"داعش" يستبيح الحرمات ويجبر النساء على "جهاد المناكحة" إرهابيو باكستان وأفغانستان يحكمون الفلوجة والازمة ستحل خلال 10 ايام في الوقت الذي تنتظر فيه الاوساط العراقية بمزيد من الترقب ما ستؤول اليه المبادرة التي اطلقتها الحكومة المحلية وشيوخ الانبار لانهاء الازمة في الانبار، امعن تنظيم "داعش" كثيرا في ارتكاب العديد من الجرائم بحق ابناء المدينة مستبيحا حرماتهم، لا سيما عقب تشكيله "محاكم شرعية" قضاتها باكستانيون وجلادوها افغانيون. بغداد (صحيفئ الصباح) وتلاقي التنظيمات الارهابية في مدن الانبار الاخرى مزيدا من الخسائر والخذلان، لاسيما عقب انتهاء الجيش بشكل كلي من تطهير معظم مناطق الرمادي وفقا لما افادت به مصادر امنية ل"الصباح"، مؤكدة ان القوات الامنية شرعت بنشر قناصة مدربين على طول الحدود الفاصلة مع سوريا منعا لتسلل الارهابيين. اذ تمكنت امس من قتل 95 ارهابيا من "داعش"، وتدمير عشر مركبات تحمل منصات لاسلحة ثقيلة كانت قادمة من سوريا، فضلا عن السيطرة على ممر ارضي استخدمه الارهابيون لنقل المؤن والاسلحة والمجرمين من والى الفلوجة. وعقب النجاحات العسكرية الكبيرة للجيش في قتل وملاحقة ارهابيي "داعش" عمد افراد ذلك التنظيم الى الانتشار بشكل واسع في مدينة الفلوجة، مستغلين الاستراتيجيات العسكرية للجيش العراقي التي يسعى من خلالها الى المحافظة على ارواح الابرياء في المدينة، وتجنيبهم المواجهات المسلحة، غير ان تلك التنظيمات اوغلت كثيرا في استباحة حرمات المدينة، التي تكررت استغاثات اهلها بابناء القوات المسلحة لتخليصهم من "داعش". حيث اقدم مواطن انباري غيور على قتل عائلته بعد تهديده من قبل ارهابيي "داعش" الذين اجبروه على اخذ اثنتين من نسائه لاغتصابهن تحت ذريعة ما يسمى "جهاد المناكحة". وقال رئيس مجلس اسناد الانبار الشيخ حميد الهايس في تصريح صحفي: ان احد ابناء مدينة الفلوجة الاسيرة قام بقتل نفسه وزوجته واخته بعد تهديده بالقتل من قبل ارهابيي "داعش" جراء رفضه اخذ اثنتين من نسائه ليتزوجن من الارهابيين وفقا لذريعة "جهاد المناكحة" حفاظاً على شرفه وسمعة عشيرته التي تعد من العشائر العراقية الاصيلة. وكشف الهايس ايضاً عن وجود محكمتين شرعيتين تنفذان احكاماً جائرة بحق اهالي الفلوجة، مؤكداً ان المحكمتين فيها قضاة ارهابيون من حملة الجنسية الباكستانية وجلادون من حملة الجنسية الافغانية ينفذون احكام الجلد بسلاسل حديدية، مبيناً ان التذمر وصل الى اعلى حدوده لدى اهالي الفلوجة جراء الافعال الاجرامية والجائرة التي تنفذها زمر "داعش" الارهابية، مشيراً الى ان نوايا التنظيم في تأسيس دولة ارهابية في محافظة الانبار ومحافظات سورية تكشفت بعد العثور على نسخة من العملة المالية التي اصدرها التنظيم والتي تتضمن صورة للمقبور اسامة بن لادن امير تنظيم القاعدة الارهابي. الى ذلك افاد مصدر حكومي لصحيفة العالم ان ازمة الفلوجة تنتهي خلال 10 ايام وخطة مجلس المحافظة «أجدى» وقال عضو مجلس محافظة الانبار قاسم محمد انه لا يملك معلومات عن وجود "مبادرة خارجية او اتفاقات بين الحكومة العراقية والاميركية،" الا انه اكد اتفاقه مع توجه ان "يكون ابناء العشائر هم المسؤولون عن مسك الارض، وطرد الارهابيين وتنظيف المدينة منهم،" مستدركا بالقول "لكن يجب ان يكون ذلك بشروط وليس بشكل منفلت." وراى محمد ضرورة ان تكون "عمليات التطهير، التي تنفذها العشائر، تحت مظلة الدولة والاجهزة الامنية،" لافتا الى نجاح تجربة حركة الصحوات في الاعوام 2006 و2007 "وليس قوة اضافية خارج سياق الدولة،" كما قال، لان ذلك "سيزيد الاوضاع سوءا". ولاحظ محافظ الانبار السابق ان "احد عناصر نجاح الصحوات هو بقاؤها تحت علم ومظلة الدولة". وشدد على ان "نحن في الحكومة المحلية نؤيد المبادرة ان كانت هناك شروط تفرض على ابناء العشائر"، محذرا من ان اخراج المحافظة من سيطرة الحكومة تماما سيجعل من الانبار "بقعة ازمة مستديمة تؤدي الى مزيد من سفك الدماء." من جانبه قال خالد المحيمدي، عضو مجلس شيوخ عشائر الفلوجة، انهم يرفضون ان "يكون السلاح بيد اي جهة غير حكومية، وقلنا يجب ان تكون القوات الامنية هي المسؤولة عن حفظ الامن والاستقرار في الانبار،" كما رفض ان تكون مسؤولية ادارة الامن بيد "قوات العشائر او الصحوات او غيرها." واشار المحيمدي الى "محاولات" سابقة من جانب "قادة ساحات الاعتصامات لتشكيل جيش او قوة تسمى بجيش الانبار او عشائر الانبار،" لافتا الى ان هذه التحركات كانت من اجل ان "يستبقوا اي تشكيل عشائري على غرار الصحوات في الوقت السابق." مصدر حكومي رفيع، تحدث ل"العالم" شريطة عدم ذكر اسمه، قال ان مبادرة الحكومة المحلية في الانبار "كانت بعلم رئيس الوزراء نوري المالكي،" مشيرا الى "اخذ موافقته على كل الامور التي كان من المقرر ان تطرح لحل الازمة في الانبار،" وانهاء وجود التنظيمات المسلحة فيها. وراى المصدر ان بعض الاجراءات "كانت تدار بطريقة خاطئة من قبل بعض ابناء العشائر،" لافتا الى ان تعون ابناء العشائر كان قليلا مع القوات الامنية، فضلا عن ان "وجودهم ضعيف على الساحة." وقال المتحدث ان القوات العسكرية العاملة في الانبار اكدت "انها عندما تحرر منطقة وتنتقل الى الاخرى سرعان ما يعود المسلحون الى المنطقة ويسيطرون عليها بالرغم من وجود اتفاق بتسليم المناطق المحررة لابناء العشائر". واشار الى ان "المبادرة (الاميركية) كانت تجري بعكس الخطة، وهو ان يتم تحرير المنطقة من قبل ابناء العشائر لياتي الجيش ويستلم المنطقة المحررة وهكذا بقية المناطق." وراى المتحدث ان "المبادرة الاميركية غير مرجحة في الوقت الحالي" من دون ان يشرح المتحدث الاسباب. وقال ان "الارجح هو مبادرة الحكومة المحلية، التي اخذت على عاتقها ادارة الملف الامني في المحافظة بطريقة تشبه ادارة الحكومة المركزية للصحوات." /2336/ وكالة انباء فارس