ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    استهداف الاقتصاد الوطني.. نهج حوثي للمتاجرة بأوجاع اليمنيين    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    منظمة الشهيد جار الله عمر تعقد اجتماعاً مع هيئة رئاسة الرقابة الحزبية العليا    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    بعثات دبلوماسية تدرس إستئناف عملها من عدن مميز    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    رئيس مجلس القيادة يكرّم المناضل محمد قحطان بوسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    اعتدنا خبر وفاته.. موسيقار شهير يكشف عن الوضع الصحي للزعيم ''عادل إمام''    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    تصرف مثير من ''أصالة'' يشعل وسائل الإعلام.. وتكهنات حول مصير علاقتها بزوجها    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص مقابلة الدكتور ياسين سعيد نعمان في قناة (لسعيدة): المشكلة الحالية هي أزمة ثقة بين الأطراف وعلى القوى السياسية مغادرة المربع القديم ، وثقافة العنف والتكفير
نشر في الجنوب ميديا يوم 07 - 12 - 2012

قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في حوار أجرته معه قناة السعيدة لبرنامج (في عمق الحدث ) بث الجزء الأول منه مساء الخميس : أن المشكلة الحالية في اليمن هي أزمة ثقة بين الإطراف السياسية المختلفة ، وليست أزمة مضامين .
ودعا (د. ياسين ) القوى السياسية إلى التخلي عن ثقافة العنف ، وعدم العودة إلى المربع القديم مناكفات سياسية وصراخ ، وخلط للأوراق .
وأكد الدكتور ياسين أن ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية ثورة أصيلة نشأت من حاجة موضوعية منوهاً من أن الثورات التي تصمد لسنوات تحت البرد ، والرصاص ، والمطر ، والمعانة هي ثورات أصيلة وجديرة بالانتصار .
حياكم الله دكتور ياسين .
أهلاً وسهلاً و الحمد لله على السلامة .
دكتور أنا لي من اللقاء منك تقريباً .. مضى عليه سنة ونصف أو أكثر من ذلك .. أرجو أنه بين هذه المدتين فيه أحداث كثيرة جداً في سؤال بالنسبة لي سأبدأ به خلال هذه المدة دكتور ياسين .. هل أنت مرتاح؟.
الدكتور ياسين : أنا الحم دلله .. لكن على ذكر الوقت الزمن في حياة اليمنيين , قال واحد مر في اليمن (اخرج من مقيل ، وسافر ، واجلس سنتين وارجع بعد سنتين ستجد نفس الحديث ).
السعيدة : هل سأجد الحديث منك بعد سنة نفس الحديث ؟
الدكتور: لا .. لكن يبدو لي أن في اليمن جرت أحداث كثيرة ، وجرت تطورات كثيرة .
السعيدة : ولكن بمجملها أنت ترى يا دكتور أن المسار العام لهذه الأحداث تسير نحو أمور أنت مطمئن لها
الدكتور : الحمد لله إنا اعتقد في جانب إلى حد ما تحقق الشيء الكثير بفعل ثورة الشباب واهم شئ هو أننا وضعنا هذا البلد في اللحظة الراهنة على مسار مختلف يعني هذه الثورة في تقديري الشخصي ، وضعت البلد على مسار مختلف عن المسارات السابقة .. قد تكون أمل .. حلم .. لكن في إجماع على أن هذا البلد يجب أن يتجه نحو مسار مختلف أو ، يصنع مستقبل بمسار مختلف , الذي هو المسار السياسي .. الحوار بين الناس .. رفض الإقصاء على عكس مراحل سابقة , الذي كانت فيها الغلبة ، أو الصراع ، والانتصارات الوهمية هو شعور بعض النخب أنها حققت هذا الانتصار أو ذاك لتقصي الأخر.
إنا اعتقد اليوم بعد هذه الرحلة الطويلة من الصراعات يبدو لي أن اليمن أو معظم اليمنيين اقتنعوا أن المسار الصحيح نحو المستقبل هو المسار السلمي مسار الحوار : كيف يتجهون نحو هذا الحوار هذه هي القضية التي أيضا عليهم أن يبحثوا عن تفاصيلها بالشكل الذي يحقق هذا التوجه وأنا اعتقد أنه لا خيار أمام اليمنيين إلا هذا الطريق .
السعيدة : دكتور في كلامك هذا وكذالك في مجموعه من الكلام أو التصريحات التي ذكرت تتكئ أن الشباب الذين خرجوا وتجاوزوا هذه الأحزاب وخرجوا إلى الشارع وصنعوا ما غير أو قلبوا ما كان يقرأ عن اليمن وما إلى ذلك ، وذكرت أنت أن الواقع ينبغي أن يأخذ مسارا معين , البعض يقول بالنسبة لكم انتم الذين قدتم هذا التغيير انتم لكم مندوحة تحمدون في جانب وتنقدون في جانب أخر , تحمدون في ضمن ما يسمى بقضية الربيع العربي تحمدون أنكم حافظتم على كيان لم يسقط , أو الانهيار للبلاد بشكل عام .. لكن ينتقدكم البعض يقول انتم لم تحققوا ما حققه الآخرون في مصر أو في تونس التغير الكامل أو النجاح الكامل للثورة إنما أوجدتم مسخ أو شئ من المشكل ؟
الدكتور : أولا إنا اتفق معك تماما أن الواقع لم يتغير .. ما قلت أن الواقع تغير .. قلت أن الوعي في طريقه إلى أن يتغير بمعنى أننا بدأنا جميعا نشعر أن الطرق التي سلكناها في مراحل سابقة ، ونحن نتطلع إلى المستقبل قد أخفقت إلى حد كبير .
