خفضت السلطات في ميانمار يوم الجمعة من تقديرها لعدد القتلى الذين سقطوا خلال ستة أيام من العنف الطائفي في غرب البلاد الى 64 قتيلا بعد ان فتحت قوات الأمن النار لفض أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين. وكان متحدث باسم ولاية راخين -حيث وقعت أعمال العنف- قال في وقت سابق ان عدد القتلى 112 لكنه عدل الرقم لاحقا وألقى باللوم في ذلك على "أخطاء رجال الدين". وحذرت الأممالمتحدة من ان الديمقراطية الوليدة في ميانمار قد "يلحق بها ضرر دائم" بسبب الاشتباكات التي جاءت بعد خمسة أشهر من اضطرابات اجتماعية وقعت في يونيو حزيران الماضي وأودت بحياة أكثر من 80 شخصا وشردت 75 ألفا على الأقل في ولاية راخين. وقال بوذيون في راخين لرويترز ان قوات الامن أطلقت عليهم النار وهي تحاول فرض النظام في الولاية بعد ان امتدت أحدث أعمال عنف مع مسلمي الروهينجيا إلى عدة بلدات منها بلدة كياوكبيو التجارية والتي يبدأ منها خط انابيب يصل بين الصين وميانمار تكلف مليارات الدولارات. ويمثل العنف اختبارا صعبا لقدرة الحكومة الإصلاحية على احتواء التوترات العرقية والدينية التي قمعها الحكم العسكري الذي استمر نصف قرن في ميانمار وانتهى العام الماضي. وقال متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في بيان "النسيج الاجتماعي يمكن ان يصاب بضرر دائم كما ان الاصلاح وعملية الانفتاح التي تنتهجها الحكومة حاليا تتعرض على الأرجح لخطر الانهيار". ووصف المتحدث اعمال العنف بانها "مقلقة جدا." وأضاف "انعدام الثقة الاخذ في الاتساع بين المجتمعات يستغل من جانب عناصر متشددة واجرامية لايقاع أكبر عدد من الخسائر في الارواح." وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان ما لا يقل عن 2000 منزل وثمانية من دور العبادة دمرت. وقالت ان نحو 100 شخص اصيبوا. وتحدث مراسل رويترز مع مواطنين من راخين يتلقون العلاج من طلقات نارية واصابات اخرى في مستشفى ضعيف التجهيز في بلدة كياوكتاو الى الشمال من سيتوي عاصمة الولاية. وتوفي رجل فور وصوله الى المستشفى. وقال اونج كياو مين (28 عاما) من راخين الذي أصيب برصاصة في ساقه ان الجيش فتح النار لمنع قرويين من راخين يستقلون زورقين من مهاجمة سكان الروهينجيا المسلمين واستطرد "لا اعرف لماذا اطلق الجيش علينا النار." وقال قرويون ان اثنين قتلا وأصيب عشرة. وفي حادث منفصل يوم الخميس قال هلا هلا مينت (17 عاما) ان قوات الأمن اطلقت النار على حشد من المحتجين من راخين عند أطراف كياوكتاو مما أدى لمقتل اثنين واصابة اربعة. وفتح النار على البوذيين هو علامة على ان جيش ميانمار الذي اتهم من قبل بمحاباة البوذيين بدأ يتشدد معهم بعد انتقادات دولية لحكومة ميانمار لعدم حمايتها للمسلمين. وانتشرت تقارير غير مؤكدة عن احراق منازل ومعارك بالرصاص وفرار مسلمي الروهينجيا بالزوارق لكن السلطات حظرت الدخول الى ولاية راخين مما جعل من الصعب التحقق من صحة المعلومات. وقالت الولاياتالمتحدة انها قلقة للغاية بشأن العنف وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس ووقف الهجمات فورا. (إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)