نائف حسان ارتفعت حالة الانكشاف الأمني التي تعيشها العاصمة صنعاء، إلى درجة أصبحنا فيها نسأل، بنوع من اليأس: أين سيكون الهجوم الجديد للقتلة؟! فكرت بهذا الأمر أمس الأول، وشعرت بحجم الكارثة عندما وجدت أنه أصبح بإمكان عصابات القتل هذه مهاجمة أي جهة تريد، بما في ذلك منزل الرئيس هادي، أو موكبه. ويبدو أن ذلك وارد بالنظر إلى حالة الانهيار التي تسير فيها البلاد. مأزق اليمن أنها تسير اليوم محاطة بمجموعة عصابات، دون أن تحظى برئيس حقيقي وقوي يشعرها بالأمان. لكن البلاد ستكون أسوأ حالاً إن وقعت مجدداً في قبضة "الغدر"، حتى وإن تمثل ذلك في استهداف رئيس سلبي وخامل على النحو الذي يتجلى فيه عبد ربه. يا للبؤس الذي نعيشه! فبدلاً من أن نضغط على الرئيس الفاشل كي يُغادر، نجد أنفسنا في وضع القلق على حياته الشخصية! لعل الرئيس يدرك هذه الثغرة، التي تجعله، على فشله وسلبيته، "ضرورة ملحة" للعبور من زمن مراكز القوى التاريخية. وبسبب إدراكه لهذه "الضرورة"، عمل الرجل، ويعمل، على إطالة مدة العبور، وحول زمنها إلى مشكلة جديدة تُهدد البلاد. إلا أن التلاعب بهذا الأمر قد يكون له ثمن فادح. تعاظُم الانكشاف الأمني لا يأتي على حساب أمن وحياة الناس العاديين فحسب، بل يأتي أيضاً على حساب من يجلس على رأس السلطة. لهذا، فعلى الرئيس هادي أن يُدرك أن أمنه الشخصي يرتبط بالأمن العام، ويتأثر به؛ إيجاباً وسلباً. ليس أمام الرجل إلا الاتجاه الجدي نحو بناء دولة وطنية حقيقية، وإلا فسيتحول إلى ضحية لهذا الوضع الذي ساهم في صناعته وخلقه. ويؤكد المسار التاريخي أن الرؤساء الفاشلون يدفعون أثمان شخصية باهظ لإخفاقاتهم في الحكم. - يُنشر غداً في صحيفة "الشارع" عدن اوبزيرفر