السعيدة : إلى أي مدى زمني معين ؟
الدكتور: والله أنا اعتقد مساراتنا معظمها لأنها كانت مسارات صراعية ، ومسارات إقصاء لبعضنا البعض ,
واعتقد أن هذه الثورة بمضمونها الجديد التي التقى فيها الناس من كل مكان وبمختلف الاتجاهات والمشاريع والأصول الاجتماعية إنا في تقديري لا يدرك الكثير أنها أنتجت ثقافة من نوع ما .. لازالت الثقافات القديمة حاضرة ولازلت تحاول تخترق هذه الثقافة الجديدة بأشكال مختلفة ، وبأردية مختلفة لكن الطابع العام الذي يبدو لي أنه بدأ يتشكل بالنسبة للوعي أن الحل السياسي ، والسلمي هو الطريق إلى إعادة إنتاج الإرادة الشعبية بالطريقة التي تسمح بصناعة مستقبل هذا البلد .. لا تصنعها نخب بمفردها .. لا نخب عسكرية ، و لا نخب عائلية ، ولا نخب قبلية ، ولا نخب حزبية ، وإنما الجميع متفق على أن الطريق نحو المستقبل هو الإرادة الشعبية هذا جانب .
الجانب الثاني في المسار الثوري بالنسبة لليمن اليوم علينا أيضا أن ننظر بعمق إلى ما حدث في بلدان الربيع العربي .. علينا أن نشاهد ما يحدث اليوم في مصر ، وما يحدث في سوريا ، وما حدث في أكثر من مكان .
ونقول لكل بلد يمكن خصائصه .. نحن في اليمن أدركنا منذ الوهلة الأولى أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية من مقدمات إلي انتصار إرادة التغيير كانت أمام محطة في غاية الخطورة .
إما أن تتجه نحو انجاز عملية التغيير بطريقة سلمية ويجنب اليمن مخاطر الحروب والصراعات والإقصاء من جديد , لأن الحروب لا تؤدي إلا إلى إقصاء وتهميش وتدمير .
أو أننا نتجه طالما المرحلة الأولى من الثورة قد أنجزت مقدمات عملية التغيير ، ما علينا إلا أن نعيد بنا هذه الفكرة في إطارها السياسي والسلمي طالما أنها مستمرة في صلتها بعملية التغيير , ولذلك العمل السياسي الذي تم حتى الآن يستهدف بدرجة رئيسية إنجاز عملية التغيير التي قادها الشباب ، والناس في الساحات ولم في تقديري الشخصي تبعد كثيرا عما خرج من اجله هؤلاء الشباب , أو الناس والتضحيات التي قدمت من اجل ادخل البلد في صراع و حرب ؟
لا وإنما خرجوا سلميا من اجل تحقيق السلام طالما التغيير سيتحقق سلميا فأنا اعتقد أن العملية السياسية جاءت ملبية لهذا الطموح .. طبعا في جوانب و خيارات مختلفة في هذا الموضوع .. لكن أنا في تقديري الشخصي في هذا الموضوع أنه يترك لكتاب التاريخ اليوم ستسمع هنا من يقول : أن هذه العملية صادرت الثورة .. و ستسمع من طرف أخر ما يشير إلى أشياء كثيرة .
أنا في تقديري : المؤشر الرئيسِ هو إلى أي مدى سنستطيع أن ننقل هذا المسار السياسي محمولاً بالحوار الوطني إلى غايته النهائية ؟
هذه المسألة لازلت حتى الآن تواجه بعض الصعوبات ، ولكنها صعوبات اقل مما كان يمكن أن ترتبه الحروب ، والصراعات فيما لو سارت في نفس المسار الذي سار في بعض البلدان الأخرى .
السعيدة : لكن دكتور أنت في حديثك عندما تذكر وتستحضر الماضي انه في كل صراعاتنا الماضية ما الذي يجعل الواقع مختلف , يعني اقصد كل الحلول في بلد الثورات لما تجي تشوف احتفالاتنا في كل سنة عيد كذا وعيد كذا هذا يعني بعض الأشياء أخذناها كيف لو أخذنا الكل , يعني ما الذي سيجعلك الكل أنت ترى أن الواقع الذي نشهده الآن مختلف عن غيره ؟
أنا سأستجر معي للأسف المعطيات الموجودة مازالت القبيلة ومن رواد ما يسمى بالدولة المدنية الحديثة , سيتجاوزون القبيلة الضاربة بأطنابها في الواقع ؟
كيف سيتجاوزون حقيقة المماحكات التي مازالت إلى الآن وقبل الاستديو أنا كنت أكلمك أنه اليوم ضربوا الكهرباء والألياف الضوئية ضربوها , يعني ما الذي سيجعل التجربة الموجودة الآن ما الذي يجعل الدكتور مطمئن خلافاً للماضي ؟!
