جدد طيران النظام السوري أمس قصف مدينة حلب، مستخدما البراميل المتفجرة، مع ارتفاع في حصيلة ضحايا عمليات القصف على المدينة يومي السبت والأحد الماضيين إلى 121 على الأقل حسبما أعلن المرصد السوري، وسقط 16 قتيلا من المعارضة الإسلامية نتيجة تفجير انتحاري، فيما شنت دمشق هجوما لاذعا على المعارضة بعد يومين من انتهاء مفاوضات جنيف-2، ومن جهتها اعتبرت وزير الخارجية الإيطالية أن المجتمع الدولي فشل في حل الأزمة الإنسانية في سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 36 شخصًا على الأقل قتلوا أول أمس، الأحد، في قصف الطيران السوري لمدينة حلب بالبراميل المتفجرة. وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن أعلن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس استشهاد 85 شخصا على الأقل في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، السبت، على إحياء المعارضة في شرق حلب. وأفاد المرصد عن تسجيل «حالات نزوح من الأحياء الشرقية باتجاه الغربية»، مترافقة مع «منع القوات النظامية إدخال المواد الغذائية والبضائع التجارية إلى الأحياء الشرقية منذ أربعة أيام». وأفاد المرصد هذا الأسبوع عن تحقيق القوات النظامية تقدما طفيفا على أطراف الأحياء الجنوبية الشرقية. وفي محافظة حلب أيضًا، تحدث المرصد مساء عن مقتل 16 مقاتلا سوريا معارضا على الأقل في هجوم انتحاري نفذه مقاتل ينتمي إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بالقاعدة. وقال المرصد في بريد إلكتروني إن المقاتل الجهادي «فجر حزامه الناسف في سجن بلدة الراعي» بشمال محافظة حلب والذي يشكل «مقرا للألوية الإسلامية المقاتلة» بعدما حضر إليه «للتفاوض مع الألوية الإسلامية من أجل تنفيذ هدنة بين الجانبين». ميدانيا أيضًا، قصف الطيران الحربي بلدة المليحة في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم سيدة، بحسب المرصد. وفي ريف حمص (وسط)، واصلت القوات النظامية «عملياتها العسكرية الواسعة» في بلدة الزارة ومحيطها. وقال المرصد إن الطيران الحربي قصف الزارة وبلدة الحص المجاورة لها، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، ومقاتلي المعارضة. من جهة أخرى وجه أعضاء في الوفد الرسمي، الذي شارك في مفاوضات جنيف-2، انتقادات لاذعة للوفد المعارض، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» الرسمية. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، إن الوفد المقابل كان «عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد»، فيما قال كبير المفاوضين في الوفد، مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، إن الوفد المعارض حمل أفكارًا «مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة»، واصفا المعارضة بأنها «فجور سياسي» يستخدم «الاستفزاز الرخيص أو قلة الأدب». يذكر أن المفاوضات، التي جمعت ممثلين لطرفي النزاع للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، بإشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، انتهت الجمعة من دون أي نتيجة تذكر. من جهتها أعلنت الرئيسة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إيرثرين كوزين أمس، أن وكالات الإغاثة قد أغرقها الطلب على الغذاء في سوريا، مع بقاء الآلاف من السوريين بدون إمدادات غذائية منتظمة لأكثر من عام بسبب الحرب الأهلية في تلك الدولة الشرق أوسطية. وأوضحت كوزين أن الوصول إلى المناطق المحاصرة يعد التحدي الأكبر لتغذية 5ر6 مليون شخص في أمس الحاجة إلى المساعدة في داخل سوريا. وقالت إن 45 ألف أسرة في محافظة الحسكة الواقعة في الشمال الشرقي هم من بين السوريين، الذين يعيشون بدون إمدادات غذائية منتظمة منذ أكثر من عام. وفي سياق متصل اعتبرت وزيرة خارجية إيطاليا ايما بونينو خلال افتتاح اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول التحديات الإنسانية في الأزمة السورية أمس أن المجموعة الدولية «فشلت إلى حد كبير» على هذا الصعيد في سوريا. وقالت بونينو بحضور مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري أموس إن «الأمور لا تتقدم.. على العكس، علينا الاعتراف أن المجموعة الدولية فشلت إلى حد كبير في تأمين وصول المساعدة الإنسانية بالنسب المرجوة». صحيفة المدينة