أظهرت نتائج بحث دنماركي جديد أن خطر حدوث سكتة دماغية يزداد خلال عام من إجراء عملية الاستبدال الكامل لمفصل الورك . وأظهر البحث الذي أجري استناداً إلى بيانات جرى جمعها من أكثر من 66 ألف عملية جراحية أن احتمال حدوث سكتة دماغية قد ازداد ليتخطى أربعة أضعاف خلال الأسبوعين اللذين يعقبان العملية . وأظهر البحث الذي نشر في مجلة "ستروك" أن تناول بعض العقاقير الطبية كالأسبرين قد يقلل من خطر حدوث السكتة . وقالت جمعية "ستروك" الخيرية إنه يجب زيادة الاهتمام بالنتائج التي توصل إليها البحث . وتعتبر عملية استبدال مفصل الورك عملية شائعة، يتم اجراؤها كل عام لمئات الآلاف من المرضى حول العالم . وقال باحثون في بريطانيا وهولندا إن نسبة احتمال حدوث سكتة دماغية خلال العام الذي يعقب عملية استبدال المفصل بلغت اثنين في المئة، وذلك مقارنة بنسبة 4 .0 في المئة لمن لم تجر له تلك العملية . وارتفعت نسبة خطر حدوث السكتة الدماغية خلال الأسابيع الأولى التي تعقب العملية، لتعود الأمور إلى طبيعتها على مدى عام من تلقي العلاج . وقال سايروس كوبر، أحد باحثي الدراسة الأستاذ في جامعة ساوثامبتون، إن احتمال الإصابة بالسكتة بلغ ضعفين عما هو عليه عند إجراء عملية جراحة عامة . وبما أن الدراسة أظهرت فاعلية تناول بعض العقاقير التي تقلل من خطر حدوث جلطة في الدم، كالأسبرين، لتقليل احتمال حدوث السكتة، دعا القائمون على هذا البحث إلى إجراء دراسات أخرى للتحقق مما إذا كان ينبغي للمرضى أن يتناولوا بعض تلك العقاقير قبل خضوعهم للعملية . وأضاف كوبر: "أظهر هذا البحث أن ثمة احتمالية كبيرة لحدوث سكتة دماغية للمرضى فور انتهائهم من عملية استبدال كامل لمفصل الورك . كما توصل أيضاً إلى أن تناول الأسبرين المذاب قد يكون مفيداً لتقليل حدوث تلك المخاطر، على الرغم من أننا عادة ما نتحفظ على تناول المرضى لعقار الأسبرين بشكل يومي" . وأكد كوبر أن البيانات التي خرج بها البحث تمثل قيمة طبية مهمة . من جانبه، أكد الدكتور بيتر كولمان، وهو من جمعية ستروك الخيرية، على أن عملية استبدال مفصل الورك تعد إجراءً جراحياً خطراً قد يتسبب في قدر كبير من الألم . حيث إنه دائماً ما تصاحب العمليات الجراحية الكبرى مخاطر حدوث مشكلات صحية أخرى . وتابع مؤكداً أهمية نتائج البحث: "إذا ما كنت بحاجة لأن تخضع لعملية استبدال مفصل الورك، فمن المهم أن تتحدث قبل ذلك إلى طبيبك الممارس أو مستشارك الطبي لبحث المخاطر المترتبة على هذا الإجراء الجراحي" . يذكر إن دراسة نروجية سابقة أظهرت أن المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية لاستبدال الركبة أو الورك يظلون عرضة لخطر الموت لنحو 26 يوماً بعد العملية مقارنة بغيرهم ممن يخضعون لعمليات أخرى . وقال شتاين أتلي لاي، وهو أستاذ في قسم علوم الجراحة في جامعة بيرغين بالنرويج: "إن الدراسات السابقة التي أشارت إلى أن احتمال الموت يزداد خلال الفترة التي تتراوح ما بين 60 و90 يوماً من إجراء عملية استبدال الورك أو الركبة قد تكون خاطئة" . وتوصل لاي إلى هذه النتيجة بعد الاطلاع على قاعدة البيانات المتعلقة بنحو 81856 مريضاً أسترالياً خضعوا لعملية استبدال كامل للركبة ول 106254 مريضاً آخر أجريت لهم عملية استبدال للورك . وقال: إن خطر الوفاة بسبب هذه العمليات بعد 26 يوماً على الخضوع للعملية هو 1 .0%، مشيراً إلى أن خطر الوفاة بعد ذلك يصبح ضئيلاً . وأضاف أن "الهدف من هذه الدراسة تشجيع الناس على التفكير في الخضوع لعمليات لاستبدال مفصل الورك أو الركبة، وكما هو الحال بالنسبة إلى جميع العمليات الجراحية هناك بعض المخاطر من حدوث وفيات بعد الجراحة ونحن سعداء، لأننا وجدنا أن خطر الوفاة ضئيل جداً لا يتعدى 1 .0% بعد عملية جراحة الركبة أو الورك" .