الدكتور : أولا شوف الواقع لا يتغير لوحده هكذا بمجرد أن نحلم بتغير الواقع أن الواقع سيتغير .. عندما أتحدث عن طبيعة الثورات التي عشناها خلال الفترات الماضية علينا أن نقيمها من خلال هذا الواقع : هل أستطاعت أن تنقلنا إلى واقع جديد واقع يحلم به اليمنيون كافة ؟
لا .......واضح أننا نحن نراوح لا أقول في أماكننا .. حصل تطور في مجالات معينة لكن هذا التطور مش هو التطور الذي يستطيع أن يحمل هذا البلد إلى المستقبل بالطريقة التي يحلم بها كل اليمنيين .
ظلت بعض الأنظمة تعيد إنتاج كل عوامل التخلف مثلاً القبيلة في اليمن اليوم ليست القبيلة التي كانت قبل عشرين أو ثلاثين سنة , جرى إعادة إنتاج القبيلة بشكل مختلف .. جرى إعادة إنتاج الأشياء التي كانت جميلة في هذا البلد بشكل مختلف ، ولذلك الأنظمة السياسية لعبت دوراً في مقاومة أحلام الثورات بإعادة إنتاج كل شئ لصالح هذه الأنظمة ، ولذلك جرى بنوع من الصراع ما بين أحلام الثوار وما بين الأنظمة التي جاءت بعد ذلك على إثر أي انقلاب على هذه الثورات , لكنها لم تكون قادرة أن تنتج لنفسها شرعية مختلفة عن شرعية الثورات ضلت تتمسك بالشرعية الثورة ولكنها تعمل خارج أحلام هذه الثورة وأهدافها وبأدوات مختلفة وأدواتها الخاصة أدوات الإقصاء والتهميش الفساد إلى أخره , طبعا لو أنها حاولت تنتج شرعيات أخرى غير شرعيات الثورة كانت ستصبح مشكلة .
مثلا الأنظمة ضلت تحمل فلسطين والقضية الفلسطينية لأنها كانت تجد أن جزؤ من شرعيتها في الحديث عن الثورة الفلسطينية لكن ايش عملت للثورة الفلسطينية ؟
ولذلك هذه الأنظمة ظلت تناور متخذه من الشرعيات الثورية وسيلة للبقاء ، والاستمرار كل سنة تحتفل بالثورات كل سنة تعيد تمجيد شعارات الثورة , والواقع كان يتحرك خارج أحلام الثوار وخارج هذه الشعارات .
اليوم نقول ما الذي تغير؟
أقول شئ واحد أن الناس تعبوا من الصراع .. خلاص أنا اعتقد كل القوى الآن كل الفئات الاجتماعية , كل النخب جربت الصراع , جربت الحروب , جربت القتال .. الآن ما عليها إلا آن تسير في هذا الطريق ، والشعب منتظر , وأنا اعتقد أن الرسالة التي وجهها الشعب بثورة 11فبراير 2011م اعتقد أن هذه الرسالة هي من ابلغ الرسالات التي قدمت لكل هذه القوى سواء كانت القوى الاجتماعية ، أو القوى السياسية التي ضلت جزء من مخزون التراث القديم .. تراث الصراع .
أنا اعتقد الذي يقاوم اليوم هذه الرسالة .. لا استطيع أن أقول أن كل الناس تبلغوا الرسالة لازالت في قوى تقاوم هذه الرسالة .
أقولك اليوم في خطاب متطرف يبروز هنا وهناك الذي مثلاً يرفض سياسياً عملية الحوار ، والعملية السياسية ، والذي يكفر العملية السياسية ، ويرى أنها أخرجت اليمن من الدين الإسلامي .. في أشياء كثيرة لازلنا نواجهها لكن على الجميع أن يعرف انه لا طريق أمام الناس إلا أن يتحاوروا .. أن يفهموا بعضهم البعض .. أن لا يقصوا بعضهم البعض ، أن يتعظوا من الحياة , ولا وعظ إلا من متعظ .
السعيدة : من المقولات التي لك أن العمل الثوري غالبا يختم بعمل سياسي ؟
الدكتور : أنا شخصياً بالتأكيد .. لأننا جربنا أن الثورات التي انتهت بالدماء كانت تنتهي دائما بإقصاء الأخر ، وفي تجاربنا أشياء كثيرة ، والنخبة التي تأتي إلى السلطة بالقوة ، وبالسلاح ، وبالدم اعتقد أنها تُفسد قضيتها حتى لو كانت قضية عادلة .
السعيدة : لكن دكتور أنت تذكر أن هؤلاء تغنوا الذين حرفوا والذين بدلوا أو غيروا حتى الفطر السليمة لدى الناس وما إلى ذلك .. تغنوا بهذه الثورات والأسماء .
الدكتور : صح .. صح .. كلنا أخطأنا يا أبني .
السعيدة مقاطعاً : لكن الذي أقصده .. ما الذي يضمن أن في 11 فبراير 2011 أن لا يأتي من يتغنى بهذا اليوم وخاصة نتائج العمل الثوري هو عمل سياسي عبارة عن نخبة سياسية ، والبعض يقول : هيا متجددة كما تجددت القبيلة 33سنة .. هيا نفس الأسماء أحيانا قد تكون ، أو تكون أسماء متجددة أخرى لبست قوالب معينة في هذا الباب : ما الذي يضمن أن هؤلاء ما يتغنون ب (11 فبراير 2011) ويا بو زيد كأنك ما غزيت ؟
الدكتور: شوف أولا أنا معك ما فيش حد يستطيع أن يعطي ضمانا لمسار المستقبل أو الحاضر .. الضمان الوحيد في تقديري أن الوعي الشعبي اليوم أقوى مما كان عليه قبل سنوات , في الماضي كان الشعار الثوري بعض الأحيان حتى الأجوف يخدع الناس .. يُستخدم للحشد الذهني ، والمعنوي للحظة معينة وبمجرد أن ينتهي الغرض من هذا الحشد يموت الشعار الثوري ثم يُعاد إنتاجه من جديد .. الحالة التي وصلها الناس في هذا البلد أنا اعتقد كل وحتى الذين عاشوا المراحل الثورية كلها في مراحل سابقة بدؤا ينتجوا ويعيدوا حساباتهم من جديد وبدؤا الناس ينظروا إلى أن العيب ليس في الثورات .
