مدى حياتي أن هذا الرجل الكبير حينما كان وزيرا للتربية والتعليم، هو من وقع على أوراقي وعدد من الزملاء والزميلات كي نسافر إلى الكويت لاستكمال دراستنا الجامعية بعد نجاحنا في الثانوية». وأضافت الصايغ: «أنا متأثرة جدا بوفاة الدكتور عبدالله، ليس للسبب الذي ذكرته، وإنما لأنه من الشخصيات المؤثرة على مستوى الإمارات وعلى المستوى العربي فقد كان وطنياً قومياً بثقافته ومبادئه وأفكاره، التي بدت لنا من طموحاته في تأسيس جريدة الخليج، حتى نالت مؤسسة الخليج هذا العام الشخصية الثقافية من مؤسسة العويس، لقد عاصر فقيد الوطن كل المتغيرات والتحولات التي حدثت لمجتمع الإمارات وكانت له بصمة واضحة في هذا الشأن، هو باختصار مثقف بارز وشخصية مؤثرة على كافة المستويات، ولا أحد يستطيع أن يتجاوز دوره في صقل الحالة الإعلامية والثقافية، والقانونية، حينما أرسى عديد القواعد والمنهجيات في هذا السلك الحيوي حينما كان وزيراً للعدل. لقد فقدنا شخصية نوعية، وفارساً من فرسان الكلمة، والإعلام الوطني، لقد ترجل الدكتور عبدالله، وجيل كامل يحمله وساما وطنيا عزيزا».
علم من أعلام الإمارات
التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، وصفت الفقيد بانه علم من أعلام الإمارات، وقالت: «لقد اقتحمني خبر رحيله، بكيته، لأنه كان رجلا مثقفا وعظيما في قدره وإنجازاته للدولة، كان شخصية لا مثيل لها، لا تتكرر، لا نستطيع إلا القول إنا لله وإنا إليه راجعون؛ ونأمل أن تكون البركة في أولاده وتلاميذه ومحبيه في مجالات الإعلام والتعليم والقضاء، حتى يواصلوا مسيرته، التي تكتب في السجل الذهبي في تاريخ الإمارات المعاصر. هذا المعلم على مدى سنوات تأسيسه ووجوده على رأس مؤسسة الخليج علمنا الكثير من الفضائل والقيم ولغة الكلام في الإعلام الوطني الرائد، كان هو وشقيقه تريم شعلة من النشاط والحيوية والمبادرات والخوف على الوطن والأمة، ومنهما تعلمنا كيف نواجه التحديات بالكلمة واللوحة والريشة، ومنه بثقافته العالية وأصالته النبيلة استقينا الكثير، وسنظل نعترف على المدى بتأثيره علينا وعلى الأجيال والعقول الشابة، بكل المقاييس التي يعمل فيها إعلامنا كله دوره في حماية المكتسبات والمنجزات الوطنية؛ في النهاية يرحل الرجال الكبار، وتبقى منجزاتهم، وأهمها ما تعلمناه من هذا الفارس قيم المحبة والانتماء وفهم روح الشخصية الإماراتية، التي بدت في الإعلام كجوهرة نادرة».
التربوي البارز
الأديب سيف محمد المري قال: «إن الفقيد عبدالله عمران تريم هو التربوي البارز، الذي كانت له مساهمة مميزة في انطلاقة التعليم في دولة الإمارات، منذ تأسيس الدولة، حيث رشحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى وزارة التربية، بعد أن أخلاها سموه ليشغل منصب الحاكم في الشارقة، واستجاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لترشيحه، وتم تعيين الفقيد على رأس الوزارة عام 1972. كما شغل منصب وزارة العدل، ورأس جامعة العين لفترة ليست بقصيرة؛ فالفقيد رجل صحافة وثقافة وأدب، ويعتبر من أهم الرموز التنويريين في الدولة، ويكفي فضلاً لاسمه وتاريخه، منبر جريدة الخليج الذائعة الصيت والانتشار».
