جوبا- وكالات: أعلن المتحدث باسم المتمردين أمس أن القوات الحكومية في جنوب السودان استعادت مدينة لير التي يتحدّر منها زعيم التمرد نائب الرئيس السابق رياك مشار في ولاية الوحدة النفطية في الشمال. وقال المتحدث لول رواي كوانغ في بيان إن القوات الحكومية وميليشيا حليفة لها "دخلت مدينة لير في الأول من فبراير 2014 ودمرت كل ما كان في طريقها". وأضاف إن قوات الرئيس سلفا كير "أحرقت مدينة لير بكاملها وكل القرى المجاورة". ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل على الفور. لكن منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية ذكرت الجمعة أن إحدى فرقها المحلية لجأت إلى الأدغال مع "عشرات المرضى الأسوأ حالة في مستشفى لير" لأسباب أمنية. وأضافت إن "المرضى الآخرين الذين هم في حالة صحية أفضل للتنقل وحدهم فروا أيضًا ولم يعد هناك أي مريض أو موظف في مستشفى لير". واتهم المتحدث القوات الحكومية بمطاردة النساء والأطفال والمسنين الذين لجأوا إلى الأدغال أو إلى المناطق القريبة، لقتلهم. وأضاف إن "تدمير مدينة لير ليس لها أهمية إستراتيجية أو عملانية أو تكتيكية". و رسلت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيجاد" أمس فريقًا من الخبراء إلى جنوب السودان لتقييم تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار التي تمّ التفاوض بشأنها مؤخرًا. ومن المُقرّر أن يلتقي الفريق المؤلف من 14 عضوًا مع مسؤولين حكوميين بالإضافة إلى منظمات دولية وغير حكومية في جوبا وعدة أماكن في جنوب السودان على مدار الأيام الخمسة المقبلة. ويقيم الفريق، الذي يضم خبراء عسكريين ومدنيين ويقوده الجنرال الأثيوبي المتقاعد جيبريجزابهير ميبراهتو، الموقف على الأرض قبل قيام "إيجاد" بإرسال مزيد من المراقبين والفرق للتأكد من تطبيق وقف إطلاق النار لأجزاء عدة من البلاد. ومن المأمول أن يؤدّي وقف إطلاق النار - الذي تمّ الاتفاق عليه في 23 يناير الماضي - إلى وقف الصراع المسلح في أحدث دولة في العالم الذي أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 700 ألف آخرين. وقد فرّ 123400 مواطن من جنوب السودان إلى دول مجاورة مثل أوغندا وكينيا والسودان وأثيوبيا. وقد تحوّل الصراع على السلطة بين الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق ريك مشار لأعمال عنف في منتصف ديسمبر الماضي، عندما اندلعت اشتباكات بين أنصارهما في قبيلتي الدنكا والنوير. يشار إلى أن نقطة الخلاف في محادثات وقف إطلاق النار تمثلت في طلب المتمردين من كير الإفراج عن 11 من أنصار مشار، اتهمهم كير بالتخطيط لانقلاب ضد حكومته. وقد تمّ الإفراج عن سبعة بالفعل، حيث تحثّ "إيجاد" الحكومة على الإفراج عن المتبقين من أجل المضي قدمًا في المحادثات السياسية المقرّرة في السابع من فبراير الجاري. ومازال الشمال يشهد اشتباكات متقطعة على الرغم اتفاقية وقف إطلاق النار. جريدة الراية القطرية