يبدأ العام الدراسي في مناطق سلطة صنعاء، السبت 27 يونيو/حزيران 2025 على غير ما هو متعارف عليه تربويا، في اغلب دول العالم، حيث يبدأ العام الدراسي مع نهاية فصل الصيف، وبالتحديد في شهر سبتمبر/ايلول من كل عام. شكاوي يشكو اولياء أمور الطلاب هذا العام من عدم قدرتهم على تسجيل اولادهم في المدارس وتوفير متطلبات المدارس، خاصة وان الوضع الاقتصادي هذا العام بدا اكثر تردي، بسبب تضاؤل فرص العمل، وتوسع رقعة الفقر، وتوقف المساعدات الانسانية من قبل المانحين. كابوس ومن جانب اخر فإن بدء العام الدراسي بعد 20 يوما من عيد الاضحى، الذي تستهلك متطلباته ما في جيوب اولياء الامور، يجعل بدء العام الدراسي كابوسا عليهم. صعوبات مادية منذ صدور قرار تزمين بداية العام الدراسي مع بداية العام الهجري، يجد اولياء أمور الطلاب في مناطق سلطة صنعاء صعوبات في توفير متطلبات المدرسة، لأن فترة الاجازة تتزامن مع متطلبات مختلفة ونوعية ترهق الاسر ماديا، نظرا لخصوصيتها ومتطلباتها المختلفة من الغذاء والملبس وغيره. اشكاليات وما إن ينتهي العام الدراسي يأتي شهر رمضان وعيد الفطر، ثم عيد الاضحى، ثم يبدأ العام الدراسي، وهنا تجد اغلب الاسر نفسها قد استنفدت ما لديها، فلا تستطيع توفير متطلبات المدرسة من ملابس ودفاتر وأقلام وحقائب، واجور مواصلات، ورسوم دراسية، خاصة لمن يضطرون لتعليم اولادهم في المدارس الاهلية، لنيل الحد الأدنى من التعليم، في ظل انهيار التعليم الحكومي، بسبب ازدحام الفصول، وعدم توفر الكادر التعليمي، نتيجة انقطاع المرتبات، ما اجبر المعلم للبحث عن فرص عمل يعيشون منها واسرهم. اسقاط واجب في كل عام دراسي ترفع المدارس الاهلية رسوم التسجيل، وتبررها بالجبايات المستمرة من السلطات، وسط صمت السلطات التي تصدر تعميمات كل عام بعدم الرفع، لكنها على ارض الواقع مجرد اسقاط واجب. سوق سوداء للكتب وحتى المدارس الحكومية صارت الدراسة فيها تمثل عبء على اولياء الامور، فالكتب لم تعد مجانية، حيث تختفي من المدارس وتظهر الارصفة، ويحتاج الطالب في الفصل الدراسي في المتوسط اربعة الاف ريال قيمة كتب، ومع تعديل السلطات لبعض الكتب بشكل شبه سنوي، فإن الطالب لا يستفيد من بعض كتب من سبقوه. من طوعية إلى اجبارية وإلى جانب ذلك فإن الوزارة فرضت رسوم تحت مسمى "مشاركة مجتمعية" وان كانت طوعية، فإنها صارت اجبارية، وبسببها تطرد بعض المدارس الطلاب، وبعضها تطلبها كاملة مع بداية العام الدراسي، وبعضها تطلب النصف، خاصة للطلاب المنتقلين إلى مدارس جديدة. وكل ذلك يثقل كاهل اولياء الامور في ظل وضع اقتصادي متردي، بالكاد توفر فيه اغلب الاسر لقمة العيش. عامل مناخي وإلى جانب كل ذلك؛ فإن توقيت العام الدراسي غير مناسب من الجانب المناخي لاستيعاب الطلاب في قاعة الدرس، نظرا لبدء العام الدراسي في فصل الصيف شديد الحرارة، وموسم هطول الامطار. فارق زمني وللعام الرابع على التوالي يبدأ العام الدراسي في مناطق سلطة صنعاء مع بداية العام الهجري (القمري)، غير ان بداية العام القمري لا تتوافق مع تاريخ محدد من العام الميلادي (الشمسي) نظرا لوجود فارق عددي بين ايام التقويمين الميلادي والهجري، تصل إلى (11) يوما (365 يوما ميلادي، 354 يوما هجري). ولذلك نجد ان العام الدراسي 1444ه بدأ في اواخر يوليو/تموز 2022، لنجده هذا العام يبدأ مع نهاية يونيو/حزيران، وبعد أربعة اعوام قادمة سيبدأ مع نهاية مايو/آيار. تاثير على الاستيعاب بدء العام الدراسي في فصل الصيف يعقد بقاء الطلاب لست ساعات في الفصل الدراسي، خاصة في في المناطق الساحلية والصحراوية، في ظل غياب التيار الكهربائي وازدحام الفصول، ما يؤثر على القدرة الاستيعابية للطلاب، وهو ما يؤدي إلى تغيب الطلاب، والذي يمثل بداية لتسربهم خارج المدرسة. تاثيرات صحية ومن جانب اخر فإن تزامن الدراسة مع موسم الامطار، يعيق حركة الطلاب بين المنزل والمدرسة، ما يعرض صحتهم للخطر، خاصة طلاب الفصول الاساسية الاولى، فضلا عن ان تسرب مياه الامطار إلى الفصول، نظرا لتشقق جدران الفصول، بسبب غياب الصيانة الدورية، منذ عشر سنوات، ما يؤدي إلى تغيب الطلاب، والذي يمثل كذلك سببا آخر لتسربهم خارج المدرسة. تجاهل ورغم ما يطرحه اولياء الامور ومختصون من ملاحظات وانتقادات من ان ربط بداية العام الدراسي ببداية العام الهجرية غير ملائم ويؤثر سلبا على استيعاب وتحصيا الطلاب؛ إلا أن السلطات تصر على تجاهل ما يطرح للعام الرابع على التوالي. جهل جغرافي وفي كل العالم تعرف الاجازة المدرسية ب"الاجازة الصيفية" إلا في مناطق سلطة صنعاء، فإن الاجازة لم تعد صيفية، وانما عابرة للفصول، ومتقلبة من عام إلى أخر في التوقيت، وكأن السلطات التعليمية تعيش جهل جغرافي، جعلها لا تعي ان التغيرات المناخية مرتبطة بحركة الشمس، وليس بحركة القم. انفصال ومع تقادم السنين قد يتغير توقيت بدء العام الدراسي، وتصبح الاجازة صيفية، لكن ذلك لن يغير معاناة اولياء الامور المادية من توقيت بداية الدراسة التي تأتي بعد شهر الصوم والعيدين، وما يرتب على ذلك من ارهاق مادي للاسر، إذا ما غضصنا الطرف عن ان ذلك سيخلق تعقيدات مستقبلية تزيد من انفصال التعليم في الوطن الواحد، الذي صار بنظامين تعليميين من حيث المنهج والتوقيت. تم نسخ الرابط