صنعاء | ريتاج نيوز | مصراوي: أثارت صورة تجمع الإعلامية اليمنية رحمة حجيرة مع رجل الدين الدكتور مرتضى المحطوري جدلا كبيرا في اليمن، بعد أن اعتبرها البعض صورة غير لائقة، لأن المحطوري ظهر في الصورة واضعا يده على كتف حجيرة. وعلى الرغم من أن الصورة تبدو عادية جداً، وهي التقطت في حفل عام وسط حشد من الحضور، إلا أن البعض في المجتمع اليمني المحافظ للغاية وجد في الصورة ما يثير الاستغراب والاستنكار، كما لم يخل الموضوع من بعد سياسي، إذ أن حجيرة تعمل مذيعة ومقدمة برامج في قناة 'اليمن اليوم' التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه 'المؤتمر الشعبي العام'، وهي قناة 'مبغوضة' من قبل قوى ثورة فبراير 2011. واعتبر مدافعون عن حجيرة والمحطوري أن الحملة ضدهما يقف وراءها ناشطون وإعلاميون يتبعون حزب الإصلاح، وهو تحالف يجمع الإخوان المسلمين مع بعض قبائل الشمال. بين رأيين انتشرت الصورة على نطاق واسع في صفحات اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليها الكثيرون بين مستنكر ومدافع عن رحمة حجيرة والمحطوري. وتحت عنوان 'يد المحطوري على جسد رحمة حجيرة'، وصف موقع 'يمن فويس' الصورة بأنها 'المثيرة للجدل للعام 2014م في اليمن'، ونقل عن المصور الصحفي المعروف فؤاد الحرازي أن اللقطة من تصويره، أثناء فعالية في بيت الثقافة في صنعاء، جرى خلالها تكريم حجيرة، والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان. من جانبه قال موقع اليمن السعيد إن هذه 'الصورة واحدة من أندر الصور التي أثارت الجدل في اليمن، كون المجتمع اليمني مجتمعا محافظا لا ترضى فيه الفتاة ولا أهلها أن يضع رجل يده عليها بذلك الشكل الملفت في حفل عام وأمام الكاميرات'. وفي المقابل أعتبر آخرون أن 'الصورة عادية، وتعبر عن تصرف أبوي من رجل دين وأكاديمي معروف'. آلام رحمة وعبرت رحمة حجيرة عن ألمها من حملة التشهير التي تعرضت لها، وهاجمت من اعتبرت أنهم 'يقفون خلف تلك الحملة'، ووصفتهم بأنهم 'أشباه رجال'. وقالت على صفحتها في الفيس بوك: 'بكيت وتمزقت واقتهرت (وقُهرت). وتوشك أن تجف انهار قلبي احتراقا، ليس فقط لقضايا شرف العرض، وإنما لقضايا شرف وطن ينتهكه الشرفاء العاجزون قبل المستبدين الطغاة، كانوا حكام دول عاجزة أو حكاما عاجزين لدولة الفوضى !!' وخاطبت حجيرة خصومها: 'مبروك لكم وجعي والعقبى في مكالفكم، والله منتقم جبار والعدالة السماوية لا تخطئ مسارها !! لكني سأظل أني (أنا) التي لا تروق لكم كما أنا، ولن أنكسر! ولكني سأرصدكم اسما وموقفا وسأشمت فقط!'. رد المحطوري من جانبه، اتهم المحطوري، المقرب من الحوثيين، والذي يُعد من أبرز علماء المذهب الزيدي في اليمن، حزب الإصلاح بالوقوف خلف حملة التشهير ضده وضد حجيرة، وقال إن لجوء الإصلاح إلى مثل هذه الأساليب 'دليل إفلاس وتدني الأخلاق لدى من يزعمون أنهم يمثلون الإسلام'. وأشاد برحمة حجيرة: 'إنها امرأة حرة شجاعة صلبة، ما عرفناها إلا لبوة شرسة في وجه الباطل والنفاق، ولاسيما الإسلام التجاري'. وأضاف المحطوري: 'وإن كانت الصورة صحيحة أيضاً، فوضع اليد ليس مباشرة، وإنما من وراء حجاب، ولجوؤهم إلى مثل هكذا صورة دليل بحثهم المضنى عمّا يمكنهم التشهير به للمحطوري ولرحمة حجيرة أو لغيرهما'. إدانة وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين ما تعرضت له رحمة حجيرة من 'حملة تشهير'، وقالت إن عدداً من الناشطين وبعضا من المحسوبين على مهنة الكتابة شاركوا فيها 'بأسلوب يذكرنا بالحملات التي كانت الأجهزة الأمنية تقوم بها تجاه المشتغلات بالشأن العام'. واعتبرت النقابة، في بيان صدر أمس الاثنين، أن 'هذا الأسلوب الرخيص يوضح بجلاء كيف يمكن لأطراف كثيرة أن تجعل من البيئة التي تعمل بها المرأة اليمنية بشكل عام محفوفة بالمخاطر، بل وتهدد بإمكانية أن تحقق النساء في مجتمعنا مشاركة أوسع في الحياة العامة، تحد من مساعيهن في الحصول على فرص أفضل للحياة والعمل'. وأكدت أن 'نوازع غير سوية، رجعية وسوقية في الوقت نفسه، تستخدم النوع نفسه من الأساليب الرخيصة التي اطلعنا على جزء منها وكانت الزميلة رحمة حجيرة ضحية لها'. اقرأ أيض ريتاج نيوز