ويضيف «كما أنه رحمة الله عليه يعتبر من المثقفين القريبين للقلب بشخصيته السمحة والحانية على من حوله بحنو الأب، وغالباً ما كنا نلتقيه في المناسبات، وبخاصة في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، فهو البشوش، الدمث، صاحب حضور مميز وفكر نير، يحلو الاستماع له والنهل من خبرته وتجربته الثرية، في كل المجالات والموضوعات الثقافية والإنسانية؛ إن دولة الإمارات وشعبها ونخبتها خسرت بغيابه قامة عملاقة، قلما نجد نظيراً له بعطائه الثري».
المؤسس
يقول الفنان التشكيلي والمسرحي الدكتور محمد يوسف: «إن الفقيد أحد بناة الدولة المؤسسين على كل المستويات، فهو من قادة حركة التعليم البارزين، بدءاً من المرحلة التأسيسية حتى الجامعة، وأنا على المستوى الشخصي لا أنسى أنه أول من وقع على دفعتنا للابتعاث إلى القاهرة ودراسة الفنون، باعتبارنا نمثل الجيل الثاني من المثقفين الإماراتيين، وأتذكر سجاياه الإنسانية الرقيقة، عندما كان يقوم بزيارتنا في القاهرة كطلبة، فكانت روحه بخفة ريشة في كل شيء ما عدا النقد الثقافي، حيث كان رحمه الله حاداً بقدر ماهو جاد وملتزم بدور الثقافة في عملية التنوير، ويبقى الفقيد أحد الرجالات، الذين لا تنساهم الذاكرة، ولن يغفل عنهم التاريخ، فهو بحق شخصية لا يمكن أن تغيب شمسها نظرا لدورها وأثرها الطيب».
قامة ثقافية
الفنان التشكيلي عبد الرحيم سالم يقول: «إن عبدالله تريم قامة ثقافية عملاقة في ماضي وحاضر دولة الإمارات، فهو المفكر والمثقف الذي يعمل بصمت ليروي عطشنا للمعرفة وتشوقنا للنور؛ ولا شك أن دوره التنويري على كل المستويات المعرفية والثقافية مشهود ومعروف للقاصي والداني، فالحديث يبدو مكرراً، عن أثره البارز في التعليم من خلال وزارة التربية، ومن خلال رئاسة جامعة الإمارات، وكذلك دوره في الإعلام والأدب والفنون عموماً، فهو القامة المعروفة بدورها الإبداعي الخلاق محلياً وعربيا، كما لا يمكن تجاوز أو نسيان مواقفه الوطنية والقومية، إذ لم تغب عن اهتماماته قضايا العرب في كل مكان أو زمان؛ أضف إلى ذلك دوره الإنساني، فكما علمت مؤخراً أنه جواد وسخي، وأن أياديه البيضاء تطاولت لتعين الكثير من المعوزين في الدولة وخارجها».
يقول الروائي علي أبو الريش: «خسارة كبيرة للإمارات والإعلام وهو جزء من تاريخ الإعلام في الإمارات، لكننا أمام المصائب لا نستطيع إلا أن نقف راضين بقضاء الله وقدره، أتمنى من الجيل الحالي أن يقتدي بهذا الجبل الشامخ الذي قدم للإمارات الكثير».
ومن لندن تحدث الإعلامي عبد الباري عطوان مؤسس جريدة «القدس العربي» سابقا، ورئيس تحرير جريدة «رأي اليوم»، حاليا، يقول: «بلا شك، الفقيد عبدالله عمران استطاع أن يحافظ على هوية » دار الخليج« بعد وفاة أخيه تريم عمران، وعمل على تعزيزها حتى أصبحت دار الخليج من المؤسسات المعروفة، استطاع أن يستقطب كفاءات من الوطن العربي حققت للخليج الكثير من النجاح، كما عزز دورها اقتصاديا وإعلاميا، وهذه من الندرة أن تتوفر في صحف عربية في الوقت الحاضر، أنا لم أقابل الرجل لكن الرجل أسهم في منبر إعلامي ذي أهيمة كبيرة ومدرسة صحفية يشهد لها».
