تونس - "الخليج": قدم قادة دول عربية وأجنبية، أمس الجمعة، التهاني والخطابات المشيدة في جلسة ممتازة أمام نواب المجلس التأسيسي التونسي بمناسبة المصادقة على دستورها الجديد، فيما أعربت كلمات وفود عدة عن دعم مالي وسياسي للحكومة الجديدة بهدف إنجاح المسار الانتقالي، كما لم تخل الجلسة من التوتر بسبب كلمة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني التي انتقد فيها الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" دفعت الوفد الأمريكي إلى المغادرة . وخصصت الرئاسة التونسية أمس موكباً رسمياً للاحتفال بالمصادقة على دستور الجمهورية الثانية خلال جلسة عامة ممتازة بالمجلس التأسيسي بحضور اكثر من عشرين من زعماء وملوك دول أجنبية عدة تداولوا على تقديم كلمات أمام النواب . وأعلن رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر خلال الجلسة ان الدستور سينشر في الجريدة الرسمية بعد غد الإثنين كما ينص على ذلك الفصل 147 من باب الأحكام الانتقالية ليدخل فور ذلك الدستور حيز التنفيذ بشكل تدريجي، حيث سيستمر العمل ببعص فصول النظام المؤقت لتنظيم السلطة العامة لحين انتخاب مجلس الشعب ورئيس جديد للبلاد وتنصيب حكومة ما بعد الانتخابات المقبلة . وأشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدستور تونس الجديد وبما تضمنه من حقوق ومساواة بين الجنسين وتكريسه للديمقراطية متعهداً في الوقت نفسه بدعم بلاده للتنمية في تونس خلال مرحلة البناء عبر تخصيص اعتمادات بقيمة 500 مليون يورو . وقال الرئيس الفرنسي إن الدستور التونسى الجديد "يؤكد أن الإسلام يتماشى تماماً مع الديمقراطية"، مؤكدا أن "هذا النص يمكن ان يكون مثالاً ومرجعاً لدول عديدة" . وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان "إن تونس تمكنت في سنوات قليلة من التأسيس لعملية انتقال ديمقراطي"، مشيراً إلى ان "دستور تونس قطع مع مخاوف التراجع عن مكاسب المجتمع وأرسل اشارات طمأنة" . وأكد رئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلال وقوف بلاده إلى جانب جارتها تونس فى "السراء والضراء إدراكاً منها لوحدة المصير"، مسجلاً مباركتها للجهود التى يبذلها هذا البلد من أجل التأسيس لعهد جديد من الحرية والاستقرار . وأشاد رئيس مجلس الأمة الكويتي ورئيس الاتحاد البرلماني العربي مرزوق الغانم بالدستور التونسي الجديد واصفاً اياه "بالإنجاز التاريخي الحضاري الذي حققته تونس بإقرار دستورها العتيد وبإجماع حقيقي تجاوز آفاق التمني" . وقال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي "إن تونس عرفت مساراً طويلاً ومعقداً للوصول إلى الديمقراطية، وأوروبا أكثر من يعرف أهمية هذه الخطوة"، مضيفاً قوله "لقد أثبتتم أن العنف لا يمكن أن يكون حلاً للمشاكل . ومن يبحثون عن العنف يريدون تقسيم التونسيين" . وأوضح أن التجربة التونسية يمكن أن تلهم بقية الثورات في المنطقة، مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي لتونس قائلا في هذا الخصوص "بإمكانكم التعويل على شريككم وحليفكم الاتحاد الأوروبي، سنواصل تقوية علاقات التعاون والصداقة وسنبقى إلى جانبكم" . من ناحيتها أشادت سيمونتا سوماروغا، نائبة المجلس الفيدرالي السويسري، وزيرة الداخلية والعدل، بالدستور التونسي الذي قالت إنه "أقر حقوق المرأة، بالتنصيص على مبدأ التناصف والمساواة، ملاحظة أن هذا الدستور يعد "خطوة تاريخية نحو الديمقراطية، رغم الصعوبات التي رافقت إعداده" . انسحاب الوفد الأمريكي انسحب ممثلو الولاياتالمتحدة من الاحتفال، وذلك احتجاجاً على "اتهامات باطلة" و"تعليقات غير لائقة" أدلى بها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني . وقالت السفارة الأمريكيةبتونس في بيان مقتضب منه "لقد وقع استخدام ما كان يُفترض أن يكون حفلاً لتكريم إنجازات تونس، من قبل ممثل إيران كمنبر للتنديد بالولاياتالمتحدة" . وكان لاريجاني قد قال في كلمته "علينا أن نراقب الدول التي تحصل فيها ثورات وأن نقوم بقطع ايادي الدول المستكبرة"، مشيراً بالاسم إلى الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" . الخليج الامارتية
