تستأنف محكمة جنايات القاهرة اليوم الثلاثاء محاكمة محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان في قضية قتل المتظاهرين، في وقت دعا فيه أنصار الرئيس المعزول إلى التظاهر أمام مقر المحكمة. القاهرة: يعود الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم إلى قفص الاتهام الزجاجي في محكمة جنايات القاهرة لاستئناف محاكمته في قضية قتل متظاهرين معارضين له ابان توليه الحكم، فيما وضعت الأجهزة الأمنية خطة شاملة لتأمين المحاكمة في وقت دعا فيه أنصار مرسي للاحتشاد أمام مقر المحكمة في أكاديمية الشرطة. وقال مسؤول أمنى رفيع في وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع القوات المسلحة، وضعت خطة أمنية شاملة لتأمين محاكمة مرسى، وعدد من قيادات جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات المصرية "تنظيماً إرهابياً" في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المصدر الأمني قوله إن خطة التأمين يشترك في تنفيذها نحو 35 تشكيلاً من قوات الأمن المركزي، و30 مجموعة قتالية، و44 عربة مدرعة ومصفحة ، وتتضمن تأمين نقل الرئيس المعزول من محبسه بسجن "برج العرب" بالإسكندرية، إلى مقر الأكاديمية والعكس، بواسطة طائرة هليكوبتر. كما تتضمن الخطة، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، تأمين خطوط سير باقي المتهمين، من محبسهم بمنطقة "سجون طرة" إلى الأكاديمية والعكس، حيث سيتم نقلهم بواسطة عربات مدرعة، ترافقها مصفحات، منذ خروجهم من بوابة السجن وحتى وصولهم إلى مقر المحكمة. وتتضمن الخطة تأمين قاعة المحاكمة قبل بدء الجلسة وعقب الانتهاء منها، وتأمين وصول هيئة المحكمة، وحذر المصدر من أن أي محاولة لتهريب المتهمين، أو اقتحام قاعة المحاكمة، أو الاقتراب من منطقة سجون طرة، ستواجه بكل حسم وقوة، ووفقاً للقانون. من جانبه، دعا ما يُعرف ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المنبثق عن جماعة الإخوان، أنصار الرئيس السابق إلى الاحتشاد أمام مقر المحكمة، وأمام المحاكم وفي مختلف الميادين، للتضامن مع "رمز الصمود الثوري، الرئيس الشرعي البطل، محمد مرسي، ورفاقه الثوار." وقد ظهر محمد مرسي قبل أيام في قفص الاتهام للمرة الثالثة منذ عزله مطلع تموز/يوليو الفائت مع استئناف محاكمته في قضية قتل متظاهرين معارضين له ابان توليه الحكم، فيما تمسكت هيئه دفاعه في الجلسة الأخيرة بانه "لا يزال رئيسا للبلاد". وجلسة الماضية هي الثالثة في المحاكمة التي يتهم فيها مرسي مع 14 متهما اخر بينهم مساعدون في فريقه الرئاسي وقيادات في جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها، بالتحريض على قتل متظاهرين معارضين له خلال تظاهرة امام قصر الاتحادية الرئاسي في الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2012، والتي قتل فيها سبعة متظاهرين على الاقل. وتلك هي المرة الثالثة التي يظهر فيها مرسي، المحبوس حاليا في سجن برج العرب في الاسكندرية شمال البلاد، علنا منذ عزله مطلع تموز/يوليو الفائت. وظهر مرسي منفردا في قفص اتهام زجاجي، فيما ظهر 7 اخرون في جماعة الاخوان المسلمين من بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجي القياديان في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للاخوان في قفص زجاجي اخر. واعطى المتهمون ظهورهم للمحكمة طوال سير جلسة المحاكمة، فيما اشاح بعضهم باربع اصابع الى الاعلى، في اشارة لاعتصام الاسلاميين في منطقة رابعة العدوية الذي فضته السلطات المصرية بالقوة منتصف اب/اغسطس الماضي مخلفة مئات القتلى. وفي دفاعه، قال عضو هيئة الدفاع عن مرسي محمد سليم العوا "المحكمة ليس لها اختصاص في نظر القضية. مرسي لا يزال رئيسا". ولم يعين مرسي محاميا للدفاع عنه لانه "لا يعترف بشرعية محاكمته". وعرضت النيابة العامة مقاطع فيديو لاحداث العنف والاعتداء على المتظاهرين امام قصر الاتحادية موضحة ان "هذه الفيديوهات تظهر انصار المتهم"، في اشارة الى مرسي. وتعد المحاكمة اختبارا جديدا للسلطات المصرية التي تواجه انتقادات حقوقية دولية لقمعها انصار مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/يوليو الفائت. ايلاف