أفادت مصادر متطابقة أن سوريا لم تحترم التزاماتها الدولية في مجال تدمير ترسانتها الكيماوية، ولم تحترم مهلة نقل 1200 طن من العناصر الكيميائية خارج أراضيها، التي انتهت أمس . وأعلن مايكل لوهان الناطق باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن الوضع "واضح" و"لا مجال لمزيد من التعليق" . وإضافة إلى 700 طن من العناصر الأكثر خطورة التي كان يفترض أن تكون نقلت خارج الأراضي السورية في 31 كانون الأول/ديسمبر، كان من المفترض أيضا أن تكون 500 طن إضافية من عناصر "الفئة الثانية" قد أخرجت أمس، لكن لم تغادر الأراضي السورية سوى شحنتين من العناصر الكيماوية في 7 و27 يناير/كانون الثاني عبر ميناء اللاذقية . وإضافة إلى هذه العناصر التي تدخل في إنتاج غاز الخردل وغاز السارين، وأخرى من "فئة 2"، فإنه يجب أن يتم تدمير حوالي 120 طناً من مادة "ايزوبروبانول" بحلول 1 آذار/مارس . وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله تأخير تسليم ترسانة سوريا، وقال في جلسته البرلمانية الأسبوعية، "هناك مؤشرات الآن على أن تنفيذ برنامج التخلّص من الأسلحة الكيماوية لدى سوريا يسير ببطء وخلافاً لما هو متفق عليه، وتوقف وصول المعلومات اللازمة المتعلقة بها بعد بداية واعدة"، وأضاف أنه ناقش مسألة تأخير تسليم الأسلحة السورية مع بوتين، وشدّد على أن بريطانيا "ستستمر في ممارسة الضغوط على جميع الأطراف لضمان تدمير هذه الأسلحة" . وقال مصدر دبلوماسي إن بريطانيا ستثير مخاوفها في اجتماع لمجلس الأمن اليوم الخميس، للنظر في آخر المستجدات بشأن تنفيذ برنامج التخلص من الأسلحة . في المقابل، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي ألكسي بوشكوف إن التصريحات الأمريكية التي تتهم الحكومة السورية بالتأخر عن المواعيد المقررة لتدمير الأسلحة الكيماوية تهدف "إلى إخضاعها لضغط دائم والمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد"، وأضاف في مؤتمر صحفي أن مهمة مَن يدلي بتصريحات من هذا القبيل، متطلعاً إلى "الإطاحة بالحكومة السورية الحالية"، أن يخضع "الحكومة السورية لضغوط سياسية وإعلامية متواصلة"، وأكّد أن "هذه الاتهامات تتماشى مع سعي الولاياتالمتحدة إلى ممارسة الضغط الدائم على سوريا، والمطالبة بإطاحة الأسد باعتباره رجلاً شريراً" . وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل قال في وقت سابق، إن الولاياتالمتحدة قلقة من تأخر الحكومة السورية عن المواعيد المقررة لنقل مواد الأسلحة الكيماوية المقرّر تدميرها . وتحدث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن "صعوبات" تواجهها بلاده "في إطار مكافحتها للإرهاب قد تحول دون تنفيذ" بعض التزاماتها في عملية نقل وتسليم أسلحتها الكيماوية، مجدداً تأكيد المضي من أجل "التنفيذ التام" لهذه الالتزامات . وأبلغ مدير المخابرات الأمريكية جيمس كلابر الكونغرس أن اتفاق التخلص من الأسلحة الكيماوية "جعل الرئيس بشار الأسد في وضع أقوى"، وقال "الاحتمالات في الوقت الحالي تشير إلى أن الأسد أصبح الآن في وضع أقوى فعلياً عما كان عليه عندما ناقشنا الموضوع العام الماضي بفضل موافقته على التخلص من الأسلحة الكيماوية مع بطء هذه العملية" . ولم يذكر كلابر الذي كان يدلي بإفادة في جلسة للجنة المخابرات بمجلس النواب لماذا عزز الاتفاق وضع الأسد، وقال "إن حكومة الأسد ستظل في السلطة على الأرجح في غياب اتفاق دبلوماسي على تشكيل حكومة انتقالية"، وأضاف "أتوقع استمرار الوضع الحالي لفترة أطول، لا يستطيع لا النظام ولا المعارضة تحقيق انتصار حاسم"، وتابع أن نقل الأسلحة يتم "ببطء" . وقال مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان إن المتشددين المرتبطين بالقاعدة أقاموا معسكرات تدريب في سوريا والعراق وقد تستخدم في شن هجمات في المنطقة وخارجها، وأضاف "سوريا تطرح عددا من التحديات لمصالح الأمن القومي الأمريكي" . إلى ذلك، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاستخدام "الوحشي" للبراميل المتفجرة من قبل النظام السوري في مناطق عدة خصوصا في حلب، وقال في بيان "يوميا ومع مواصلة استخدام البراميل المتفجرة في قصف حلب، فإن نظام الأسد إنما يكشف عن وجهه الحقيقي أمام العالم"، وأضاف "إنه آخر عمل وحشي يقوم به نظام يلجأ إلى التعذيب بشكل مكثف ومنظم" . وخلص كيري إلى القول "أمام هذا الواقع المريع لا يمكن للشعب السوري على الإطلاق أن يوافق على حكومة شرعية يكون الأسد جزءا منها" . وأعلنت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أقر بأن "لا سلطة" له لمناقشة النزاع السوري مع نظيره الأمريكي . وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيستغل لقاءاته مع رؤساء الدول والحكومات خلال أولمبياد سوتشي المقبلة لبحث ملفات عالمية ساخنة، وخاصة سوريا . (وكالات) الخليج الامارتية