باتت «زول» كلمة حصرية يستخدمها السودانيون فقط، يتساءل ويستغرب الكثير من الناس عن أصل الكلمة، ويعتبرونها سودانية من اختراع السودانيين. تُطرح أسئلة عن أصلها ومعناها، وكيف تُجمع وتؤنث، وقد يذهب بعضها إلى السخرية من غرابة نطقها وندرة استخدامها إلا عند السودانيين، ولكن الكثير من الناس – حتى كثير من السودانيين أنفسهم- يجهلون أن أصل الكلمة عربي فصيح. في السابق لم أكن أعرف معنى كلمة «زول» إلا عن طريق زميل، ليس سودانياً، فوقتها كلما سألني أحد عنها أرشدته إلى أحد المعاجم العربية. جاء في لسان العرب لابن منظور أن كلمة «زَوْلٌ» تعني (زول) من فصيح العربية، ولها أكثر من سبعة عشر معنى، ف «الزول» تعني الكريم الجواد، أنشد السكيت المزرد: لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال الزول: الخفيف الحركات، قال الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن: فإذا كان حركاً ظريفاً متوقداً فهو «زول». والزول الفتى، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً: أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً والزّول العجب، يعني يا عجبي من هذا الشيء. قال الشاعر في وصف سير ناقة: مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب، والزول الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته، والزول الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه، والزول الغلام الظريف. والزول الداهية والصقر، والزول معالجة الأمر كالمزاولة، والزول التظرف، والزول الحركة، والزولة المرأة الظريفة، قال الأصمعي: أنشدتني عشرقة المحاربية، وهي عجوز حيزبون زولة. والزولة الظريفة والزولة المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية، قال الطرماح: وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنو لقول الملاحن والملاحنة هي الفطنة، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولايفهمها إلا الفطن، والزولة الفتية من الإبل أو النساء، قال رؤبة بن العجاج: قد عتق الأجدع بعدرق بقارح أو زولة معق، ووصيفة زولة إذا كانت نافذة في الرسائل، ويقولون: فلان رامي الزوائل إذا كان خبيراً بالنساء، قال الشاعر: وكنت امرأً أرمي الزوائل مرة فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل ففتى زول وفتاة زولة، وفتية أزوال وفتيات زولات ونسوة زوائل. والزول والعمامة شعار السوداني وأكرم به ونحن نسعد ونفخر بأن يكون شعارنا كلمة عربية أصيلة هي (العمامة) والعمامة هي لباس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والأئمة والفقهاء. ولعلك تلاحظ أن كثيراً من غير السودانيين إذا ناداك يا «زول»، فكأنه أتى بجرم أو شيء غريب، والأدهى أن بعض السودانيين قد يضيق بذلك لعدم وقوف بعضهم على المعاني التي ذكرتها، ومن جهل شيء عاداه. فإن ناداني أحد ب «زول» ازددت عزاً وفخراً وشعرت بالإطراء. فأكثروا منها يا أزوال وزوائل. The post في معاني «زول» appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية