التقى الوسيط الدولي في مفاوضات «جنيف-2» السورية، الأخضر الإبراهيمي، أمس، مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، عرّابي النظام والمعارضة السوريين، في محاولة لإعطاء دفع للمحادثات بين الطرفين، التي تنتهي جولتها الثانية اليوم من دون أي تقدم منتظر، بينما دعا وفد المعارضة وواشنطن وموسكو إلى «التعاطي الجدي» مع المفاوضات. وفي الوقت الذي أعلن عن تمديد وقف النار في مدينة حمص، تستمر الأعمال العسكرية على الأرض حاصدة أرقاماً قياسية من القتلى يومياً، بينما تتواصل العملية الإنسانية في حمص لإجلاء مدنيين وإدخال مساعدات. وفي محاولة لإحداث حلحلة في المواقف، التقى الوسيط المكلف من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، أمس، نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان. ولم تتم دعوة وفدي النظام والمعارضة إلى الجلسات في قصر الأمم في جنيف بعد ثلاثة أيام من جلسات تفاوض مشتركة ومنفصلة لكل وفد مع الإبراهيمي، لم تؤدِّ إلى أي نتيجة. وكان غاتيلوف التقى، أول من أمس، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في جنيف، وقال رداً على أسئلة الصحافيين إن «موضوعَي مكافحة الإرهاب وهيئة الحكم الانتقالي مهمان، وسيتم التوصل من خلال مسار المحادثات إلى حل لهذين الموضوعين». وقال كبير المفاوضين في وفد المعارضة، هادي البحرة، لوكالة «فرانس برس» إن غاتيلوف طلب لقاء رئيس الوفد المعارض، أحمد الجربا، إلا أن هذا الأخير ليس موجوداً في جنيف، مرحباً بالدعوة. ودعا البحرة موسكو وواشنطن إلى «التعاطي الجدي» مع المفاوضات. وقال «حضورهما الآن حضور في الوقت المناسب لأننا في حاجة إلى أن نقيم ماذا حدث في الجولة الأولى وماذا حدث في الأيام الأولى من الجولة الثانية، ونقيم أي عملية سلبية في هذا الموضوع، وندفع باتجاه الحل السلمي المتكامل لوقف المأساة السورية». من جانبه قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لوكالة «فرانس برس» رداً على سؤال عن احتمال قيام الروس بضغط على الوفد الحكومي خلال المفاوضات، إن «الأصدقاء الروس يعرفون جيداً أننا نمارس كل المرونة ونمارس كل الفهم والالتزام بوثيقة جنيف، نعتقد أن كل الضغط يجب أن يكون على الطرف الآخر الذي لم يعترف بوجود إرهاب في سورية، والذي يصر دائماً على مناقشة بند واحد». وقال مصدر دبلوماسي لوكالة «فرانس برس» إن اجتماعات لممثلين عن دول مجموعة أصدقاء سورية ال11 تعقد بشكل منتظم على هامش مفاوضات «جنيف-2» «للتنسيق». ميدانياً، يتساقط القتلى، ومعظمهم من المدنيين، في كل المناطق في سورية، لاسيما في الغارات التي تنفذها الطائرات المروحية التابعة للنظام بالبراميل المتفجرة. وفى محافظة حلب، قال المرصد إن 51 مواطناً لقوا حتفهم، وبينهم 13 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة، وذلك في قصف واشتباكات مع القوات النظامية في أحياء مدينة حلب وفي مناطق بريفها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 36 شخصاً، أول من امس، في مثل هذه الغارات في مدينة حلب، و20 آخرين في مناطق من محافظة درعا. وقال المرصد إن مناطق في مدينة الرستن تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية، من دون أنباء عن خسائر بشرية. على صعيد آخر، قال محافظ حمص، طلال البرازي، إن وقف إطلاق النار في المدينة السورية للأغراض الإنسانية مدد ثلاثة أيام أخرى. وأضاف البرازي في اتصال هاتفي انه تم تمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام أخرى للسماح بإجلاء بقية المدنيين. وتابع انه تم إجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي، حين بدأ سريان وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة. وقال «تم إجلاء 1400 شخص حتى الآن منهم 220 شخصاً مازالوا ينتظرون تسوية أوضاعهم»، ويعني ذلك احتجازهم للاستجواب. ومعظم الخارجين من الأطفال والنساء والمسنين. ويتم ذلك في إطار اتفاق تم بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأممالمتحدة. وقال البرازي انه تم توقيف 390 رجلاً من الذين خرجوا، تراوح أعمارهم بين 16 و54 عاماً، لاستجوابهم، و«تمت تسوية أوضاع 11 منهم». الامارات اليوم