ألقت الظروف السياسية عامة والإعلان الدستورى خاصة بظلالها على فعاليات الدورة ال35 لمهرجان القاهرة السينمئى الدولى، حيث تم إلغاء حفل الختام الذى كان مقررا أن يقام أمس الخميس، والاكتفاء بإقامة مؤتمر صحفى لإعلان الأفلام والنجوم الفائزة بجوائز المهرجان. وتم تأجيل تكريم النجمتين نيللى ولبلبلة إلى وقت آخر، وذلك فى سابقة هى الأولى فى تاريخ المهرجان، حيث تم اتخاذ قرار إلغاء الحفل فى وقت متأخر جدا رغم أنه تم توزيع دعوات حفل الختام على بعض الإعلاميين بالفعل. شهد المهرجان الذى يقام تحت رعاية وزارة الثقافة اعتراض العديد من الفنانين على سياسات الوزير وموافقته على الإعلان الدستورى وأيضا مسودة الدستور التى سيتم طرحها للاستفتاء يوم 15 ديسمبر الجارى، حيث رفض مهندس الديكور أنسى أبو سيف التكريم فى حفل الختام وتسلم درع التكريم من الوزير، كما انسحب مدحت العدل من عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية حيث قال، قررت الانسحاب من الحفل الختامى لمهرجان القاهرة السينمائى كعضو لجنة تحكيم احتجاجا على تأييد وزير الثقافة للدستور المرفوض شعبيا وطبعه على نفقة الوزارة، موقف مخز لمثقف انحاز للفاشية على حساب مصلحة شعبه، الوزير يدفع من قوت الشعب -الذى يملك الوزارة- لطبع دستور يهدر حقوق هذا الشعب"، وعلم "اليوم السابع" أن اعتذارات النجوم سببت إزعاجا كثيرا لإدارة المهرجان التى كانت تريد أن تخرج هذه الدورة بصورة مشرفة لأنها الدورة الأولى التى تقام بعد ثورة 25 يناير. وفى الوقت الذى اعتذر فيه بعض صناع السينما عن حفل الختام، حرص العديد من الضيوف العرب والأجانب على الذهاب إلى ميدان التحرير، ومنهم الفنان الأردنى إياد نصار الذى ذهب للميدان بعد انتهاء عرض فيلمه "مصور قتيل" وأيضا بعض المخرجين العرب ومديرو المهرجانات السينمائية الدولية العربية والأوربية ومنهم عمار العرادى مدير مهرجان بغداد السينمائى الدولى وعبد الحق منطرش مدير مهرجان الرباط الدولى لسينما المؤلف وكاسبر مدير مهرجان سياتل السينمائى الدولى بأمريكا، وغيرهم. وسيطرت النقاشات حول الدستور والمظاهرات المليونية فى ميدان التحرير على أغلب الجلسات الودية بين ضيوف المهرجان، بل إنه يوم الثلاثاء الماضى قامت إحدى الفنانات بدعوة الإعلاميين والسينمائيين الحاضرين لفعاليات المهرجان لضرورة الذهاب إلى ميدان التحرير للمشاركة فى التظاهرات هناك. ووسط الجدل الدائر حول حرية الفن والإبداع والتهديدات التى تواجهه من امتداد النفوذ السياسى للتيارات الإسلامية فى مصر وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين يعتبر الكثير من السينمائيين أن إقامة فعاليات المهرجان هو فعل من أفعال المقاومة، وتأكيد على الحرية للفن والإبداع فى مقابل نظرة أحادية تسعى لإعادتنا للخلف، حسبما تؤكد الناقدة والمونتيرة صفاء الليثى. ويحسب لإدارة المهرجان هذا العام أقامت تلك الدورة وسط الظروف الصعبة التى تمر بها مصر، وأيضا إقامة جميع عروض الأفلام فى دار الأوبرا المصرية، وأيضا انتظام مواعيد إقامة الندوات المختلفة سواء ندوة " الدراما التركية: المشاهد العربى" والتى أدارتها الكاتبة الصحفية ناهد صلاح أو لقاء مديرى المهرجانات السينمائية الدولية العربية والأوربية، لكن فى الوقت نفسه استمرت ظاهرة إلغاء الندوات التى تعقب عرض الأفلام فجأة وهو الأمر الذى لا يقتصر على مهرجان القاهرة فقط بل يمتد إلى العديد من المهرجانات السينمائية المصرية، حيث تم إلغاء ندوة الفيلمين الإيرانيين "الحياة الخاصة للسيد والسيدة ميم" "طيران الطائرات الورقية"، والفيلم الباكستانى "تكلم" والفيلم المغربى الفرنسى "حكايات الطفولة"، وغيرها بسبب عدم حضور نجوم هذه الأفلام إلى القاهرة من الأساس. بينما لم يكن مستوى الأفلام المشاركة فى المهرجان على نفس قدر وأهميته، ومنها الفيلم المصرى "مصور قتيل" بطولة إياد نصار ودرة وحورية فرغلى، والفيلم التركى "الحب فى حديقة الأسرار" والفيلم التونسى "مملكة النمل" بطولة منذر رياحنة وصبا مبارك الذى تم توجيه انتقادات كثيرة له ومنها أنه لا يرقى لمستوى الفيلم السينمائى المأمول رغم أهمية القضية التى يناقشها والتى تتعلق بالنضال الفلسطينى لاستعادة أرضهم المنهوبة من قوات الاحتلال الإسرائيلى. يشار إلى أن إدارة المهرجان ضمت الدكتور عزت أبو عوف رئيس المهرجان وسهير عبد القادر نائب الرئيس وأحمد عاطف المدير التنفيذى للمهرجان ووزير الثقافة محمد صابر عرب.