بالعكس أنا اعتقد الثورات قُدمت فيها تضحيات ، وشهداء علينا أن نخلدهم ، ونمجدهم ، وهؤلاء يجب أن نقف إجلالاً لما قدموا لأن أحلامهم كانت كبيرة .
لكن هناك جاء من يصادر هذه الثورات ، ويصادر أحلام الشهداء الذين سقطوا من أجل تلك الأحلام ، ومن جاء أيضا ليخذل تلك الأحلام .
الآن استطيع أن أقول أن ثورة شباب فبراير أعادت لثورة سبتمبر ، وثورة أكتوبر اعتبارها .
السعيدة : مقاطعاً : أعادت وهجها .
الدكتور :أعادت لها اعتبارها أولاً قبل وهجها .
السعيدة مستفهماً : هي امتداد لها ؟
الدكتور : أنا اعتقد ليست امتداد سلبي .. هي امتداد ايجابي .. لا نستطيع أن نقول مجرد امتداد وبس , لكنها امتداد ايجابي لأنها شكلت ثقافة جديدة قامت على قاعدة تحقيق أو الانتقال إلى الإرادة الشعبية للناس .. الإرادة الشعبية بمعنى أنه بينما كانت الثورات السابقة تتحدث عن الشعب .. وأن السلطة هي ملك الشعب ، وهو مصدر السلطة .. سُلبت منه واُستخدمت أدوات قمعية بين الثورات ، أو بين من استولوا على الثورات وبين الشعب ، وحواجز ، وقوائم ممنوعات وبإسم الثورات .. آلاف الناس سجنوا , وآلاف الناس طحنوا , وآلاف الناس قتلوا باسم الثورات من الشعب لا لشيء إلا لأنهم تمسكوا بتلك الأحلام التي أعلنها الثوار .. لكن لأنها كانت تتناقض موضوعياً مع الأنظمة التي سادت بالتالي جرى هذا القمع .
هذا الامتداد اليوم أنا اعتقد هو امتداد إيجابي بمعنى أنه إنتاج ثقافة تقوم على قاعدة الانتقال إلى الإرادة الشعبية .. إرادة الناس .
السعيدة بسرعة : ماذا حصل عليه الناس ؟
الدكتور مستوضحاً : نعم ؟
السعيدة : ماذا حصل عليه الشعب الآن ؟
الدكتور : أنا في تقديري الشخصي هي كونت هذا الوعي اليوم هذا الحديث ، الجدل الذي يدور بين الناس ...إلخ .
شوف لا تفزعكش بعض النتوءات التي تبرز هنا وهناك .. لكن أنا اعتقد أن الاتجاه الغالب بين الناس بالرغم من حالة الإحباط التي تسود هنا وهناك في كثير من الأحيان .
احنا اليمنيين تعودنا انه نشتي كل شيء لأنٌ عشنا فترة طويلة من الانتظار .. جاءت الثورة يجب أن تحقق الحلم سريعاً .
الثورات التي أرادت أن تحقق كل شيء سريعاً انتكست .
السعيدة : كيف ؟
الدكتور : زى ما أنت تفضلت اصطدمت بالواقع ، أنا أقول حتى في الساحات عندما اختلفوا الناس باعتقاد في كثير من الأحيان لأن هذه القوى التي جاءت إلى الساحات جاءت بمشاريعها السياسية والاجتماعية ، وكان الأفضل أو الأولى أن تأتي بمشروع واحد تأتي الذي هو القاسم المشترك وبعد تغيير النظام كل من يريد وكل من لديه مشروع سياسي أو اجتماعي من أي نوع كان وأراد أن يفرضه على الآخرين لكن الثورة قالت لا.
