لا تكاد تتوقف عجلة التحديث والتطوير في مدينة مكة، التي تعتبر العاصمة المقدسة للمسلمين في العالم، وهو أمر يفتح دائماً أبواب الجدل بشأن تأثير ذلك على روحية المدينة، التي تشهد كذلك ارتفاعاً مهولاً في أسعار الأراضي، وهما أمران يتحدث بشأنهما ل"إيلاف" أمين المدينة الدكتور أسامة البار. عبدالله الكبيسي من مكة: يعارض الدكتور البار، فكرة أن مكةالمكرمة، تفقد الكثير من إرثها الحضاري لحساب التحديث المستمر في المدينة، مؤكداً أن الارث الحضاري في مكة هو الارث المتعلق بالكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وماء زمزم. ويقول: كل هذه الأمور محافظ عليها، وما يتم الآن هو تحديث في الخدمات، وإحداث نقلة نوعية في الخدمات وزيادة مساحة المسجد الحرام ومضاعفته والتي تجري باشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين. ويضيف: نعتقد أن الارث الحضاري موجود ومُحافظ عليه، وما يتم الآن تحديث شبكات الطرق، وتحديث شبكات الخدمات، وشبكة السكن والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن على مدار العام، وأعتقد ليس هناك ضرر بعملية التحديث مع المحافظة على الثوابت والأصول. وفي ما يتعلق برؤيته للتوفيق بين البعد الروحاني لمكة وبين الشكل التحديثي لها، يقول: ليس هناك تضاد بين البعد الروحي لمكةالمكرمة وما بين عملية التحديث الموجودة حاليًا؛ فالكعبة المشرفة تظل هي الكعبة والمسجد الحرام والمطاف والسعي والمشاعر المقدسة وكل الثوابت هي موجودة. ويكمل: إضفاء طابع على عملية التحديث العمراني مأخوذ في الحسبان من جميع العاملين على تطوير مكةالمكرمة، يأخذون هذا الأمر في الحسبان وسوف تكون عملية التحديث للأحياء العشوائية وللمشاريع المحورية الجديدة للطرق كلها سوف تعكس هوية مكةالمكرمة العمرانية . وبخصوص الحل الأمثل لمشكلة الارتفاع الرهيب في أسعار الأراضي، بعد قرار زيادة الأدوار في عدة أحياء من المدينة، يشير البار إلى أن زيادة العرض من شأنها حل المشكلة. ويضيف: السوق دائماً تتأثر بالعرض والطلب، ومكةالمكرمة حباها الله مزايا كثيرة أولها وجود الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام بما يجعل أعداد الزوار حجاجاً ومعتمرين على مدار العام في ازدياد، وهذا يعني الطلب يزداد. ويتابع: حتى يتم التوازن في السعر لابد أن تكون هناك زيادة في العرض، وهذا ما نعمل عليه هنا من ناحيتين، الأولى: اعتماد المخطط الارشادي الجديد لمكةالمكرمة، والذي تضمن زيادة الادوار في بعض مناطق المدينة وقرار هيئة تطوير مكةالمكرمة بزيادة وتمديد رقعة المنطقة المركزية مكانيًا لتصل الى الدائري الثالث بعد ان كانت تصل للدائري الثاني، كما كانت في السابق خصوصًا بعد حجم الازالات الكبيرة. أما الناحية الثانية – كما يقول البار- فهي تسهيل شروط التخطيط للأراضي البيضاء المعدة للسكن والداخلة في النطاق العمراني للمدينة للملاك والمستثمرين، بحيث تصبح المخزون الاستراتيجي للإسكان في مدينة مكةالمكرمة، مشيراً إلى أن هذا الأمر عملت عليه أمانة العاصمة المقدسة من خلال الإدارات المختصة أو من خلال احدى شركات التنمية والتطوير العقاري. ويعرج البار في حديثه إلى إسهامات الأمانة بأنظمتها وإجراءاتها في الحد من إيواء العمالة المخالفة وتشغيلها في الكثير من الفنادق والمحال التجارية، مؤكداً في هذا الصدد أهمية التعاون المشترك بين جميع الجهات ذات العلاقة. ويضيف: أمانة العاصمة من ناحيتها تستطيع أن ترخص في مجمعات عمالة نظامية يقيمها القطاع الخاص، وبدأت فعلاً وعبر احدى شركاتها الفرعية لإقامة أول مجمع لعمالة الفنادق، وهو عبارة عن سكن متكامل يضم سكناً للعزاب وسكناً للمتزوجين وسكناً للمدراء وسكناً للعمال ومتوسطي الدخل. ويستطرد: هذا سوف يكون نموذجاً يحتذى به في كل المشاريع القادمة، حينما تكون هناك مجمعات سكنية بهذا المستوى سوف يكون هناك تحكم في النقل وفي جهات التشغيل، وهذا الأمر سوف ينصب في الحفاظ على تشغيل عمالة نظامية في الوجهات الفندقية أو بقية المحال التجارية. ويشدد البار على أن أمانة العاصمة المقدسة لديها رؤية وهاجس لأن تكون مكة الأرقى والأجمل من ناحية الخدمات، ومن ناحية الرؤية العمرانية الأصيلة لهذه المدينة المقدسة والأجمل من ناحية التحديث المستمر للتطوير في كل مجالاته في كل ما يخدم البلد والزائر على مدار العام. ايلاف