تجذب الحياة الخاصة للسياسيين كغيرهم من الشخصيات العامة من فنانين وأدباء، فضول الناس لمعرفة خباياها، وهو الأمر الذي يعرفه الإعلاميون تمام المعرفة، فيبحثون عن أي تفاصيل مثيرة، ويجندون مصوريهم الخاصين بهذه الأمور، ويطلق عليهم البابراتزي للحصول على أي صورة قد تضمن مبيعات كبيرة للوسيلة التي يعملون لها، وبالتالي تضمن لهم النجاح المهني. ويبقى التاريخ الحديث والقديم وخصوصًا في العالم الغربي، مليئا بعشرات إن لم نقل مئات القصص عن رؤساء وسياسيين كبار سقطوا في فخ الإغواء، وأقاموا علاقات خارج الإطار الزوجي، فنجا بعضهم فيما سقط بعضهم وأزاحته العيون الحسان عن كرسي السلطة إلى غير رجعة. أحدث قصص العشق والتي استقطبت اهتمام الفرنسيين الأيام القليلة الماضية، موضوع علاقة رئيسهم العازب ساكن قصر الإليزيه فرانسوا هولاند مع الممثلة «الحسناء» جولي غاييه، فصوره وهو يقود دراجة نارية مرتديا خوذة حماية وبرفقة حارس واحد، والتي التقطها له «بابراتزي» مثابر أمام بيت «غاييه»، والذي لا بد وأنه حصل على مكافأة مجزية مقابلها من مجلة «كلوزر» ذات الشعبية الكبيرة، أثارت فضول الشعب الفرنسي لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه القصة الغرامية لأهم شخص في بلاد «الغال»، بصرف النظر عمن تكون بطلتها. بداية انطلاق الدخان من تحت الرماد تعود إلى العام الماضي 2012، حين شاركت غاييه في الدعاية لانتخاب المرشح الرئاسي حينها هولاند، ولفتت كلماتها الدافئة عن هولاند «المنصت» و»الرائع»، الشعب الفرنسي، الذي يستطيع قراءة ما بين السطور في العلاقات الغرامية، وخصوصًا فيما يتعلق منها بقياداته، فقد اعتاد عليها منذ عهد ملوك آل بوربون وأشهرهم لويس الخامس عشر وعشيقته مدام دومبادور، التي كانت تعمل في وظيفة رسمية بالدولة برتبة «خليلة الملك»، مرورا برؤساء الجمهوريات وأولهم فيلكس فور الذي توفي وبجانبه عشيقته في المكتب الرئاسي العام 1899م، ومن بعده فاليري جيسكار ديستان الذي كانت قصص غرامه الكثيرة لا ينافسه فيها إلا خلفه ممشوق القامة جاك شيراك، أما الاشتراكي فرانسوا ميتران باني الهرم الزجاجي الشهير في متحف اللوفر فكان يعيش حياتين إحداهما شرعية مع زوجته وأبنائه، وأخرى غير شرعية مع عشيقته «آن بينغو» وابنته غير الشرعية منها «مازارين»، ولم يثر اعترافه قبيل وفاته بأيام قلائل بوجود هذه العلاقة، وما أسفرت عنه من ابنة (مازارين) أي ضجة، فقد كانت معروفة سلفا من قبل الكثيرين ومنهم زوجته، وقد بدأت قائمة علاقاته خارج إطار الزواج تطول يوميا بعد وفاته، ويكشف عن عشيقة جديدة كل فترة من بلاد مختلفة مطربات وممثلات، ولا ينسي الفرنسيون المشهد القاسي الذي اضطر ميتران زوجته دانييل لمعاناته، حينما أوصى بحضور مازارين لجنازته، وكانت الاثنتان تقفان أمام قبره في مشهد التقطته مختلف وسائل الإعلام. وبالعودة إلى الرئيس الرابع والعشرين لفرنسا هولاند، فهو لم يتزوج مطلقًا وعاش قبل توليه الرئاسة مع امرأة فرنسية «حديدية» هي سيغولين رويال، لمدة أكثر من عشرين عامًا تحت سقف واحد، أنجبا خلالها 4 أبناء، وقد ترشحت رويال في الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام 2007 عن الحزب الاشتراكي وخسرت أمام الرئيس اليميني «نابليون الجديد» - نسبة إلى قصر قامته - نيكولا ساركوزي، إلا أن هولاند عشيقها السابق انتقم لها لاحقا وأزاح ساركوزي عن قصر الإليزيه في الانتخابات اللاحقة.. اللافت في قصة هولاند مع العشق أن الفرنسيين لم يستهجنوا علاقاته لكن ما استوقفهم فقط هو أنه غامر بتعريض سلامة رئيسهم للخطر حين ذهب متخفيا إلى موعد غرام ممتطيا دراجة بخارية بصحبة حارس وحيد.. هم خافوا على الرئيس لكنهم اعتبروه حرًا فيما عدا ذلك. «لوينسكي» متدربة