الثورة هنا مضمونها أنها ليست ثورة برامج اجتماعية أو سياسية من نوع ما .. هي ثورة قامت على أساس الانتقال إلى الحياة الديمقراطية .. إلى الإرادة الشعبية بمعنى أن هذا الشعب الذي ينتظر التغيير هو المعني بأن يقول كلمته فيما يخص المستقبل ، إذاً أتى حزب سياسي بكره عندما نتقدم للانتخابات ... لديك مشروعك ؟ انتخبوني على هذا المشروع هذا مشروعي السياسي يبقى في هذه الحالة أنا أعتقد هذه حالة توافق اجتماعي وسياسي وثقافي مشروعة .. أن يكون الحكم بين السياسية والاجتماعية المختلفة هو الناس لأنهم أصحاب المصالح الحقيقية في هذا التغيير
س: لكن دكتور يتولى حقيقة في الأخير مجموعة من الأحزاب أو القوى السياسة هي التي لا نستطيع أن نقول منتخبة من الشعب لكن هي تخرج من هذا الشعب أنتم في اللقاء المشترك ، والأحزاب المعارضة كانت المتحدث باسم هذه القوى ليس باسم الكل كانت الصوت الأقوى في الواقع الموجود ، والنتائج هي تحكي المقدمات ودخلتم في المبادرة الخليجية مدى تحقيق إرادة الشعب أو إعادة الإرادة إلى هذا الشعب .. ثم بعد إن دخلتم في هذه المبادرة وإذا بكم الآن تدخلوا في التفاصيل إلى حد ما وإذا بكم تتذمرون إلى حد ما من هذه المبادرة في جزيئاتها فلماذا وقعتم عليها هل مورست عليكم بعض الضغوطات مثلا؟
الدكتور: لا نحن لم نتذمر حتى الآن بالعكس لازلنا حتى الآن نرى أن هذه المبادرة وآليتها التنفيذية كانت الإطار السياسي الذي اتفقنا عليه باعتبارها مخرج وباعتبارها مش فقط مجرد مخرج .. لكنها جاءت ملبية في مضمونها فكرة نقل السلطة... التغيير ثم الحوار الوطني بين الناس، المبادرة لم تقل على اليمنيين على اليمنيين أن يحلوا مشاكلهم بالشكل التالي مثلا بشكل معين لكن قالت تنتقل السلطة بكافة مكوناتها ويتفق اليمنيون على كيفية نقل السلطة، هي قالت إن نقل السلطة يتم بتقديم الاستقالة .
تحاور اليمنيين فيما بينهم عندما وجدوا أن الحديث عن الاستقالة له تداعيات معينة ، وقالوا بدلا من تقديم الاستقالة يتم نقل السلطة عبر الانتخابات هذا واحد .
اثنان : كانت المبادرة تتحدث عن نقل السلطة خلال 60 يوماً ثم تجرى انتخابات للرئيس الأخر ... جاءت الآلية التنفيذية وقالت لا .. ممكن نأخذ بمضمون المبادرة ونقول أنه بعد الانتخابات للرئيس الانتقالي تكون هناك فترة انتقالية مدتها سنتين في هذه الفترة الانتقالية يرتب اليمنيون أوراقهم .. يتحاورا .. يستكملوا توحيد الجيش وحل المشكلات القائمة.. لدينا قضية الجنوب. كيف يتم معالجة المقدمات الضرورية حتى يصبح الجنوب جزءاً من المعادلة السياسية؟ .. لدينا مشاكل في صعدة .. نتجه نحو الحوار الوطني .. هذه قضايا أنا في تقديري .. يعني الآلية التنفيذية جاءت مكملة لتضع اليمنيين أمام مسؤوليتهم في ما يخص الانتقال السياسي ، ولذلك جرت الانتخابات في 21فبراير ثم بعد ذلك بدأ الرئيس المنتخب بإنجاز بعض المهمات المتعلقة بتشكيل اللجنة العسكرية ثم قبلها تشكلت الحكومة ثم بعد ذلك تشكلت اللجنة الفنية للحوار.
أعتقد هذه الأمور تمت في ظروف غير طبيعية أو سهلة تمت في ظروف معقدة ، وصعبة وضلت كثيراً من المشكلات تستقطب الوضع كما تفضلت الواقع المعقد بمشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمصالح المتناقضة والمتضاربة هنا وهناك لكن حتى اليوم أنا أعتقد أن الجزء الذي قطع حتى الآن على مشوار الوصول إلى الحل السياسي ، وإنجاز الحوار الوطني والخروج إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة القادرة على استيعاب كل اليمنيين .
أعتقد هذه الخطوات لا يُستهان بها ، ولذلك لا يوجد كما قلت تذمر من المبادرة بالعكس أنا أعتقد أن المبادرة حددت الملامح الأساسية لمسار العمل السياسي وجاءت الآلية التنفيذية لتستكمل هذه الملامح بخطوطها العريضة والتفصيلية.
س: عندما أتذكر بعض العقبات أو بعض النتوءات التي تعيشها البلد الآن تجدوا أنكم أنتم في الحوار أو في اللقاء المشترك تعزوا أن كل الإشكاليات هذه تعزون للنظام السابق أو من بقى من النظام السابق ثم تقول يجب أنه وفقاً للمبادرة الخليجية أن على الرئيس السابق أن يعتزل الجانب السياسي ويتنحى من المؤتمر الشعبي العام كيف فندت المبادرة الخليجية كل الأمور وعجزت عن هذه.. خاصة وأن السفير الأمريكي يقول أن المبادرة الخليجية لم تنص على الإطلاق أن يتنحى الرئيس السابق ؟
الدكتور : أولا سيدي نحن لا نقول ذلك جزافاً ، وأعلنا منذ اليوم الأول كلقاء مشترك أننا لن نعود للمربع القديم فيما يخص المناكفات السياسية التي أتعبت البلد .
نحن لنا رأينا والمؤتمر الشعبي العام ربما يكون له رأيه ، وهذا الكلام قلناه منذ فترة مبكرة حتى الآن لم تشكل لجنة التفسير التي كان من شأنها أن تفسر أي خلاف حول أي موضوع من موضوعات المبادرة أو الآلية التنفيذية .