مدرسة عروبية
الشاعر سامح كعوش يقول: «تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، كان شخصية إعلامية من المؤسسين بالصحافة العربية والإماراتية، ترك مدرسة ذات توجه عروبي ومحتوى عربي أصيل مرتبط بالعروبة، في زمن العولمة، وقد شكل الفقيد قلعة في وقت تغيب الإعلام العربي، وأسس مدرسة شكلت حاضنة لأقلام منيرة تبحث عن الجديد والمغاير، واستطاع أن يبقي على مساحة في الحرية، بتناول مختلف الموضوعات الخبرية والأحداث المفصلية، بوجود المسؤول عن هذه المدرسة تميزت بالدقة والموضوعية بعيدا عن التهويل الإعلامي وجلد الذات».
منارة ثقافية
ويقول الشاعر علي كنعان: «كان منارة ثقافية وإعلامية وضاءة بين أبناء جيله، ليس في الساحة الإماراتية وحدها وإنما على امتداد الوطن العربي؛ وكنت قد التقيته في صحيفة «الخليج» لدى أول زيارة عرفت فيها الشارقة، وكان لي معه حوار عاجل قبل سنوات، ولقد أسرني في اللقاءين بطيبه ورحابة الأفق الذي يطل منه، فضلا عن التزامه بقضايا الأمة، ولا سيما قضية العرب الأولى فلسطين، كان مثلا أعلى ترنو إليه أبصار أجيال من الشباب، وستظل كلماته الوفية الصافية مشرقة في الذاكرة والوجدان».
صيغة متطورة
وأشار الفنان المسرحي الدكتور حبيب غلوم إلى أن الراحل كان رمزا إعلاميا وهو من الأشخاص الطليعيين الذين كانوا يستشرفون المستقبل من أجل تحقيق صيغة متطورة للعمل الثقافي والإعلامي في الإمارات كي تواكب الدولة ما وصلت إليه الدول المتقدمة في هذا المجال».
وأضاف غلوم بإن الراحل كان من المؤمنين بأهمية الثقافة في تنمية الإنسان وأنها اللبنة الأساسية في تحقيق السوية المعرفية لدي الأجيال القادمة».
وأكد الدكتور حبيب غلوم أن النهضة الحضارية التي تعيشها الدولة اليوم هي نتاج لجهود المؤسسين الأوائل من حكام الإمارات ومن رجالات الدولة المثقفين ومن ضمنهم عبدالله عمران الذي قدم إسهامات تنويرية مهمة من خلال جريدة الخليج التي مثلت صوت الناس ونبض الشارع في تلك المرحلة الحرجة وفي ذلك المنعطف الحساس من تاريخ الدولة».
وقال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن الراحل عبدالله عمران كان من الرواد المشاركين في تأسيس بنية الاتحاد خصوصا في الجانب التربوي والإعلامي وساهم في تأكيد الجانب العروبي وترسيخه كمنطلق لمشروع الوحدة والمشاركة في الهموم الاجتماعية والتنموية على كامل مساحة وخارطة الوطن العربي».
وأضاف المظلوم بأن جريدة الخليج التي أسسها الراحل مع شقيقه تريم عمران كان لها الدور الواضح في إبراز أهمية الآداب والفنون ونشر الثقافة النوعية والتكاملية في نسيج المجتمع وقال إن الراحل كان عضدا وعونا ومستشارا لحكام الإمارات من أجل رسم خارطة المستقبل لهذه الدولة الفتية التي استطاعت في فترة وجيزة أن تقطع خطوات عملاقة في التنمية الشاملة والاستثمار الحقيقي في الإنسان قبل البنيان. وأكد أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على الراحل عبدالله عمران يمثل تاريخا وثقلا معرفيا في مسيرة الإعلام الإماراتي، وقال إن الراحل كان خير قدوة ومثال للجيل الثقافي الحالي الذي استمد رؤيته وبصيرته الجمالية من هذا الرجل الريادي الذي كان بمثابة مربٍ للأجيال وصاحب بصمة قوية وواضحة في تعميم الفعل الثقافي بكافة تياراته ومناهجه وطالب بورحيمه بضرورة عقد ندوات متخصصة في الأيام القادمة تقرأ سيرة الرجل وتوضح للأجيال المعاصرة الإسهامات والتضحيات والمبادرات والأفكار الإعلامية الخلاقة والمبتكرة التي صنع من خلالها صحافة قوية ومتجذرة وقارئة لهموم وتطلعات وأحلام وآمال هذا الوطن العزيز والغالي علينا جميعا.
