جمدت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة "اتيك" خططها بشأن اطلاق مصنع لأشباه الموصلات في أبوظبي، نظراً للدراسات السوقية التي اشارت إلى انخفاض الطلب في الوقت الحالي والتي انعكست أيضاً على تأجيل بعض الخطط التوسعية الأخرى والتي شملت بعض الاستحواذات ورفع حصصها في استثماراتها الخارجية التي تصل إلى 24 مليار درهم . وقال ابراهيم عجمي الرئيس التنفيذي للشركة أن "اتيك" غيرت خططها وفقاً لظروف الطلب في السوق العالمي استراتجيتها التوسعية للتحول إلى الاستثمارات الأكثر أمناً واستمراراً لتدفق العوائد، من خلال رفع مساهماتها في شركة "غلوبل فاوندريز" لتتملكها بالكامل والتي أصبحت ثاني أكبر مصنع اشباه الموصلات في العالم وكشف عجمي في لقاء مع "الخليج" عن انفاق 50 مليون درهم أخيراً لرفع في مجال الأبحاث والابتكار في السوق المحلي وتطوير الخبرات البشرية اللازمة في مجالات صناعة واستخدام التكنولوجيا في السوق المحلي . ألقى الضوء على السمعة العالية التي تتمتع بها منتجات اتيك من خلال شركة غلوبل فاوندريز في الأسواق العالمية حيث يصل إنتاجها إلى 800 مليون قطعة من اشباه الموصلات حالياً . إن "اتيك" آلت على نفسها الدخول لاعباً أساسياً في صناعة اشباه المواصلات على الصعيد العالمي والتوسع بهذا المجال كقطاع استثماري استراتيجي يخدم أهداف التنمية المستدامة لإمارة أبوظبي ويخطو بها خطوات واسعة نحو مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في الوقت الحالى، ولذلك سعت إلى تنفيذ خطة من الاستثمارات من خلال شراكة استراتيجية مع شركة "غلوبل فاوندريز" والتي سعت "أتيك" لتملك حصة منها، وشملت تلك الخطة انشاء وتوسعة عدد من مصانع اشباه الموصلات الكبري في العالم والتي تملكت اسهماً كبيرة منها في ألمانياونيويوركوسنغافورة . وأضاف أن خطة "اتيك" قد اثبتت رؤيتها المستقبلية الدقيقة مع احتلال "غلوبل فاوندريز" المرتبة الثانية كأكبر منتج لأشباه الموصلات في العالم، ولاسيما مع دخول صناعة اشباه الموصلات الحديثة كمادة أولية في صميم جميع منتجات التكنولوجيا الحديثة، من الهواتف وأجهزة كمبيوتر إلى السيارات وغيرها من المنتجات التي تعتمد على التقنية . وتسعى "اتيك" لتسخير مواردها الفريدة كجهة استثمارية في إيجاد فرص للاستثمار على المدى الطويل ووضعها موضع التنفيذ ولاسيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة التي تتطلب رؤوس أموال ضخمة وتتميز بالتنافسية العالية في إطار قدرة الشركة على توفير موارد رأسمالية ضخمة وموثوقة، ولا شك أن تلك الخطوة تعد إنجازاً نوعياً على صعيد أداء "اتيك" خلال ،2012 حيث ستسهم العوائد الرأسمالية المتسقة لهذا الاستثمار في عملية التنويع الاقتصادي البعيد المدى، ودعم العمليات المستمرة في مجالات تنمية الموارد البشرية والبحث والتطوير والتنمية الصناعية في دولة الإمارات . وتابع عجمي أن زيادة تلك العوائد لدي "اتيك" قد دفعتها إلى زيادة حصتها في شركة "غلوبل فاوندريز" فعمدت إلى زيادة انفاقها الاستثماري على هذا الصعيد لتتملك اسهم الشركة بالكامل، وهو ما يعد تغييراً استراتيجياً في خطة اتيك للتوسع في الأنشطة ذات العوائد الربحية دون المخاطرة بالانفاق على استثمارات أخرى . وانعكس ذلك التوجه أيضاً على صعيد زيادة استمارات "اتيك" في الموارد البشرية وعمليات البحث والتطوير داخل الإمارات وفي قطاع التكنولوجيا الوطني، وعلى صعيد تطوير الخبرات الشابة في نجال التقنية نجح برنامج "تيك كويست" في استقطاب اهتمام الشباب في مجال العلوم والتكنولوجيا، في حين واصل برنامج النخبة إنجازاته في توفير فرص تعليمية وخبرات عالمية لطلاب الجامعات الإماراتية . وعلى صعيد البحث والتطوير تقوم "اتيك" بدعم تطوير شرائح إلكترونية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، والتي تعتقد أنها تمثل مستقبل هذه الصناعة، ومن خلال تعاونها مع معهد مصدر، وبرنامجها للمنح الدراسية الذي يشمل العديد من الجامعات في دولة الإمارات تعمل "اتيك" على دعم وتنفيذ جزء كبير من هذه الأبحاث الرائدة داخل الدولة . وكشف عجمي ضمن استراتيجية "اتيك" في مجال الأبحاث والتطوير عن انفاق نحو 50 مليون درهم من الاستثمارات المحلية في بناء المرافق التكنولوجية وتطوير الخبرات والكوادر الشابة وقدرتها على البحث والتطوير وصولاً إلى جعل الإمارات وجهة منافسة عالمية في مجال الابتكار . وعن الاسواق الخارجية التي تعمل فيها "اتيك" حالياً قال إن الأسواق كافة التي تعمل بها المرافق التصنيعية والوحدات الإنتاجية تحت مظلة "غلوبل فاوندريز" المملوكة حالياً "اتيك" وهي ثمانية مرافق تصنيع لأشباه الموصلات في سنغافورة، ودريسدن في ألمانيا، ونيويورك . وأنهت الشركة أعمالها الانشائية الخارجية لمصانعها الخارجية في أمريكاوألمانيا وتقدر استثمارات الشركة الخارجية وفقا لتقديرات سابقة مايقارب 24 ملياراً تنفذ حالياً خطة واسعة لاستكمال تجهيزاتهم الفنية وخطوط الإنتاج والبدء في عمليات التشغيل وشملت تلك الاستثمارات إطلاق مصنع في مدينة نيويورك لتصنيع الرقاقات الإليكترونية باستثمارات تبلغ 17 مليار درهم ، بينما انتهت من توسعات مصنعها في دريسدن الألمانية لرفع الطاقة الإنتاجية للمصنع من 40 ألف ويفر في الشهر إلى نحو 60 ألف ويفر شهريا ويضم كل ويفر علبة فيها250 شريحة من أشباه الموصلات وذلك باستثمارات تبلغ 7 .4 مليار درهم . وتعد الشريحة الإلكترونية الأساس الذي تبنى عليه أشباه الموصلات وتبلغ الطاقة الإنتاجية لتلك الوحداث الإنتاجية من الشرائح قياس 300 مم و200 مم أكثر من 7 .7 مليون شريحة سنوياً، ويبلغ عدد أشباه الموصلات التي تضيفها هذه الشرائح إلى تصاميم المنتجات، أكثر من 100 من شريحة إلكترونية لكل رقاقة . وألقى الرئيس التنفيذي ل "اتيك" الضوء على أهم القطاعات التي تعتمد بشكل رئيسي على اشباه الموصلات وعلى رأسها منتجات "اتيك" حيث اثبت تلك المنتجات جودتها على الصعيد العالمي مما جعل المنتجات التي تبيعها شركات تملكها "اتيك" عناصر أساسية لجميع الصناعات الحديثة تقريباً ومع إنتاج نحو 800 مليون قطعة من أشباه الموصلات سنوياً، فذلك جعل منتجات الشركة تدخل تقريبا في أجهزة الكمبيوتر كافة أو الهواتف المحمولة أو السيارات الحديثة المنتجة في كل أنحاء العالم حالياً . وانعكس ذلك بشكل أساسي على معدلات الطلب وفقاً للتعاقدات التي تستكمل شركة غلوبل فاوندريز تنفيذها تحت إدارة "اتيك" حيث تمتلك ارتباطات مع عملاء من غالبية الشركات غير المصنعة للشرائح وشركات الصناعات الخفيفة العاملة في تصميم المنتجات . وعن سعي الشركات العالمية في المجال نفسه للدخول في شركات استراتيجية مع "اتيك" للاستفادة من الطلب على منتجاتها أضاف أن السوق الدولي يشهد عدداً من المتغيرات، ورغم زيادة حصة "اتيك" من السوق فإن حجم السوق بشكل كامل انخفض بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة مع انخفاض الطلب على الصناعة بشكل عام، ولذك أصبحت الشركات حذرة في أي خططوات للتوسع أو الشراكة . ومع ذلك فهناك عدد من التصريحات التي ادلت بها شركات أخرى حول خططها للدخول في شراكة مع "اتيك" على المنتجات قياس 28مم، بما في ذلك "ايه إم دي"، و"كوالكوم"، و"إس تي مايكرو"، و"أدابتيفا"، و"رامبوس" . وأضاف عجمي أن التناقص الذي يشهده السوق العالمي قد انعكس مباشرة على خطة توسع "اتيك" في مرافقها الإنتاجية وعلى رأسها التزامها مع غلوبل فاوندريز بتأسيس مقر لصناعة التكنولوجيا في أبوظبي . عمدت الشركتان في شهر أغسطس/آب 2011 لدراسة موسعة تستهدف الأسواق العالمية والطلب بها ، وقد اتخذا قرار لإعادة تقييم خطط التوسع والبناء عبر كامل شبكة "غلوبل فاوندريز" في عام ،2012 وشمل القرار تجميد أي خطوات للتوسع في المرافق الإنتاجية وعلى رأسها مصنع أبوظبي، ويعكس هذا القرار توقعات قطاع أشباه الموصلات مما يشير بوضوح إلى تراجع مستويات الطلب، نتيجة حالة من عدم التوازن في قطاع الالكترونيات، وتقلبات الاقتصاد العالمي . ويكلف مصنع أشباه الموصلات استثمارات ضخمة حيث كانت التكلفة المرصودة لبناء ذلك المصنع مابين 20 إلى 25 مليار درهم، وفي ظل تلك للأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة وتراجع الطلب في سوق تكنولوجيا المعلومات كان من الحكمة الانتظار لأية تطورات جديدة حتى تصبح ظروف السوق أكثر استقراراً . وعما تتمتع به صناعة التكنولوجيا في الإمارات أكد الرئيس التنفيذي لشركة استثمار التكنولوجيا "اتيك" أن الدولة بشكل عام وإمارة ابوظبي بشكل خاص تملك ركائز متينة لبناء صناعة التكنولوجيا . وبوجود بنية تحتية متميزة، وموارد وفيرة، ورؤية جادة، تعد أبوظبي وجهة مثالية لبدء الرحلة . ولكن الرحلة نحو بناء قطاع تكنولوجيا مزدهر هي رحلة طويلة، استغرقت الدول الرائدة حالياً مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية والولايات المتحدةالأمريكية، عقوداً من الزمن لتحقيقها .