إثنين : نحن قلنا كلاماً كثير في هذا الموضوع والذي تحدثت عنه من كلام السفير الأمريكي لكن دعنا اليوم نتوقف عند هذه النقطة كما قلت دائما وأقول دائما ًلا المؤتمر الشعبي العام مؤهل أن يقول من الذي عرقل المبادرة الخليجية ؟ ، ولا المشترك أيضاً مؤهل أن يقول من الذي عرقل المبادرة الخليجية ؟
السعيدة مقاطعاً : مؤهل !
مؤهل بمعنى أنه قادر على أن يكون رأيه نهائي في المسألة .. أي حديث يتم من قبل اللقاء المشترك أو الأحزاب السياسية أو من قبل المؤتمر الشعبي العام سيكون مجرد إشهار موقف سياسي مهما كانت درجته الصحفية . لكن شخص واحد الذي يستطيع أن يقول من الذي عرقل ، أو يعرقل الاتفاق السياسي ، أو يعرقل القرارات ، أو يعرقل المسيرة السياسية ؟
هذا الشخص هو رئيس الجمهورية المنتخب من الناس على قاعدة التغيير ، وبمضمون هذه المبادرة والآلية التنفيذية التي استهدفت انجاز هذه المهمات .. إذاَ يا رئيس الجمهورية من الذي يعرقل قراراتك ؟.
السعيدة : من يمنعه ؟
الدكتور : هذا وضع مختلف فقط أقولك كي أرد على الجزء الأول من السؤال لذلك دعنا نخرج من هذا الموضوع .. أنا شخصياً أشعر أنه يجب أن نخرج من هذا الموضوع على الجميع (اللقاء المشترك ، الأحزاب ، القوى السياسية ، المؤتمر الشعبي العام ) أن تخرج من هذا الموضوع ، وتتجه نحو ما يجب عليها أن تنجزه .
لكن الذي يعرقل المسار السياسي ، أو العملية السياسية .. المعني بأن يقول الذي عرقل العملية السياسية هو رئيس الجمهورية .. هو الذي صوته مسموع ، وهو الذي سيسمعه الناس الذين انتخبوه .
السعيدة : ويمتلك الحقيقة ؟
الدكتور : هو لن يقول ذالك بمعزل عن الأدلة ، والحقيقة ، وعليه أن يقول ذلك بمسؤولية بمسئولية كاملة ن ، وبأمانة لأنه لا يوجد طرف ثاني يستطيع أن يقول من ؟
إذاً قلنا نحن المشترك سيقال لك هذه مناكفه سياسية ، إذا قال المؤتمر الشعبي العام سيقال هذه مناكفة سياسية .. إذاً المؤتمن على مسيرة العملية السياسية هو الرئيس المنتخب ، و هو الذي عليه فعلاً أن يتصدى لهذه العملية .
السعيدة : أنت من مستشاريه ؟
الدكتور : لا .. لا .. اترك موضوع المستشارين الآن هذا موضوع مختلف .. إنا أتسأل : من الشخص المنتخب ؟
السعيدة : مستشاريه اقصد لماذا لا يوضع الموضع عليه بحيث انه يقر حتى تسير العجلة .
الدكتور : لا..لا.. هو مش مطلوب منه أيضا أن يسمع مني .. هو في هذه الحالة لديه أجهزته لدية إمكانيات الدولة .. لا أنا أريد أن أشير إلى نقطة مهمة يجب أن نخرج كأحزاب ، وكقوى سياسية لا نعيد العمل السياسي إلى مربعه القديم .
اليوم هذه القوى التي اتفقت على السير في هذا الطريق .. طريق المبادرة ، والآلية التنفيذية .. والعملية السياسية ، والحوار الوطني يجب أن لا تعودا إلى مربعيهما القديم مربع المناكفات السياسية الصراخ ، وخلط الأوراق أنا شخصياً أجد أن العودة إلى هذا المربع هو أكثر خطورة مما كان عليه الوضع السابق .. لدينا اليوم رئيس الجمهورية الذي عليه أن يقول : من يعرقل المسيرة السياسية .؟
المشترك عرقل العملية السياسية .. عليه في هذه الحالة أن يقول المشترك عرقل العملية السياسية ، وعمل كذا وكذا ، وعليه أن يتحمل المسئولية .. المؤتمر الشعبي العام أو فلان أو فلان من الناس.
لذلك في تقديري الشخصي طالما احتكم الناس إلى انتخاب رئيس الجمهورية بذلك الإجماع الكبير ، ولهذا الموقف في تقديري الشخصي الجميع ينتظر من رئيس الجمهورية في حالة ان هناك من عرقل المبادرة في حالة من عرقل العملية السياسية أن يشير إليه بالبنان ويقول من هو ؟ .. لأن هذه مسؤولية ، وعلى الجميع ,في تقديري الشخصي ان لا يتخلى عنها .
السعيدة :- انا حقيقة ما ودي ان اسأل ما الذي يمنعه لأنك ستقول اريد ان تخرج من المربع .
الدكتور : - لا أنا شخصياً لا أريد أن أجادل في الموضوع لكن إنا اعتقد أن هذه مسؤولية وأنه آن الأوان للجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم إلى جانب الرئيس بمعنى أن كل إنسان ينجز مسؤوليته , أنا لو قلت لي من الذي يعرقل سأقول لك كذا ، وكذا ، وكذا طيب أنا أجد نفس الشيء أيضا لكن هل هذا سيخرجنا من الازمة .. سيخرج بنا من المشكلة .