كادت تعزل رئيس القوة العظمي». ربما تكون فضيحة علاقة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مع متدربة بالبيت الأبيض هي مونيكا لوينسكي إحدى أشهر الفضائح الجنسية بالعصر الحديث، فقد تابعها مئات الملايين بالعالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، نظرا لأهمية الولاياتالمتحدة كقوة عظمى أولى في العالم يهتم بأخبارها وأخبار ما يصدر عن رئيسها من قرارات وتصريحات جميع سكان الكرة الأرضية. وقد أدت وشاية إحدى صديقات لوينسكي للصحافة، والتي كانت قد سجلت أقوال صديقتها المتدربة في البيت الأبيض، عن تفاصيل «حميمية» لما قالت إنه «علاقة جنسية مع الرئيس». واستغل المحقق الخاص كينيث ستار هذه المعلومات في العام 1998، وعمل على توسيع التحقيقات حول العلاقة بين لوينسكي وكلينتون، وقد كذب الأخير ورفض الاعتراف بتلك العلاقة، إلا أنه عاد واعترف بها لاحقا بعد أن ضيقت التحقيقات الخناق عليه.. إثر فضيحة لوينسكي بدأ عدد من السيدات التصريح للإعلام عن وجود علاقة لهن مع كلينتون، إلا أنه صمد للعاصفة ولم يقدم استقالته من منصبه، كما أن زوجته هيلاري، لم تبتعد عنه رغم الفضيحة، التي ظل صداها يلاحق كلينتون حتى بعد خروجه من البيت الأبيض، وقد ذكر كلينتون في مذكراته أنه عاش أياما صعبة خلال هذه الفترة حيث اضطر رئيس الولاياتالمتحدة الثاني والأربعون وحامل الشيفرة لأقوى ترسانة نووية بين دول العالم للنوم خارج غرفة الزوجية في هذه الفترة، لأن السياسية القوية ووزيرة الخارجية لاحقا هيلاري كلينتون كانت في أشد حالات الغضب منه. أما الأمر المثير أن الصحافة الأوروبية حينها تعاطفت مع كلينتون باعتبار أنها قضية «شخصية»، ذلك أنها لم تؤثر على قيادة الرئيس للولايات المتحدة، بل إن سجله في قيادة أمريكا كان مثيرًا للإعجاب بالنسبة لأوروبا، التي تعد أكثر تسامحًا حيال الأمور الشخصية، بخلاف أمريكا التي ينظر إليها باعتبارها «متزمتة» في هذا المجال، ومع ذلك فما استفز الأمريكيون ضد رئيسهم الشاب كلينتون لم يكن واقعة مواقعة «متدربة» داخل المكتب البيضاوي وأثناء «الدوام الرسمي»، وإنما أنه كذب على شعبه في محاولة لإخفاء الفضيحة. «روبي تطيح ببرلسكوني من عالم السياسة» وإذا كان كلينتون نجا من التبعات السياسية للفضيحة الجنسية فإن رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق والمخضرم سيلفيو برلسكوني لم يسعده الحظ، كما الرئيس الأمريكي، فالعجوز ذو الثمانية والسبعين عاما خاض محاكمات كثيرة في السنوات الثلاث الأخيرة ومازال، بعد انكشاف علاقة أقامها مع فتاة قاصر تدعي روبي، وهي القضية التي أطلق عليها «روبي جيت»، وبينما انتصر الداهية ورئيس نادي الميلان لسنوات طويلة في الكثير من نزاعاته مع خصومه السياسيين، واستطاع الإفلات من اتهامات كثيرة بالفساد السياسي وبتكوين علاقات وشبكات مصالح مع المافيا الإيطالية، إلا أن عيون روبي ذات الأصل العربي، استطاعت طرده خارج عالم السياسة بقرار من المحكمة، لأنه خالف القانون الإيطالي، الذي يعتبر إقامة علاقة مع فتاة قاصر جنحة، بالإضافة لاتهامه باستغلال نفوذه السياسي للإفراج عنها في قضية اختلاس، وهو الأمر الذي بموجبه تم عزله من منصبه كرئيس للوزراء، وإيقافه عن ممارسة العمل السياسي لعدد من السنوات. إدانة بيرلسكوني لم يكن وراءها العلاقة غير المشروعة، وإنما فقط أمران، الأول أن العلاقة جرت مع «قاصر» دون الثامنة عشرة، والثاني أن بيرلسكوني استغل نفوذه السياسي لتبرئة عشيقته الصغيرة من تهمة اختلاس. دومينيك ستراوس.. حياة سياسية واعدة تنهيها عاملة فندق كانت قضية التحرش الجنسي لرئيس صندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس ومحاولته اغتصاب عاملة في فندق أمريكي