حميد القطامي: مواقفه كانت ثابتة
معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم يقول: « يعجز اللسان عن وصف خسارتنا الكبيرة على المستوى الشخصي والعام، بعد فقدان قامة ثقافية وإعلامية بحجم وقيمة معالي الدكتور عبدالله عمران تريم، لقد كان الراحل بالنسبة لي نعم الأخ والصديق، وكنت دائما استمع لمشورته ورأيه السديد حول تحديات التعليم وتنمية الثقافة الوطنية وضرورة صنع جيل قادر على التصدي لأسئلة المستقبل».
وأضاف القطامي: «لقد كان للراحل دور مهم في بناء المؤسسات وتطوير النظام التعليمي في الدولة؛ أثناء توليه وزارة التربية في السبعينيات من القرن الماضي، وما نتج عن ذلك من تطوير للعمل الثقافي وانتشار الوعي التنموي الجامع بين الأصالة والمعاصرة».
وأوضح القطامي أن الراحل كان على مستوى عال من الوعي والفكر التنويري ودماثة الخلق، كما كانت له علاقات وطيدة وطيبة مع الحكام وصناع القرار، ومع المثقفين والإعلاميين والتربويين، وأشار بأن مواقفه كانت ثابتة في التعاطي مع التحديات الوطنية وهموم المواطنين.
وقال القطامي: «غياب عبدالله عمران يشكل خسارة كبيرة للإمارات وللوطن العربي لما كان يملكه من رؤية واضحة وعزيمة مخلصه لأرضه ووطنه الإمارات».
الصايغ: كان إنساناً وإعلامياً ووزيراً وصاحب وطنية صافية
حبيب الصايغ مستشار دار الخليج، رئيس التحرير المسؤول، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات قال: «الدكتور عبدالله عمران تريم، من الشخصيات الوطنية الكبيرة، ذات الدور المهم والمرموق في بلادنا، أولا: كوزير تربية وتعليم، أسس مخرجات تعليم حديث في الإمارات، وأسهم من خلاله في تقديم أجيال مسؤولة، منتمية للوطن والقيادة، وثانيا: كمؤسس لمنهجية تعليمية ذات صلة بسياسة التعليم العالي، فقد كان ممن أسهموا في تأسيس جامعة الإمارات بتوجيه من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، ويضيف الصايغ: «لقد عرفت الفقيد الكبير في مراحل متعددة من عمره وعمري، وهذا الرجل في ودّه وكرمه وعاطفته لم يتغيّر أبدا، ولا زلت أتذكر بداياتي الصحفية معه حينما كان مصدرا لي وهو وزير، وأنا في مجال الصحافة في جريدة الاتحاد، ومن ثم وأنا في منصبي الحالي في جريدة الخليج، لقد تعاملت معه في ظروف ومتغيرات عديدة، كنا نختلف أحيانا، لكنه كان وسيظل في خاطري إنسانا راقيا رائعا، لا يعرف الخصام، وأول من يبادر بالاعتذار، وبهذا الجانب الإنساني أسرني، لقد كانت في وجدانياته (صفات أبوية) قلما يعرفها كثيرون وهذا الجانب الإنساني الطاغي في شخصيته، يجعلك تصدم، وتأسى كثيرا لخبر رحيله. في النهاية إذا سألت أحدا ماذا يمكنك أن تتعلم من رجل عظيم مثل الدكتور عبدالله وبخاصة في عالم الصحافة؟ أجيبك على الفور بانه كان سياسيا محنكا مستشرفا للأحداث، لقد كانت له حسابات مع كل مقالة وموضوع، ولهذا أدركنا اليوم أنه كان مصيبا حينما كان يرفض بعض المقالات بحسه السياسي والوطني العالي. رحم الله الدكتور عبدالله، إنسانا وإعلاميا ووزيرا، وصاحب وطنية صافية».
«كتاب وأدباء الإمارات»: الفقيد قامة وطنية لها دورها المهم في تاريخ الإمارات
الشارقة (وام) نعى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور عبدالله عمران تريم وزير العدل ووزير التربية والتعليم الأسبق مؤسس ورئيس مجلس إدارة دار الخليج للطباعة والنشر.