السعيدة :- سنبقى في المناكفات
الدكتور :- بالضبط إذاً في هذه الحالة شخص واحد الذي يستطيع أن يقول أن العرقلة جاءت من هنا ، وأن الوضع القائم كذا وكذا و كذا .
السعيدة :- تتوقع لو قالها رئيس الجمهورية انها تختلف الصورة عن أي جملة معينة ؟
الدكتور :- طبعاً بالتأكيد كيف
السعيدة :- تختلف الاليات
الدكتور :- بالتأكيد .. بالتأكيد .. عليه أن يقول ذلك لأنه المسئول أمام الناس .. مسئول لتنفيذ الاتفاق ، و أيضاً المجتمع الدولي لن يستمع إلاَ لرئيس الجمهورية .
السعيدة :- باختصار رئيس الجمهورية دكتور ياسين قال في حديثه ، وفي خطاب من الخطابات يقول ليست المبادرة الخليجية هي وثيقة العهد والاتفاق في فحوى حديثه في لقاء أظن كان في دار الرئاسة مع مجموعة كبيرة من مجلس النواب ، والوزراء وما إلى ذلك مقارنة ما بين وثيقة العهد والاتفاق ، والمبادرة الخليجية من حيث الحيثيات الظروف الواقع الذي عاشته تلك المرحلة ، ونعيشه في هذه المرحلة هل تخشى أن نصل إلى نفس المرحلة ؟
الدكتور :- أولاً شوف هذا لا يقلل من قيمة وثيقة العهد والاتفاق .. أنا في تقديري الشخصي حديث رئيس الجمهورية لم يكن هدفة التقليل من قيمة وثيقة العهد والاتفاق .. لو أن وثيقة العهد والاتفاق نفذت حقيقة كما جاءت لما وصلنا الى هذا الوضع الذي وصلنا إليه هذه أولاً : لا أدري .. ماذا يقصد رئيس الجمهورية ؟ ، لكن ربما يمكن أن وثيقة العهد والاتفاق كانت وثيقة محلية بمعنى ما فيش الضمانة الدولية لها السؤال لماذا جاءت الضمانة الدولية في الوقت الحاضر ؟ وما هي أهميتها ؟ ولماذا ؟
أنا اعتقد أن مكانة اليمن في هذا المكان من العالم بقرب هذه المصالح الكبرى للعالم .. أيضاً الخوف من انهيار الدولة في هذا الجزء من العالم في اليمن .. ما هو حاصل في الصومال ، الممرات الدولية .. يجعل العالم ينظر اليوم باعتبارها محطة هامة بأن الدولة فيها يجب أن تكون أياً كانت .
لو كانت الدولة قوية ، وحاضرة ما يهموش مضمون الدولة .. ايش لكم دولة قادرة على حفظ الأمن .. أي تداعيات في هذه الدولة .. أي انهيارات تشكل خطر على الأمن الدولي ، و الإقليمي ، و لذلك أتت المبادرة السياسية في لحظة تاريخية معينة لتقول : يا يمنيين اتفقوا على كيانية دولتكم ، و بعدين مضمونها ، وكيفيتها .. أنتم ابنوها نحن ما لناش دعوة فيها .. هذا الجانب أنا أعتقد أنه مسؤولية يمنية ، و لكم الضمانة الدولية في أن اليمن لا ينهار
السعيدة : طيب الواقع هو الواقع ما اختلف من سابق ومن الان بحيث ان الاهتمام الدولي ...
الدكتور : (وهو يواري ابتسامة خفيفة ) لا .. شوف زمان في تلك الفترة كانت عاد القاعدة والإرهاب غير موجود ولهذا عاد المسألة كانت مبكرة ، وعاد الأمور كانت باليد المسيطرة عليها بأشكال مختلفة
السعيدة : لكن دكتور الوضع مختلف الان .
الدكتور : طبعاً الوضع اختلف الان .
السعيدة: طيب دكتور ما أدري كونك تتذكر أنت وثيقة العهد والاتفاق لم تكن سيئة ، ولم تكن فيها من الأخطاء ، ولو سرنا عليها الآن لما وصلنا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه : هل يمكن أن تكون مرجعية مضامينها الآن مرجعيةًً مثلاً لكم انتم في لجنة الحوار هذه الوثيقة التي وقع عليها مع الذين هم في الحراك ، ويدعون إلى فك الارتباط مثلاُ ؟ هل يمكن أن تكون هذا الوثيقة الان ان تنعش مثلاُ الآن ؟
الدكتور : أظن أن المشكلة الحالية هي أزمة ثقة مش مضامين .. هي جزء منها أزمة ثقة بين الأطراف المختلفة .. يعني اقتحم هذا المسار حرب ، ودماء ، ومشاكل ، .... وبعض المضامين أعتقد أن وثيقة العهد والاتفاق في اجزاء منها لازالت صالحة إلى اليوم .
وإلى أمس ولتأكيد طالبو بإخراج المعسكرات مثلاً من صنعاء ، والمدن الرئيسية .. وكانت واحدة من القضايا الرئيسة تقسيم اليمن إلى مخاليف ، إلى أقاليم ، واللامركزية .. وكان في ذيل الأيام هناك مشكلة رئيسية .. مشكلة الاغتيالات التي جرت ، ويعني في أشياء كثيرة .