واحدة من أبرز القضايا المتعلقة بمحاولات الاغتصاب وإقامة العلاقات الجنسية.. وترتب على محاكمته في أمريكا فتح ملفات سابقة لدومينيك ستراوس، ومن بينها قضية أخرى في فرنسا.. غير أن رئيس صندوق النقد الدولي تمكن من الإفلات من فضيحته مع العاملة في الفندق، لكنه أجبر على الاستقالة من منصبه، وتعرضت فرصه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لضربة قوية دمرت مستقبله السياسي، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول إمكانية قيام منافسيه السياسيين في الترتيب لهذه الفضيحة لإبعاده عن الوصول لقصر الإليزيه. «هتلر».. الديكتاتور يعشق بعد انحسار المد النازي مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الجيوش الألمانية الفاتحة، والتي استطاعت احتلال فرنسا في وقت سابق قد منيت بهزائم متتالية اضطرتها للانسحاب أمام جيوش الحلفاء، بقيادة الولاياتالمتحدةوبريطانيا، وكانت في نهاية شهر أبريل من العام 1945 تدافع عن العاصمة برلين وعن قائد الرايخ الثالث والزعيم الألماني صاحب نظرية تفوق العرق الآري أدولف هتلر، والذي كان يختبئ تحت الأرض في مخبأ تم إعداده خصيصًا لهذا الغرض. خلال تلك الساعات «العصيبة»، والتي كان يعلم الزعيم الألماني أنها ستكون الأخيرة في حياته، قرر وبالرغم من ذلك عقد قرانه على عشيقته إيفا براون قبل أن ينتحرا سويا بعدها ب40 ساعة، في مشهد رومانسي يتباين مع الدمار الهائل الذي ضرب العاصمة برلين بل وجميع التراب الألماني بسبب الحرب العظمي. من هي إيفا براون؟ وُلدت إيفا في مدينة ميونيخ الألمانية وتلقت تعليمها في أحد الأديرة، والتقت بالزعيم النازي أدولف هتلر عندما كانت تعمل مساعدة لأحد موظفيه ومصوِّره الشخصي هَينريخ هوفمان في عام 1929م، ويحكى عنها أنها دست رسالة غرامية في جيب هتلر فقام على إثر هذه الرسالة بدعوتها لمنتجعه الجبلي وأصبحت بعدها عشيقته. «ديانا.. نهاية تراجيدية لأميرة محبوبة» كان زواج ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز بداية الثمانينات العام 1981 بالأميرة ديانا سبنسر أسطوريا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فقد تابع الأميرة الجميلة عشرات ملايين المشاهدين في بريطانيا وحول العالم، ولم يكن يدور في خلد أحدهم أن هذه الأميرة ذات القد الممشوق والعيون الجميلة ستنتهي حياتها في نفق باريسي بصحبة عشيق عربي العام 1997، بعد حياة طويلة من المعاناة والخيانة المتبادلة بينها وبين الأمير الشاب حينها، وهي القضية التي قيدت ضد مجهول ولم يعرف حتى الآن من قائد السيارة، التي كانت تطارد سيارة دودي والمسؤولة عن انقلابها، وبالتالي وفاة العاشقين. طفت المشكلات بين ديانا وتشارلز على السطح في أواخر الثمانينات، والتي أدت إلى الانفصال لاحقا، وكان كل واحد منهما يتحدث لوسائل الإعلام العالمية، ويتهم الآخر بأنه السبب في انهيار الزواج، وبخلاف ذلك كان تشارلز مستمرًا في علاقته القديمة بكاميلا باركر، بينما كانت ديانا على علاقة بجيمس هويت وهو ما أكدته بنفسها فيما بعد في حوار تلفزيونى مع مارتن باشير في برنامج بانوراما على قناة بي بي سي، وبالمقابل، فقد أكد تشارلز علاقته هو الآخر منذ أكثر من سنة سابقة على ذلك مع كاميلا باركر في حوار تلفزيونى مع جوناثان ديمبليبى، كما زعمت ديانا أيضًا أنها كانت على علاقة بصديقها جيمس جيلبى. وفي 9 ديسمبر 1992 انفصلت ديانا عن تشارلز، ومع مرور الوقت انقطعت صلتها بأفراد العائلة الملكية فيما عدا سارة فيرجسون دوقة يورك سابقا، لتستمر علاقاتها المتعددة بعد الانفصال حتى لحظة وفاتها التي فجعت مئات الآلاف من معجبيها الذين تجمعوا في جنازة مهيبة تعد بين الأكبر في التاريخ.. المزيد من الصور : صحيفة المدينة