أكدت المعارضة الاوكرانية تصميمها على المضي في مواجهة سلطة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وذلك خلال تجمع لها ضم نحو 70 الف شخص في ساحة الاستقلال في كييف. كييف: تهار نحو 70 ألف شخص في وسط كييف لمواجهة سلطة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. قامت المغنية روسلانا بالاتصال هاتفيا بالناشط المعارض دميترو بولاتوف الذي يعالج حاليا في ليتوانيا بعد تعرضه للتعذيب وقال عبر مكبرات للصوت امام الحشد "نحن لا ننوي التراجع وسنمضي الى الامام اكثر فاكثر". ورد المتظاهرون على هذا الكلام بالتصفيق الحاد. وبعد ساعات تظاهر ناشطون من حركة بولاتوف امام منزل وزير المالية بالوكالة يوري كولوبوف في قرية قرب كييف، وقاموا بوضع دلو مثقوب امام المنزل "يمثل الموازنة الاوكرانية" وكتبوا على لافتة رفعت في المكان "لن تسرق بعد اليوم" بحسب ما نقلت صحيفة اوكراينسكا برافدا في موقعها على الانترنت. .وقالت المغنية روسلانا الناشطة جدا في المعارضة للمتظاهرين انها تشعر بتهديد جسدي من قبل انصار السلطة المعروفين باسم "تيتوشكي" وهم رياضيون تتهم المعارضة السلطات بانها جندتهم للاعتداء على الناشطين. وقالت روسلانا "عمليا لقد قام التيتوشكي بطردي من منزلي، وهم يقفون امامه ويراقبون سيارتي" مضيفة انها تتلقى رسائل قصيرة على هاتفها "تهددني بالقول انني سالقى مصير بولاتوف". وكان الاخير خطف وعذب طيلة ايام على ايدي مجهولين يتكلمون الروسية قطعوا جزءا من احدى اذنيه. وتحدى احد ابرز قادة المعارضة فيتالي كليتشكو الرئيس يانوكوفيتش عندما دعا الاوكرانيين الى الالتزام باضراب عام الخميس القادم الساعة 11,00 (التاسعة ت غ) والنزول الى الشارع حاملين الاعلام الوطنية. واضاف كليتشكو "لن يستطيع احد كسرنا سنواصل القتال" قبل ان يدعو المتظاهرين الى الانضواء في وحدات دفاع ذاتي في كافة انحاء البلاد والتحرك تحت شعار "انا اوكراني انا لا اخاف". وكان كليتشكو اتهم على مدونته على الانترنت الرئيس الاوكراني بالتهديد بالقائه في السجن خلال لقاء جمعهما قبل فترة قصيرة. وكتب على مدونته ان الرئيس قال له "السيد كليتشكو، نستطيع حل البرلمان وعندها لن تكون لديك حصانة". واضاف كليتشكو "هذا اكثر من تهديد مبطن انه يريد ان يراني في السجن مثل يوليا تيموشنكو". وكان عدد المتظاهرين الاحد يوازي عدد المتظاهرين الاحد الماضي لكنه اقل من المتظاهرين خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ثم في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير، بحسب ما افاد مراسلو فرانس برس. وقالت المتظاهرة انا ريبينوك (سكرتيرة) "يجب ان يبقى الناس في الشارع حتى النهاية، والا فانه ستحصل اعمال انتقامية. ويجب على المعارضة ان تكون اكثر تصميما، وان لا تكتفي بالخطب على المنبر. لا بد من انتخابات رئاسية مسبقة ودستور جديد. والا فان كل شيء سيبقى كما كان". وبات الرئيس يانوكوفيتش عالقا بين العديد من الضغوط ما يقلص هامش المناورة لديه. والضغط الاوضح هو ضغط روسيا التي اتجه اليها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) متخليا فجأة عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي رغم انه كان هو من روج له لثلاث سنوات. واثر هذا التغيير منحت موسكو كييف مساعدة مادية كبيرة بقيمة 15 مليار دولار من القروض وخفض سعر الغاز الروسي بنسبة الثلث. لكن بقبوله هذه المساعدة في الوقت الذي كانت فيه بلاده على حافة التوقف عن سداد ديونها، سلم يانوكوفيتش لبوتين ورقة هامة يمكنه استخدامها في اي وقت من خلال ربط الافراج عن دفعات المساعدة لكييف بالوضع السياسي في اوكرانيا. ولذلك فان المعارضة والشركاء الغربيين لاوكرانيا يترقبون بفارغ الصبر معرفة نتائج لقاء الرئيسين بوتين ويانوكوفيتش. وتم اللقاء مساء الجمعة في سوتشي لمناسبة افتتاح الالعاب الاولمبية الشتوية، لكن لا شيء رشح مما قيل او تقرر في اللقاء. وتنتظر روسيا كما الاتحاد الاوروبي ان يعين يانوكوفيتش رئيس حكومة جديدا بدلا من ميكولا ازاروف الذي استقال في 28 كانون الثاني (يناير) ويربط كل منهما مساعدته بما سيحصل. ويبدو من غير المرجح ان يعثر على مرشح مقبول من روسيا التي تريد من كييف احترام تعهداتها ازاءها، ومن الغرب الذي يطالب بحكومة وحدة وطنية "تقنية" تكون للمعارضة المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الاوروبي تاثير حقيقي فيها. من جانبها تطالب المعارضة التي ازداد تشددها مع استمرار الازمة، اولا بتعديل دستوري للعودة الفورية الى دستور 2004 ما يعني تقليصا كبيرا لصلاحيات الرئيس مقابل تعزيز صلاحيات البرلمان والحكومة. وفي معسكر الحكم لا يبدو ان هناك نية للقيام بعملية امنية ضد المعارضة في الايام القادمة. ويؤكد الرئيس ياكونوفيتش استعداده للحوار والتسوية وحتى لتعديل دستوري، لكنه يقترح صياغة دستور جديد وهو ما سيتطلب عدة اشهر. وترى المعارضة في ذلك مناورة لكسب الوقت. ايلاف