طبعاً جزء منها في تقديري أو الملامح الهامة لازالت موجودة لكن الطريق الآن إلى تحقيق مضامين هذه الاتفاقية في ظل الوضع القائم أعتقد فعلاً أنها تحتاج إلى مزيد من التفكير ، وخاصة فيما يخص موضوع الدولة .
السعيدة : لماذا لم يكتب لها الحياة ؟
الدكتور : ال ( ايش ؟ .. وثيقة العهد والاتفاق ؟
السعيدة : الوثيقة
الدكتور : طبعاً حينها كانت موازين القوى في طرف وجد نفسه قادراً يعني زيما (مثلما) يقولوا يدوس عليها بالدبابات فداس عليها بالدبابات.
السعيدة : الآن هذا الطرق في تكافؤ بين القوى الموجودة ؟
الدكتور : والله أنا اعتقد اليوم مواجهة هذا الطرف أو غيره هي مع الشعب أنا اعتقد الذي فعل يومها كانت صراع نخب .
السعيدة : والان؟
الدكتور : أنا اعتقد اليوم لا .. الآن تغير الوضع .. تغيرت الصورة اليوم .
السعيدة : الاقوى هو الشعب الان؟
الدكتور: بالضبط اليوم الشعب حاضر ، ولا تستطيع هذه النخب أن تنفرد حتى إذا انفردت على طاولة الحوار بمفردها لكن الشعب حاضر معها بقوه .
السعيدة : لكن الشعب يقولون في حالة الثوران في حالة كذا لا يقاس ردود أفعالهم ولا يقاس اختياراتها أحيانا قد تكون اختياراتها في حالة الثوران عاطفية أو ما إلى ذلك يعني ألا ينشئ من هذا مثلاً ؟
الدكتور : شوف الثورات التي تتم فجأة ، وتخمد فجأة هذه عاطفية .. الثورات التي أنا اعتقد تصمد لسنوات تحت الشمس ، والبرد ، والمطر ، والجوع ، والرصاص اعتقد أنها ثورات أصلية .. و أنا يبدو لي أن ثورة 11فبراير ثورة أصيلة في اليمن بغض النظر الآن عما واجهته من تحديات .. يبدو لي أن ثورة 11فبراير ثورة أصيلة ناشئة من حاجة موضوعية مش مجرد فوران عاطفي .. عن موضوعية لهذا البلد بعدما استنفذ كل تجارب الماضي اعتقد الآن ما يطرح هو انه ما فيش خيار أمام الناس , وإمام هذا البلد إلا أن يعودوا إلى بعضهم البعض .. إلى الشعب .. إلى الإرادة الشعبية .. هذا هو الخيار الوحيد الان .
السعيدة : واتوقع هي اطول ثورة الى الأن في ظل الخريف العربي عفواً الربيع العربي الموجود التي بقيت الى ........ مازالت في الساحات .
الدكتور : نحن كنا في خريف ، ودخلنا ربيع .
السعيدة : خريف كان قارس وشديد و...و.. إلى ذلك؟
الدكتور: أيوه .. ومع ذالك أزهرت .. تصور بالله عليك : هل ممكن لأزهار تزهر في ضل الامطار و.. , و.. والرصاص و...الخ ؟
السعيدة : برضه بعض المواطنين يقولوا ما شفناش الأزهار إلى حد الآن , وأنت ترى ان الحل هو الحوار سأدخل معك في ملف الحوار لأنه ملف شائك وانأ اقف امام عضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني .
السعيدة : دكتور أنا ، وأنت خرجنا بمجموعة من المحاور في بداية الحلقة حول قضية العمل السياسي .. العمل الثوري .. المبادرة الخليجية ، والتشابه بينهما ، وبين وثيقة العهد والاتفاق ، وما إلى ذلك ، وأنت عزوت حقيقةًً في كل هذه الأمور أن اليمنيين وصلوا إلى مرحلة من النضج ومن الوعي .
الدكتور يقاطعه : ومن التعب (ثم يبتسم )
السعيدة : ومن التعب ، ومن الإنهاك يجعلهم يجب أن يجلسوا .. يجب أن يتحاوروا حتى يصلوا إلى نقطة معينة ، وهذه هي روح المبادرة الخليجية , الحوار هذا حقيقة يعني أنت عضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني , سؤال مجرد جداً يعني هل أنت راض عن تشكيل اللجنة الذي وصلت إلى 30 ، وكل مرة كان إضافات في هذه اللجنة عن الأعمال التي قمتم بها عن القرارات ، أو التصورات التي قد لمستموها ؟ يعني راض أنت عن اللجنة التحضيرية بشكل عام الى الان ؟
الدكتور : الرضا الشخصي في مثل هذه الأحوال قد لا يكون مهم كثير ، وليس لي أنا ملاحظة على أي ... بالعكس كل من هم في اللجنة ناس يتمتعوا بقدر عال من التميز ، والقدرة ، و الإمكانيات و...الخ .
وكثيرون أيضاً غيرهم كان ممكن يكونوا أعضاء في اللجنة ، و سيأتي أيضاً الحوار الوطني ، وسنجد أن هناك من سيكون حاضراً ، ولن يكون الذين بايحضروا أفضل من الذين ما بايحضروا أو مثلاً من بايغيبوا عن الحوار ، أو لن يكونوا حاضرين .. لكن هكذا واحدة من الإشكاليات التي نجدها في حياتنا بعض الاحيان .. إذا لم نكن حاضرين في شئ مثل هذا فكل شئ مخرب .
يتبع..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.