GMT 9:02 2014 الخميس 6 فبراير GMT 11:48 2014 الخميس 6 فبراير :آخر تحديث الخرطوم: حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" اليوم من أزمة غذائية كبرى في جنوب السودان، حيث يواجه نحو 3.7 مليون شخص الآن مستويات حادة أو حرجة من انعدام الأمن الغذائي. ودعت منظمة "فاو" إلى حشد 77 مليون دولار أميركي لتمويل العمليات الحاسمة لدعم الأمن الغذائي وموارد المعيشة للسكان المتضررين في الجنوب السوداني إزاء ارتفاع أسعار السلع الغذائية الرئيسة ونفاد الإمدادات الأساسية. كما عدّلت وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية خطة الاستجابة للأزمة، وتسعى في الوقت الراهن إلى حشد ما مقداره 1.27 مليار دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في النصف الأول من عام 2014. ويتعرّض ما يصل إلى سبعة ملايين شخص للخطر إجمالًا بسبب المستويات المتفاوتة من انعدام الأمن الغذائي في أحدث دول العالم عهدًا. وقالت الخبيرة سو لاوتسيه، رئيس مكتب منظمة "فاو" بالوكالة في جنوب السودان، إن "الجنوب السوداني كان مسرحًا بالفعل لواحدة من أكبر عمليات المساعدة الإنسانية في العالم قبل بدء القتال. أمّا الآن فالوضع يتدهور بسرعة. وأضافت أن "الأسواق انهارت، وتضررت البنية التحتية، وفر التجار الأجانب، وتعطلت ممرات توريد السلع الأساسية بسبب العنف، وبات سكان الريف غير قادرين على نقل المحاصيل والماشية والأسماك إلى الأسواق لبيعها". وفرّ أكثر من 870000 من سكان جنوب السودان من منازلهم في غضون الأسابيع الستة الماضية بعد اندلاع القتال في ولاية جوبا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والذي ما لبث أن انتشر في جميع أنحاء المناطق الشرقية والوسطى من البلاد، وعرقل النزوح الدورة الزراعية بقوة، والمنتظر أن تتفاقم الحالة السائدة من انعدام الأمن الغذائي أكثر فأكثر بسبب تخلف المزارعين عن بداية موسم الزرع الرئيس في آذار/ مارس. وحذر الخبير دومينك برجون، مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل لدى منظمة "فاو"، عقب زيارة أخيرة إلى جنوب السودان أن "فوات موسم الزراعة الرئيس ستكون له آثار بالغة ستقوّض إنتاج الأغذية وتوافرها في جنوب السودان عام 2014 وأيضًا خلال عام 2015". وأضاف: "في الوقت الراهن، تعطلت ممرات الإمدادات أو انسدت تمامًا في مناطق عديدة من البلاد، بينما يقف المزارعون في أمسّ الحاجة إلى المساعدة العاجلة وصولًا إلى المدخلات الزراعية الحيوية". كما يواجه الإنتاج الحيواني تهديدًا من تفشي الأمراض الحيوانية المحتملة، مثل حمى الساحل الشرقي وطاعون المجترات الصغيرة، إذ تختلط القطعان غير المحصنة بالماشية المحصنة. وتفاقمت الحالة من جراء الانهيار الجزئي لسلسلة التبريد، لتخزين لقاحات التطعيم، بسبب النهب وأنشطة العنف المستمرة. وثمة مخاوف إضافية من أن العديد من النازحين الذين التمسوا المأوى على الضفاف النهرية سيضطرون إلى الانتقال مجددًا بسبب مياه الفيضانات مع اقتراب موسم الأمطار، مما سيقوّض أمنهم الغذائي وجهود استعادة سبل معيشتهم. وأضافت خبيرة المنظمة لاوتسيه أن "العنف المستمر حتى إذا كان من الواضح أنه يعوق الاستجابة الإنسانية، إلا أن المنظمة ستواصل العمل مع الشركاء المحليين، ميدانيًا لتأمين الإمدادات الحيوية للضعفاء من مربّي الماشية والرعاة وصيادي الأسماك والمزارعين والسكان الأكثر ضعفًا في المناطق الحضرية". ايلاف