وقال اتحاد الكتاب في بيان أصدره أمس: "إن الدكتور عبدالله عمران تريم قامة وطنية لها دورها المهم والمؤشر في تاريخ الإمارات المعاصر فقد بذل رحمه الله أقصى الجهد منذ محادثات الاتحاد التساعي ثم في المحادثات، التي أسست لقيام دولة الإمارات وانطلاق الاتحاد وكان طيلة حياته الحافلة مدافعا عن فكرة الاتحاد وعن المشروع الاتحادي ومكتسباته، ولذلك أخذ مكانه المرموق في صدارة قيادات الرعيل الأول في الإمارات" .
وأضاف في بيانه: "إنه ينعي في الراحل الكبير ذلك الكاتب العربي القدير والمهم صاحب المواقف الوطنية والقومية والإنسانية ومؤسس دار الخليج التي كانت في العقود الماضية وما تزال مركز إشعاع وتنوير على مستوى المنطقة والوطن العربي، وقد خرجت أفواج الكتاب والمفكرين والمثقفين الذين رفدوا بفكرهم مؤسسات الثقافة والإعلام وكانوا طليعة الفكر المتقدم والمستقبلي في أوطانهم".
ووصف اتحاد الكتاب الدكتور عبدالله عمران تريم بالمناضل المخلص العنيد والسياسي البارع المعروف بحكمته وذكائه في التحليل والاستنتاج ما جعل دار الخليج وصحيفة الخليج يكملان دورهما الحيوي بعد غياب شقيقه المؤسس الأستاذ تريم عمران تريم رحمه الله .
وقال اتحاد الكتاب في بيانه: "إن الدكتور عبدالله عمران تريم من الرجال الذين صنعوا الفرق في كل موقع شغلوه، حيث له فضل كبير في تأسيس التربية والتعليم وهو ما أثر إيجابياً على التكوين الوجداني والمعرفي والوطني لأجيال متتالية في بلادنا وقد أسهم في تأسيس التعليم العالي في البلاد عبر جامعة الإمارات التي كان الرئيس الأعلى لها في البدايات المبكرة، وفي وزارة العدل اشتغل الدكتور عبدالله عمران على إصدار قوانين كثيرة متنوعة سدت فراغاً تشريعياً كان قائماً في الإمارات.
وأضاف البيان: "وفي وزارة العدل أيضاً اشتغل الدكتور عبدالله عمران على تدريب كوادر بشرية مواطنة ما جعل توطين القضاء الإماراتي واقعاً قريباً وحقيقة ممكنة، وشهدت وزارة العدل في عهده تمكيناً للعنصر المواطن فملأ المواطنون النيابات والمحاكم الابتدائية، ووجد المستحقون ترقياتهم إلى محاكم الاستئناف، واتخذ قرارات جريئة من نوع ترقية أول قاضٍ مواطن إلى المحكمة الاتحادية العليا".
«اتحادا الكتاب العرب ومصر» ينعيان عبدالله عمران تريم
القاهرة (وام) نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور عبدالله عمران تريم وزير العدل ووزير التربية والتعليم الأسبق مؤسس ورئيس مجلس إدارة دار الخليج للطباعة والنشر. وأكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بيان له أمس أن الراحل الكبير كان من رموز العروبة والمدافعين عن القومية العربية ووحدة الأمة والمعبرين عن قضاياها من خلال السياسة، التي رسمها لجريدة الخليج، والتي لم تتغير على مدى سنوات، ولم تخالف قيم العروبة صحفياً خلال تاريخها.
وقال البيان إن الدكتور عبدالله عمران تريم كتب من المقالات ما عبر عن نبض الأمة، وسيظل خالداً في ذاكرة أبنائها، متطرقاً إلى الدور الذي لعبه الراحل الكبير في محادثات اتحاد دولة الإمارات قبل تأسيسها ودوره في نهضتها التعليمية عندما تولى مسؤولية وزارة التربية والتعليم وإرسائه لمبادئ العدالة عندما تولى وزارة العدل.
كما أصدر اتحاد كتاب مصر بياناً نعى فيه الدكتور عبدالله عمران تريم واستعرض فيه مواقفه ومواقف جريدة الخليج من مصر منذ تأسيسها وانحيازه وإياها الكامل لثورة الشعب المصري.
ايلاف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.