نشرت صحيفة صحيفة "ذا كريدل" الأمريكية مقالاً مطولاً حول الأحداث الأخيرة في محافظة حضرموت ومساعي الرياض وأبوظبي للسيطرة على أهم الحقول النفطية في اليمن. مشيرةً إلى أن السعودية تخلت عن قوات حزب الإصلاح وسلمت الهضبة النفطية للفصائل الإماراتية ضمن صفقة، ما عزز سيطرة الانتقالي على غالبية مناطق الهضبة النفطية. وقالت الصحيفة في تقريرها - الذي ترجمه موقع "26 سبتمبرنت " إن ما يجري اليوم في محافظة حضرموت ليس صراعًا محليًا عابرًا أو خلافًا قبليًا، بل هو امتداد مباشر للصراع السعودي–الإماراتي على الأرض والموارد اليمنية. وأن التحركات العسكرية والأمنية للفصائل والميليشيات المرتبطة بالتحالف تهدف إلى فرض السيطرة على الثروات النفطية والبحرية، وتحويل المحافظة إلى قاعدة نفوذ تتيح للرياض وأبوظبي تعزيز سيطرتهما في الجنوب والشرق. وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات حول حقول النفط تصاعدت في هضبة حضرموت خلال الساعات الأخيرة، مع محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي وقبائل يافع والضالع السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها شركة هوك التابعة لشركة توتال النفطية في حضرموت. وأضافت الصحيفة أن محافظة حضرموت تكتسب أهمية استراتيجية قصوى لكونها أكبر محافظاتاليمن، وتضم أكبر مخزون نفطي في البلاد، إضافة إلى ميناء بحري حيوي، ما يجعلها ساحة تنافس مباشرة بين "الحليفين اللدودين" السعودية والإمارات. تقسم حضرموت جغرافيًا إلى شمال "الوادي والصحراء" وجنوب "الساحل"، وهو تقسيم انعكس على التوزع العسكري للقوى. ورأت الصحيفة أن ما يحدث في حضرموت اليوم لم يبدأ محليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي أكبر على النفوذ بين السعودية والإمارات، يصل تأثيره من السودان إلى شرقي اليمن على بعد نحو 2.500 كيلومتر تقريبًا. السعودية، في إطار ضغطها على واشنطن لاحتواء دور الإمارات في الحرب السودانية، طالبت الولاياتالمتحدة بإدراج قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا على قائمة الإرهاب، فيما جاء الرد الإماراتي عبر تحريك قوات الانتقالي باتجاه حضرموت، المحافظة ذات الثقل الأكبر للسعودية. ولفتت إلى أن تحركات الإمارات في المحافظة قد تكون ردًا على تدخل السعودية في ملف السودان، فيما يُطرح احتمال وجود تنسيق سعودي لتسليم المحافظة لقوات "درع الوطن"، إذ لا يمكن للانتقالي التحرك دون ضوء أخضر من الرياض. كما أن السعودية استغلت الفرصة لإضعاف الإخوان وإسقاط آخر معاقلهم في الجنوب، المتمثلة بالمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ودفعهم نحو مأرب، ما يمهد لتنفيذ أي مشروع تقسيمي محتمل في المستقبل. وأكدت أن تطور الأحداث يتزامن مع تصاعد قدرة الردع اليمني، ويأتي ضمن محاولات السعودية والإمارات فرض أمر واقع قبل أي تغييرات إقليمية، في إطار مشروع أمريكي-إسرائيلي يسعى إلى تفكيك اليمن والسيطرة على الممرات الحيوية والموارد.. لذا أن التصعيد في حضرموت يزيد من تعقيد أي مسار سياسي للسلام، ويفتح المجال أمام تفاقم النزاعات الداخلية، بينما الردع اليمني المستمر من صنعاء يؤكد أن الإرادة الوطنية لن تتراجع أمام العدوان. وختمت الصحيفة حديثها بالقول: كسبت الإمارات من الجولة الحالية توسيع سيطرة ميليشياتها على مناطق استراتيجية جديدة، فيما استلغت السعودية الأحداث لإضعاف نفوذ الإخوان وترتيب حسابات حلفائها مثل "درع الوطن". كل ذلك في لعبة تصفية مصالح تُدار بمنطق الرقص على رؤوس الثعابين، ويظل الخاسر الأكبر هم أصحاب الأرض.