يستحق الإشادة كل فرد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هؤلاء الرجال الأبطال الذين لا همّ لهم إلاّ الدفاع عن محارم الله أن تُنتهك، والذود عن أعراض المسلمين، يأمرون بالمعروف باتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويذكّرون الناس بأوقات الصلوات المكتوبة، وينهون عن المنكر بعدم التبرج والاختلاط في الأسواق، والأماكن العامة، فلهم كل الحب والاحترام في كل قلب مسلم غيور على دينه ووطنه وعرضه. ورجال الهيئة يقومون بعمل هو جدير بالتقدير والاحترام، فنحن لا نزال بخير ورحمة من الله تعالى طالما فينا من يأمر بالمعروف وينهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) نعم يوجد هناك بعض الأخطاء لا أحد ينكرها من بعض أفراد الهيئة، وأيضًا بعض المتعاونين المحتسبين سابقًا والذي تم إيقاف التعاون معهم بتوجيه من قبل معالي رئيس الهيئة. وأصبحت الهيئة الآن أكثر تنظيمًا من قبل، وأصبح أفرادها يتلقون دورات علمية متطورة ومستمرة لتأهيل منسوبيها للقيام بواجبهم الشرعي في مواجهة المنكرات بجميع أنواعها، والتطوير من أدائهم، ولكن الأخطاء موجودة في أغلب الجهات الحكومية، وأخطاء قد تكون فادحة ومؤثرة، ولكن بعض الأخطاء القليلة جدًّا للهيئة والتي يكون المقصود منها دفع الضرر أو المنكر المنافي لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بهدف الإصلاح، تكون أخطاء تحت المجهر لبعض الأقلام الصحفية المتحاملة للأسف هداهم الله على رجال الهيئة، بتصيد تلك الهفوات الصغيرة والقيام بتضخيمها إعلاميًّا وتسليط الضوء عليها لعدم انسجامهم مع مبادئ وتوجهات رجال الهيئة، فجهود رجال الهيئة لا تخفى على أحد فهي واضحة جلية للعيان كالبدر في ليلة تمامه، فهم يقفون سدّاً منيعًا لكل مَن تسوّل له نفسه استباحة محارم الله، وانتشار الفساد والرذيلة بين أفراد مجتمعنا الإسلامي المحافظ. فجهودهم تسطر بماء الذهب في كثير من المجالات لا تُعدّ ولا تُحصى فقد أحبطوا الكثير من أماكن تصنيع الخمور، والتي كان أغلبها في الأودية، وفي أماكن خطيرة تستدعي التضحية بالنفس، وتمت الكثير من المداهمات على أوكار الفساد واجتثاثها، وتقديم أصحابها للعدالة وجهودهم المخلصة ما زالت -ولا تزال- تتواصل للقضاء على كل منكر أو بدعة، كل هذا من أجل حماية شبابنا من تعاطي تلك السموم الملوثة والقاتلة، والمحافظة عليهم من خطر الضياع، فلا ننسى كل ما بذلوه -ويبذلونه- في التصدّي للسحرة والمشعوذين بكشفهم للجهات الأمنية، وشفاء الكثير من الأسر على أيديهم بفضل الله عز وجل، ثم بفضل هؤلاء الرجال المخلصين في أداء عملهم، واحتساب الأجر من رب العالمين، والكثير من الأمور التي يتولاها أعضاء الهيئة مثل قضايا الابتزاز وغيرها من القضايا يتم التعامل معها وحلها أثابهم الله، فلهم الفضل بعد الله على ما يقومون به من جهود يستحقون منا الشكر عليها، والدعاء لهم بظهر الغيب فوجودهم إحساس بالأمان والطمأنينة للجميع في كل مكان لهم وجود فيه قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر). اللهم احفظ رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبارك جهودهم، وأدام الله أمن هذا البلد تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. علي بن سعد المالكي - جدة صحيفة المدينة