أحمد الحسني من بين فروع التنظيم في دول العالم ولد فرع الإخوان المسلمين في اليمن من رحم السلطة ونما متحالفاً لا متصادماً معها، ففي الوقت الذي كانت فيه معتقلات المخابرات والسجون الحربية في مصر وسوريا والعراق تعج بأعضاء الحركة كان إخوان اليمن يهيمنون على المخابرات ويتحكمون في أهم وحدات الجيش وكان شمال اليمن ملجأ للعديد من قيادات التنظيم ومنظري الحركة الفارين من تنكيل وبطش السلطات في مصر والعراق وسورية والأردن والسودان وغيرها. بعد إعلان الوحدة والتعددية السياسية أنشأ الإخوان في اليمن تنظيمهم السياسي التجمع اليمني للإصلاح كشركاء في السلطة، وبعد خروجهم منها في 97م كانوا أكبر أحزاب المعارضة تمثيلاً في المجلس النيابي ثم انضموا إلى مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة مكونين تكتل اللقاء المشترك الذي كان بإمكانه أن ينعش الحياة السياسية في انتخابات أكثر قوة من انتخابات 2006م يمكن أن تضعهم يوماً على كرسي الحكم مكان المؤتمر الشعبي العام. كانت الساحة مفتوحة أمام إخوان اليمن للعب دور ريادي في التنظيم الدولي من خلال مشروع قطري ناجح كما فعل إسلاميو تركيا في ظروف أصعب من اليمن ومناخ سياسي وتشريعي أقل انفتاحاً على الديني ومحيط إقليمي ووسط اجتماعي مناهض للأسلمة على عكس اليمن، لقد توفر لدى الإخوان هنا المناخ التشريعي والثروة والوسط المحافظ والمحيط الإسلاموي وغيرها من الميزات ولكنهم لم يمتلكوا الجرأة والوعي ولا الطموح بمشروعهم القطري الخاص وظلوا يجترون أدبيات التنظيم الدولي وتنظيرات المركز وعقد الصراعات التي خاضها وبمعنى أدق عقد الاضطهاد الذي تعرض له قادة التنظيم في المراكز والفروع الأخرى مقتفين آثارهم وخطاهم في ظروف متباينة تماماً ودون أي إدراك للفارق الشاسع بين واقع الإخواني اليمني محمد اليدومي ضابط المخابرات في دار البشائر وواقع الإخواني المصري السجين سيد قطب في السجن الحربي. مارس إخوان اليمن عملهم التنظيمي ونشاطهم السياسي في ظل التعددية السياسية وقوتهم القبلية وهيمنتهم على الفرقة الأولى مدرع والأمن السياسي بنفس طريقة تنظيم الإخوان في مصر أيام صلاح نصر وصالح سالم وحمزة البسيوني الخلايا العنقودية والاجتماعات السرية والتنظيم الخاص. أقاموا شركات توظيف الأموال "المنقذ" على غرار الريان المصرية، نددوا بقصة "صنعاء مدينة مفتوحة" كما ندد الإخوان المصريون برواية "وليمة لأعشاب البحر"، فعلوا كما فعلوا، صرخوا كما صرخوا، ناحوا كما ناحوا، فجروا كما فجروا، أقاموا الجمعيات كما أقاموا. حين أنظر إلى سهيل وهي تبث يومياً مقاطع الإطاحة بالإخوان وتسمية قصة صمود أتساءل حقاً: هل إخوان اليمن مصرون على التبعية للمركز حتى في السقوط؟! *اليمن اليوم براقش نت