من المتعارف عليه منذ عقود مضت -إن لم يكن أكثر من ذلك- بدون التعرّض للغة الأرقام أن المدارس وعلى مستوى العموم لمختلف الدول والأقطار هي النبع الأساس لكثير من الإبداعات والتميز لعامة البرامج والأنشطة، سواء كانت أنشطة صفية، وهي ما يخضع للمنهج، أو لاصفية وهي كل ما يقام خارج إطار الكتاب والمنهج ككل، وبمعنى آخر كافة البرامج التربوية والتثقيفية والاجتماعية التي تخدم المجتمع بعامة، بل وقد تتجاوز بكثير تلك الأنشطة المذكورة إلى أبعد من ذلك لمختلف المجالات ذات الصلة بكيان الإنسان. ونلحظ -بكل أسف- سياسة المنع من لدن وزارة التربية والتعليم للعديد من الفعاليات الهامة والبالغة الأهمية، فعندما يفكر المعلم أو مدير المدرسة ومنسوبوها لعدد من البرامج والخطط التفعيلية المناسبة يجد عبارة ممنوع، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستضافة العديد من ذوي الاختصاص من المؤهلين لشتّى المجالات المعرفية التي من شأنها خدمة الحراك التعليمي والثقافي وغيرها من المسالك والمدارج الأخرى التي تثري النشاط المدرسي ومحور العملية التربوية التعليمية، وهو الطالب. ومن خلال تجربتي للكثير من الفعاليات تلك واقامتها في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة وبيوت الشباب، وكذلك الأندية الرياضية أجد أنه من المهم نقلها إلى محيط المدرسة، والطالب حتى تكون مدارسنا بيئة جاذبة وليست طاردة كما هو الآن -بكل أسى- حتى تتسع مدارك ذلك التلميذ، وهو يبحث عن أبواب المعرفة المفيدة. ومن الملاحظ أن تكرار المنع للعديد من تلك الفعاليات والأنشطة قد زاد بشكل ملحوظ؛ ممّا يضعف وازع الثقة بين الجهه المسؤولة وهي وزارة التربية، وبين صلاحيات إدارات التربية والتعليم في أنحاء المملكة وكذلك انعدام الثقة الكلي لجهاز المدرسة، والذي من المفترض أن يكون به تمام الاعتماد والثقة؛ لكونه المربي والمعلم والمرشد لما يحقق الهدف المرجو والمنشود. وعليه نؤمل من المكرمين والمسؤولين بالوزارة إعطاء وإتاحة الفرصة للكوادر التعليمية داخل مدارسها دون تجاوز للخطوط الحمراء، وقفز من على الأسوار من الجانب الآخر حتى تتم كافة المناشط بمرونة وإيجابية يصبو إليها كل من ينتمي لذلك الميدان الرحب دون تعنت وتحكم لا يخدم تعليمنا ومستقبل الأبناء. عبدالله مكني - الباحة صحيفة المدينة