حققت إغراء المتابعة البصرية، وأجبرت المتلقي على قراءة تفاصيلها صعودا ونزولا والوقوف مليا أمامها مستمتعا بانعكاس الضوء من المرآة المثبتة في الخلف، لتتيح للمشاهد مساحة لقراءة اللوحة، التي رسمتها الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وشاركت بها في معرض فن أبوظبي 2012، واختارت لها عنوان "فتوشوبد"، لتفتح باب تفسيرها بأكثر من طريقة، واضعة اللوحة في إطار مستوحى من العالم الرقمي، تعليقا على التدخلات الإرادية في اللوحات أو الصور من أجل تعديلها وتطعيمها بإضافات جمالية غير عفوية، في إشارة لما يجري اليوم من انتهاك لحرمة الإبداع واختراق له، وهو هم تحمله الفنانة الإماراتية، حيث حاولت اقتسام شجونها مع جمهور فن أبوظبي 2012 العريض، إذ اختارت المشاركة بلوحة من الواقع أبطالها أشخاص حقيقيون تكن لهم مشاعر خاصة. تموضعت لوحة الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان في عمق معرض فن أبوظبي 2012، الذي عرف حضور آلاف الزوار من عشاق الفن من مختلف أنحاء العالم، والذي اختتم مؤخرا في منارة السعديات، واستطاعت لوحتها "فوتوشوبد"، التي وضعت في إطار تصميم مبتكر، أن تثير نقاشا حول اللوحة والإطار الذي وضعت فيهما، وحرضت مجموعة من الأسئلة التي أجابت عنها بكل أريحية. مصدر الوحي حول لوحتها التي شاركت في المعرض، قالت الشيخة شيخة، التي تتابع دراستها العليا في مجال الرسم، وتشارك في معرض "فن أبوظبي" للمرة الثالثة على التوالي، إن أعمالها مستوحاة من أسرتها وبيئتها. وأضافت "أرسم طوال حياتي، ولكن على مدار السنوات الست الماضية درست بجدية وقمت بأعمال فنية، وقد عرضت أعمالي في العديد من المعارض في الإمارات، وتعتبر هذه هي السنة الثالثة التي أعرض فيها في فن أبوظبي، ولقد رسمت اللوحة المشاركة باستعمال الألوان الزيتية، وهي وسيلة استخدمتها في المقام الأول في لوحاتها". وأردفت الشيخة شيخة أن العنوان، الذي اختارته هو التعليق على عالم التحرير الذي نعيشه، حيت يتم تغيير الصور والتدخل فيها من خلال الإضافات والتلاعب فيها ما يجردها من جماليتها وعفويتها. وأضافت "أصبحنا محاطين بالإعلانات التي يتم التلاعب رقميا بها لبيع المنتجات، لذلك لم نعد نثق كثيرا بهذه الصور". واعتبرت أن هذا التلاعب ليس وافدا جديدا على الساحة الفنية، بل وسيلة استعملها الفنانون القدامى، مضيفة "التلاعب في التحرير ليس جديدا، فالفنانون في الماضي أقاموا بيئتهم من خلال صور الحياة آنذاك بطرق معينة، وباستخدام وسائل مختلفة في الرسم من خلال الصور أو عمل إضافات عليها في الجوهر، وعلى العموم فالإبداع يحتاج من الفنان رسم العالم من حوله لإظهار نسخة من هذا العالم إلى المشاهد، والآن أصبحنا نستعمل تقنية الفوتوشوب، وهو أداة سهلة ومتوافرة على نطاق واسع للتحرير رقميا، وهذا البرنامج يعطي للفرد أدوات لتغيير الصور وجعلها تحاكي الواقع، وفي هذه القطعة قمت باستخدام أدوات هذا البرنامج للرسم لتحاكي مثيلاتها في الماضي، وذلك لإظهار كيف يمكن للمرء الرسم بطريقة تقليدية باستخدام الأدوات الحديثة". تصميم الفكرة ... المزيد