يبدو أن الخريف هو الفصل المناسب لمكافحة السرطان، إذ يقدّم مجموعة من الفواكه والخضار التي يثني الاختصاصيون على أفضالها في مكافحة هذا المرض الخطر . وقالت اختصاصية التغذية، ستايسي كينيدي، إن فصل الخريف يقدّم مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه التي تساعد على مكافحة السرطان . ودعت كينيدي إلى "تناول هذه الأطعمة وهي غير ناضجة ومن دون إزالة قشرتها"، موضحة أن "القشرة هي التي تحتوي على المغذيات" . أشارت إلى أن الدراسات أثبتت أن التفاح الذي ينمو في هذا الفصل، يقي من سرطانات الحلق، والفم، والقولون، والرئة، والثدي . ولفتت الدراسات إلى أن مادة الكسيتين الموجودة في التفاح تحمي الحمض النووي من التعرض لأضرار قد تؤدي إلى نمو مرض السرطان . وذكرت كينيدي، أنها تشجع مرضاها على تناول الفراولة التي تحتوي على حمض البنزويك الذي يمنع نمو سرطانات الدم، الرئة، والقولون . ونصحت الاختصاصية بشراء أكياس من الفراولة الطازجة، ووضعها في الثلاجة ليتم استخدامها لاحقاً . وأشارت كينيدي إلى أن الخضار، مثل الشمندر، والجزر، والبروكولي، والملفوف، والكرنب المسوق، تقي من سرطانات البروستات، والمعدة، والرئة . وأوضحت كينيدي أنه كلما اشتدت قوة اللون الموجود في هذه الخضراوات، ازدادت درجة مكافحتها السرطان" . وأشارت إلى أن اليقطين، والقرع، والجزر، والبطاطا الحلوة تحتوي كلّها على مغذي الكاروتينويد الذي يقي من سرطانات القولون، والثدي، والبروستات، والرئة . وفي هذا السياق قال باحثون أمريكيون إنهم تمكنوا من تحديد جزيء من الحمض النووي الريبي (ار ان ايه) يساعد النباتات على "تذكّر" الشتاء والانتظار إلى حين مجيء الربيع لتزهر في الوقت المناسب . وقال الباحثون الذين اجروا الدراسة في جامعة (تكساس) الأمريكية إن إحدى الطرق التي تساعد النباتات على معرفة ربيعها هي "تذكرها" بأنها مرّت في فترة طويلة من البرد . وقال الاستاذ المساعد في علم الأحياء الخلوي سيبلوم سونغ إن "النباتات بالطبع، لا يمكنها التذكر بالمعنى الحرفي للكلمة، لأنها لا تملك أدمغة . . لكن يمكن أن يكون لديها ذاكرة خلوية حول الشتاء، ويقدم بحثنا تفاصيل حول العملية" . وتدعى هذه العملية بالارتباع أي تعرض النباتات لدرجات حرارة منخفضة ولمدة كافية حتى تتهيأ للإزهار . واكتشف الباحثون جزيئاً من الحمض النووي الريبي سموه (كولداير) يلزم النباتات لخلق ذاكرة حول الشتاء . وفي الخريف ينشط جين يدعى (اف ال سي) بكبح إنتاج النبتة للزهور، إذ أن الإزهار العشوائي قد يكون هدراً لطاقة ثمينة . لكن بعد تعرّض النبتات ل 20 يوماً من درجات الحرارة القريبة من التجمّد، ينشط جزيء (كولداير) ويهدأ جين (اف ال سي) في عملية تكتمل بعد حوالي 30 إلى 40 يوماً من البرد . ومع بدء الدفء في الربيع وصمت جين (اف ال سي) تنشط جينات أخرى لبدء الإزهار . وقال الباحثون إن نتائج دراستهم قد تؤدي إلى تحسن في إنتاج المحاصيل ويمكن أن تكون مهمة في ظل التغيرات المناخية التي تغير طول فصل الشتاء وتأثيرات ذلك في عملية الارتباع عند النباتات حول العالم . يذكر ان دراسة جديدة أظهرت رابطاً بين الولادة في فصل الخريف وطول العمر، إذ تبيّن أن المولودين في أشهر الخريف أكثر احتمالاً للوصول إلى سن المئة . وذكر موقع "هلث دي نيوز" الأمريكي أن باحثين في جامعة "شيكاغو" وجدوا أن الذين ولدوا بين شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر من العام 1880 حتى العام 1895 زادت أرجحية عيشهم للمئة عام مقارنة بمن ولدوا في آذار/مارس . ولا يزال معنى هذه النتائج غير واضح بعد . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ليونيد غافريلوف إن النتائج تظهر أهمية البيئة التي تحيط بالأم عند الحمل وبالبيئة التي تحيط بالمولود لاحقاً وقت نموه . وأضاف غافريلوف "إن ظروف عيش الطفل قد يكون لها آثار طويلة الأمد في صحته لاحقاً في حياته وعلى طول عمره" . وشملت الدراسة 1574 شخصاً مئوياً في الولاياتالمتحدة، ووجدت أن الذين ولدوا بين سبتمبر ونوفمبر كانت فرصة عيشهم إلى المئة عام أكبر بنسبة 40% ممن ولدوا في مارس . وقال الباحثون إن الأمراض الفصلية قد تكون السبب الكامن وراء هذا الاختلاف . وبالمقابل، أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن الأطفال الذين يولدون في فصل الربيع أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصابي (انوركسيا)، من الذين يولدون في الخريف . وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن باحثين في مركز "ولكوم تراست سنتر فور هيومان جينيتيكس" وجدوا بعد تحليلهم بيانات من أربع دراسات سابقة شملت 1293 مصاباً بهذا المرض، زيادة لمعدلات الإصابة به لدى من ولدوا بين آذار/مارس وحزيران/يونيو . وتبيّن تراجع معدلات الإصابة بهذا الاضطراب في الأكل لدى من ولدوا في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر . وقال الباحث المشارك في الدراسة لاهيرو هاندونتهي إن "عدداً من الدراسات السابقة وجدت أن الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب ثنائي القطب . . منتشرة أكثر بين من ولدوا في الربيع، وبالتالي فإن ما توصلنا له بشأن الأنوركسيا قد يكون غير مفاجئ" . وأضاف هاندونتهي أن هذه الدراسة توفر دليل ارتباط فقط بين هؤلاء المواليد وهذا الاضطراب، وقال "نحن بحاجة حالياً لمزيد من البحث لتحديد أية عوامل تضع الأشخاص تحت خطر معيّن" . وتوقع العلماء بأن تكون تغييرات درجة الحرارة الفصلية والتعرض للشمس ومعدلات الفيتامين "د"، وغذاء الأم وتعرضها للأمراض "عوامل مرشحة قوية".