لم استطع أن أمنع نفسي من الضحك، رغم استيائي لما وصل له حال الراكب على الخطوط السعودية! فقد تناولت الصحف قبل أسبوعين خبرًا قصة حدثت على الرحلة رقم (sv1430) والمتّجهة لمطار المدينةالمنورة من جدة، وكانت بطلتها الدكتورة سعاد أبو زيد من خلال ما حدث من ملابسات أثناء صعودها للطائرة، ومرورها بمقاعد درجة الأفق، متوجهة لمقعدها السياحيّ.. فقد أخذت مخدّتين من درجة الأفق؛ ممّا أزعج المضيفة، والتي لاحظتها لتطلب منها إعادتهما، وبعد رفض الدكتورة بحجة أنها تريدهما لتعب تشعر به، بلّغت المضيفة قائد الطائرة، وبدوره أخّر الرحلة لأكثر من نصف ساعة، متجاهلاً ظروف الركاب! وبلّغ أمن المطار ليصعدوا إلى الطائرة، ويسترجعوا المخدّتين؛ ليزيد أمن المطار الطين بلة باستجابته، ويصعد في مشهد يشعرك أن حدثًا خطيرًا حدث وسيؤثر على أمن وسلامة الرحلة، أو الركاب. وبعد صعودهم بلّغوا الراكبة أن تصرّفها غير سليم، وأن تعيد المخدّتين، أو سيتم إنزالها من الطائرة.. تخيّلوا مدى هواجس الركاب الذين لا يعلمون (بالسالفة)؟! وبالفعل استجابت الراكبة بابتسامة، وسلمت المخدّتين الشهيرتين لتعود لمقعدها الأساس، ورغم غرابة الموقف والفوضى التي أثيرت بسبب التأخير لأكثر من 30 دقيقة، فإن هذا الموقف يجعلنا نتساءل: أين التدريب والتأهيل الذي من المفترض أن يمتلكه طاقم الطائرة في التعامل مع الظروف، وبشكل يقلل من الخسائر والاستنزاف للوقت والمال، وإزعاج الركاب الآخرين، وتهميش مصالحهم؟ وبافتراض أن الراكبة أخطأت.. فهل يُعقل أن تتم معالجة الأمر بهذا التضخيم والمبالغة؟ وأين حكمة قائد الطائرة في التعامل مع الأزمات؟ إن أيّ ناقل جويّ عالميّ يفترض أنه يجيد التعامل مع ركابه باختلاف أجناسهم، وعقلياتهم، وتصرفاتهم. وما ذنب الركاب الذين تعرّضوا للرعب لصعود أمن المطار، وفتح الأبواب استنفارًا بعد إغلاقها؟ ليكون السبب هو اختطاف المخدّتين وليس الطائرة؟ ولو حدثت هذه الحادثة على أي طيران آخر.. فهل سيتعامل طاقمها بنفس الطريقة والأسلوب؟ إن إحصائيات شركات النقل العالمية والمصنعة تشير إلى أن تأخير أي طائرة عن موعدها يكلف ناقلها 50 ألف دولار! وفي ظل هذه الإحصائية فإن تأخر طائرة (المخدّتين) نصف ساعة كلفت ناقلنا مبلغ 25 ألف دولار؟ الأمر الذي جعل المخدتين الأغلى عالميًّا، ويمكن أن تترشح لموسوعة «جينس» كأغلى تكلفة مخدّتين في العالم. صحيفة المدينة